|
وبعد إنتصار الثورة الأسلامية في إيران، بدأ النظام البائد في شن الهجمات العنيفة من إعتقالات وإعدامات شملت العديد من قيادات وكوادر حركات التحرر العراقية والمعارضة للنظام، الأمر الذي أجبر الكثير من المعارضين الى السفر والهجرة الى الخارج مع بقاء وإستمرار البعض الآخر منهم في داخل الوطن لمواصلة مسيرة التحرير والخلاص من النظام العفلقي . ضاقت الأمور على الشعب العراقي من خلال منهجية النظام البعثي في إدارة الدولة فسحقت الأكثرية مثلما سحقت كل الأقليات الأخرى دينية مذهبية كانت أم قومية، فأستمر الجميع وواصلوا الرفض والمقاومة والعمل ضد النظام، فأشتعلت إنتفاضات عديدة كأنتفاضة صفر المجيدة وإنتفاضة رجب التي شملت وسط العراق وجنوبه الى جانب العمليات المسلحة التي كانت تشنها الحركات والأحزاب الكردية في كردستان العراق. ولعدم تكافؤ الطرفين في المواجهة من حيث الكمّ والعدّة فقد كانت تواجه كل تلك العمليات بأشع أساليب التعسف والقمع، إلاّ إنها ظلت مشتعلة الحماس والعزم والأصرار لدحر تلك العصابة المتسلطة على رقاب الشعب، فتواصلت الأنتفاضات الجديدة. والتي كانت أبرزها إنتفاضة 15 شعبان الخالدة عام 1411هـ المصادف سنة 1990م أثر إنهزام جيش العراق المجبر والمكره على غزو الكويت، فلقد كانت هذه الانتفاضة شاملة حيث جمعت كل العراقيين بمختلف قومياتهم وأديانهم ومعتقداتهم وأفكارهم، والذي فجّر الأتفاضة وشارك فيها وسقاها بدمعه ودمه هو الشعب كل الشعب . ففوجىء العالم وخاصة العربي منه بهذه الأنتفاضة المليونية التي إنفجرت في الشوارع والأسواق والأزقة و التي كان يصفه البعض بالشعب الجامد والمستسلم للواقع الظالم المعاش وعدم قدرته للنهوض بأيـّة عملية رفض للتعدي على حقوق الشعب والطغيان الحكومي، من غير مشاهدة الظروف والملابسات والأمكانيات المتاحة آنذاك للناس . وهكذا اُوهِموا العديد من الشعوب والأنظمة العربية والعالمية بأن العراقيين لايتمكنوا بالأطاحة بالنظام البعثي وغير مهيأين لثورة شعبية شاملة تضم العراق كل العراق،غير أن إنتفاضة صفر أثبتت للعالم بأسره بأن العراقيين وبكل قومياتهم وأديانهم أهلا للرفض وأهلا للمسؤولية والخروج على النظام الجائر . فكانوا يطالبون بالحرية والحكومة العادلة التي تؤمِن بالتعددية الحزبية والديمقراطية و التي تكفل حقوق الشعب وتعيد بناء كل مادُمّر، وكان هدفها هو التغيير الحضاري الشامل في العراق الذي يلغي كل أنواع القهر والحرمان والكبت في كل مجالاته الأنسانية والفكرية والعقائدية والذي يضمن بالتالي حقوق جميع تشكيلات المجتمع العراقي الملوّن الزاهي. يـتـبـــع:
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |