الحالة الفرعونية لدى الانسان – الحلقة السابعة عشر

 

محمود الربيعي

mahmoudahmead802@hotmail.com

العلاقة بين الحالة الفرعونية للإنسان والحالة الابليسية لدى الجن والشياطين

الجزء الأول

_____________________

المقدمة القرآنية

كلام في الجن"مقدمة قرانية مقتبسة من الميزان في تفسير القران للعلامة محمد حسين الطباطبائي الحكيم - من تفسير سورة الجن – الجزء العشرون في تبيان حقيقة الجن.

**************************

الجن نوع من الخلق مستورون من حواسنا يصدق القرآن الكريم بوجودهم ويذكر أنهم بنوعهم مخلوقون قبل نوع الإنسان، وأنهم مخلوقون من النار كما أن الإنسان مخلوق من التراب قال تعالى: «والجان خلقناه من قبل من نار السموم»: الحجر 27.

وأنهم يعيشون ويموتون ويبعثون كالإنسان قال تعالى: «أولئك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس»: الأحقاف 18.

وأن فيهم ذكورا وإناثا يتكاثرون بالتوالد والتناسل قال تعالى: «وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن»: الجن 6.

وأن لهم شعورا وإرادة وأنهم يقدرون على حركات سريعة وأعمال شاقة كما في قصص سليمان (عليه السلام) وتسخير الجن له وقصة ملكة سبإ.

وأنهم مكلفون كالإنسان، منهم مؤمنون ومنهم كفار، ومنهم صالحون وآخرون طالحون، قال تعالى: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون»: الذاريات 54 وقال تعالى: «إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به»: الجن: 2 وقال: «وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون»: الجن 14 وقال: «وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك»: الجن 11 وقال تعالى: «قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قومنا أجيبوا داعي الله»: الأحقاف 31 إلى غير ذلك من خصوصيات أحوالهم التي تشير إليها الآيات القرآنية.

ويظهر من كلامه تعالى أن إبليس من الجن وأن له ذرية وقبيلا قال تعالى: «كان من الجن ففسق عن أمر ربه»: الكهف 50 وقال تعالى: «أ فتتخذونه وذريته أولياء من دوني»: الكهف: 50 وقال تعالى: «إنه يراكم هووقبيله من حيث لا ترونهم»: الأعراف 27.

قوله تعالى: «فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا» إخبار عن إيمانهم بالقرآن وتصديقهم بأنه حق، وقوله: «ولن نشرك بربنا أحدا» ت قوله تعالى: «وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا» قال الراغب: العوذ الالتجاء إلى الغير، وقال: رهقه الأمر غشيه بقهر انتهى.

وفسر الرهق بالإثم، وبالطغيان، وبالخوف، وبالشر، وبالذلة والضعف، وهي تفاسير بلازم المعنى.

والمراد بعوذ الإنس بالجن - على ما قيل: إن الرجل من العرب كان إذا نزل الوادي في سفره ليلا قال: أعوذ بعزيز هذا الوادي من شر سفهاء قومه، ونقل عن مقاتل أن أول من تعوذ بالجن قوم من اليمن ثم بنوحنيفة ثم فشا في العرب.

ولا يبعد أن يكون المراد بالعوذ بالجن الاستعانة بهم في المقاصد من طريق الكهانة، وإليه يرجع ما نقل عن بعضهم أن المعنى كان رجال من الإنس يعوذون برجال من أجل الجن ومن معرتهم وأذاهم.

والضميران في قوله: «فزادوهم» أولهما لرجال من الإنس وثانيهما لرجال من الجن والمعنى فزاد رجال الإنس رجال الجن رهقا بالتجائهم إليهم فاستكبر رجال الجن وطغوا وأثموا، ويجوز العكس بأن يكون الضمير الأول لرجال الجن والثاني لرجال الإنس، والمعنى فزاد رجال الجن رجال الإنس رهقا أي إثما وطغيانا وذلة وخوفا.

الميزان في تفسير القران للعلامة محمد حسين الطباطبائي – من تفسير سورة الجن ... الجزء العشرون.

انتهى

**********************

المقدمة العلمية

كلام في العلاقة بين المادة والطاقة ..... وبين الانس والجن.

تعرف المادة في الفيزياء على انها: كل شئ يشغل حيزا في الفراغ وله كتلة، وتعرف الطاقة على انها : القابلية على انجاز الشغل.

وفي العلوم الحديثة تطورالقول فيهما واصبح القول ان هناك حالة رابعة للمادة وهي حالة البلازما بالإضافة الى الحالة الصلبة والسائلة والغازية للمادة، واما الطاقة فقد تعددت اسماءها لتشمل انواعا عديدة كالطاقة الميكانيكية ومنها الكامنة والحركية كطاقة المرونة وطاقة الرياح، والطاقة الكهربائية، والطاقة المغناطيسية، والطاقة الضوئية والطاقة الصوتية والطاقة الحرارية والطاقة الذرية والطاقة النووية الى غير ذلك من التسميات والتفصيلات العلمية.

وقد ثبت ان هناك علاقة وثيقة بين المادة والطاقة وان كل منهما صورة للاخرى ولهما القابلية للتحول من كل منهما للآخر، فيمكن ان تتحول المادة الى طاقة كما يحدث في عملية اشتعال واحتراق الخشب حيث يتحول قسم من المادة الى حرارة وضوء ويتخلف القسم الباقي على هيئة رماد... وتتحول الطاقة الى مادة كما في عملية إنتاج السكر في النبات في عملية التركيب الضوئي التي تجري داخل النبات حيث تتحول الطاقة الضوئية للشمس إلى مادة السكر، وهناك عمليات دقيقة تجري داخل الذرة والنواة الذرية للتعبير على انواع هذه التحولات المذكورة.

فاذا أجرينا مقارنة بسيطة واعتمدنا على هذه الفكرة فيمكن ان نقول ان الإنس الذين خلقوا من التراب أي المادة وفي المقابل الجن الذين خلقوا من النار وهوتعبير عن الطاقة، فيمكن إذن ان تظهر تلك الطاقة على شكل صور تتشكل على هيئة إنسان وحيوان ونبات، كما ان المؤثرات الضوئية الصناعية ممكن ان تتشكل على شكل صور يتهيأ للبعض على انها حقيقة مادية، وكذلك يمكن للمؤثرات الصوتية ان تظهر بنفس الطريقة حيث يمكن للمادة ان تحدث الصوت كما يمكن للطاقة ان تحدث الصوت من خلال تحول الطاقة من شكل لآخر.

توطئة

قبل كل شي علينا ان نفهم على اننا عندما نقول الحالة الفرعونية فاننا لانعني بها فرعون دون غيره من الجبابرة والطغاة فكل طاغية ومتجبر هوفرعون وهامان وهذا المتجبر وذاك، وعليه فان الحالة الفرعونية هي حالة قابيلية (قابيل بن ادم)، وحامية(حام بن نوح) وسفيانية (سفيان بن حرب)، ويزيدية (يزيد بن معاوية) واية صورة تتسم بالتجبر والتكبر والاستعلاء والطغيان.

وفي نفس الوقت فاننا نشير الى ان حالة الطغيان والتجبر والتكبر قد تتعدى الإنسان الى غيره من المخلوقات بسبب الجهل والغرور، فقد يصاب الجن بالغرور كما أصيب إبليس من قبل، وحتى الملائكة وقعوا في شراك الجهل بحقائق الأمور حين سألوا الله كيف لنا ان نسجد لمن يتصف بالإفساد والقتل! فأجابهم الله سبحانه وتعالى بأنه يعلم مالايعلمون فاستجابوا لنداء الله وامتثلوا للأمر بالسجود لادم.

وكثيرا مانستخدم في اقوالنا لفظة الشيطان واول مايتبادر الى الذهن إبليس وجنوده من الجن باعتباره أبا الجن"واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه افتتخذونه وذريته اولياء من دوني وهم لكم عدوبئس للظالمين بدل"سورة الكهف - سورة 18 - آية 50.، ولكن الشيطنة لاتقتصر على ابليس والجن فقط وإنما تتعداه لتشمل الإنس أيضا لذلك جاء في الكتاب الكريم لفظ شياطين الإنس كما جاء ايضا بلفظ شياطين الإنس.

لماذا لم يتصادم إبليس مع الملائكة وتصادم مع ادم خلق الله الخلق غنيا عن طاعتهم، أمنا من معصيتهم، فخلق منهم الملائكة، وخلق خلقا اكبر من الملائكة، كما خلق دون ذلك من الجن والإنس، حيث خلق إبليس من النار وخلق ادم من التراب \"والجان خلقناه من قبل من نار السموم \"سورة الحجر - سورة 15 - آية 27 .وفي الفيزياء علاقة مهمة بين المادة والطاقة، فاذا اعتبرنا ان التراب تعبير عن المادة، والنار تعبير عن الطاقة فاننا نشير الى المبدأ الفيزياوي العام انه يمكن تحويل المادة الى طاقة ويتم ذلك بطرق مختلفة، كما يمكن تحويل الطاقة الى مادة كما يجري في النبات من تحويل الطاقة الشمسية الذوئية الى مادة السكر وهناك الكثير مما يمكن الاطلاع عليه من خلال العمليات الذرية والنووية التي تحدث داخا نواة الذرة وداخل الذرة نفسها في عالمها الاكبر.

جنود إبليس من الجن

وكما توجد علاقة جدلية بين المادة والطاقة في المعنى الفيزيائي، فهناك علاقة بين الجن والإنس ويمكن متابعة هذا الموضوع من خلال كتب التفاسير التي تتناول هذا الموضوع سواء في تفسير الآية وحسب النصوص والروايات التي وردت بهذا الخصوص، وانصح بمراجعة كتاب الميزان في تفسير القران للعلامة المرحوم السيد محمد حسين الطباطبائي خصوصا ماجاء في تفسير سورة الجن.

ونذكر ان إبليس له جنود من الجن، حيث توجد علاقة اجتماعية بينهم من التزاوج والعبادة والحياة والموت، والاتصال بالإنس ولهم قدرات خاصة بهم.

"قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون"سورة سبأ - سورة 34 - آية 41.

الغباء احد دوافع الحالة الفرعونية

..........................................

الغرور والجهل سببان مهمان أيضا في طفوالحالة الفرعونية في سلوك الإنسان..................

وروي عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام انه قال \\ الرجال أربعة:

رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه، ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فأنبهوه، ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه، ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه.

http://sayed-yusuf00.maktoobblog.com

الشيطان يدغدغ مشاعر الانسان ويمنيه

"ان الشيطان لكم عدوفاتخذوه عدوا انما يدعوحزبه ليكونوا من اصحاب السعير"سورة فاطر - سورة 35 - آية 6. فالشيطان يمني الإنسان ويقرب له البعيد ويبعد عنه القريب، والشيطان يتخذ طريق الغواية.

جنود ابليس من الانس

ولايقتصر جنود إبليس على الجن باعتباره من الجن بل يشمل الإنسيين الذين يتبعونه ويتبعون أثره في إغواء الناس ودفعهم لارتكاب المعاصي، فالقاتل والسارق والزاني والمغتاب والنمام والكذاب والفاسق والكافر والمنافق كلهم جنود إبليس.

جاء في كتاب جامع السعادات في الفصل الاول:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم-: «خلق الله الانس ثلاثة اصناف: صنف كالبهائم، قال الله تعالى:

«لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم اعين لا يبصرون بها (41) » .

وصنف اجسادهم اجساد بني آدم وارواحهم ارواح الشياطين، وصنف كالملائكة في ظل الله يوم لا ظل الا ظله‏» .

ولا ريب في ان اكثر القلوب قد فتحها جنود الشياطين وملكوها، ويتصرفون فيها بضروب الوساوس الداعية الى ايثار العاجلة واطراح الآجلة. والسر فيه:

ان سلطنة الشيطان سارية في لحم الانسان ودمه ومحيطة بمجامع قلبه وبدنه، كما ان الشهوات ممتزجة بجميع ذلك، ومن هنا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم-: «ان الشيطان ليجري من بني آدم مجرى الدم‏»، وقال الله سبحانه-حكاية عن لسان اللعين:

«لاقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم‏» (42) .

فالخلاص من ايدي الشياطين يحتاج الى مجاهدة عظيمة رياضة شاقة، فمن لم يقم في مقام المجاهدة كانت نفسه هدفا لسهام وساوسهم وداخلة في احزابهم

41) الاعراف، الآية: 179.

42) الاعراف الآية: 16، 17.

انتهى

هل للملائكة علاقة بالجهل

جاء في تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي الحكيم في تفسير قوله تعالى:

"واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون \"واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون \"\"سورة البقرة - سورة 2 - آية 30.

قوله تعالى: «قالوا أ تجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء، إلى قوله. ونقدس لك.

مشعر بأنهم إنما فهموا وقوع الإفساد وسفك الدماء من قوله سبحانه. إني جاعل في الأرض خليفة، حيث إن الموجود الأرضي بما أنه مادي مركب من القوى الغضبية والشهوية، والدار دار التزاحم، محدودة الجهات، وافرة المزاحمات، مركباتها في معرض الانحلال، وانتظاماتها وإصلاحاتها في مظنة الفساد ومصب البطلان، لا تتم الحياة فيها إلا بالحياة النوعية، ولا يكمل البقاء فيها إلا بالاجتماع والتعاون، فلا تخلومن الفساد وسفك الدماء، ففهموا من هناك أن الخلافة المرادة لا تقع في الأرض إلا بكثرة من الأفراد ونظام اجتماعي بينهم يفضي بالآخرة إلى الفساد والسفك، و- الخلافة - وهي قيام شيء مقام آخر لا تتم إلا بكون الخليفة حاكيا للمستخلف في جميع شئونه الوجودية وآثاره وأحكامه وتدابيره بما هومستخلف، والله سبحانه في وجوده مسمى بالأسماء الحسنى متصف بالصفات العليا، من أوصاف الجمال والجلال، منزه في نفسه عن النقص ومقدس في فعله عن الشر والفساد جلت عظمته، والخليفة الأرضي بما هوكذلك لا يليق بالاستخلاف ولا يحكي بوجوده المشوب بكل نقص وشين الوجود الإلهي المقدس المنزه عن جميع النقائص وكل الأعدام، فأين التراب ورب الأرباب، وهذا الكلام من الملائكة في مقام تعرف ما جهلوه واستيضاح ما أشكل عليهم من أمر هذا الخليفة، وليس من الاعتراض والخصومة في شيء، والدليل على ذلك قولهم فيما حكاه الله تعالى عنهم: إنك أنت العليم الحكيم حيث صدر الجملة بإن التعليلية المشعرة بتسلم مدخولها فافهم، فملخص قولهم يعود إلى أن جعل الخلافة إنما هولأجل أن يحكي الخليفة مستخلفه بتسبيحه بحمده وتقديسه له بوجوده، والأرضية لا تدعه يفعل ذلك بل تجره إلى الفساد والشر، والغاية من هذا الجعل وهي التسبيح والتقديس بالمعنى الذي مر من الحكاية حاصلة بتسبيحنا بحمدك وتقديسنا لك، فنحن خلفاؤك وفاجعلنا خلفاء لك، فما فائدة جعل هذه الخلافة الأرضية لك؟ فرد الله سبحانه ذلك عليهم بقوله: إني أعلم ما لا تعلمون وعلم آدم الأسماء كلها.

وهذا السياق: يشعر أولا: بأن الخلافة المذكورة إنما كانت خلافة الله تعالى، لا خلافة نوع من الموجود الأرضي كانوا في الأرض قبل الإنسان وانقرضوا ثم أراد الله تعالى أن يخلفهم بالإنسان كما احتمله بعض المفسرين، وذلك لأن الجواب الذي أجاب سبحانه به عنهم وهوتعليم آدم الأسماء لا يناسب ذلك، وعلى هذا فالخلافة غير مقصورة على شخص آدم (عليه السلام) بل بنوه يشاركونه فيها من غير اختصاص، ويكون معنى تعليم الأسماء إيداع هذا العلم في الإنسان بحيث يظهر منه آثاره تدريجا دائما ولواهتدى إلى السبيل أمكنه أن يخرجه من القوة إلى الفعل، ويؤيد عموم الخلافة قوله تعالى «إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح»: الأعراف - 69، ووقوله تعالى «ثم جعلناكم خلائف في الأرض»: يونس - 14، وقوله تعالى «ويجعلكم خلفاء الأرض»: النمل - 62.

وثانيا: إنه سبحانه لم ينف عن خليفة الأرض الفساد وسفك الدماء، ولا كذب الملائكة في دعويهم التسبيح والتقديس، وقررهم على ما ادعوا، بل إنما أبدى شيئا آخر وهوأن هناك أمرا لا يقدر الملائكة على حمله ولا تتحمله ويتحمله هذا الخليفة الأرضي فإنه يحكي عن الله سبحانه أمرا ويتحمل منه سرا ليس في وسع الملائكة، ولا محالة يتدارك بذلك أمر الفساد وسفك الدماء، وقد بدل سبحانه قوله: قال إني أعلم ما لا تعلمون ثانيا بقوله: أ لم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض، والمراد بهذا الغيب هوالأسماء لا علم آدم بها فإن الملائكة ما كانت تعلم أن هناك أسماء لا يعلمونها، لا أنهم كانوا يعلمون وجود أسماء كذلك ويجهلون من آدم أنه يعلمها، وإلا لما كان لسؤاله تعالى إياهم عن الأسماء وجه وهوظاهر بل كان حق المقام أن يقتصر بقوله: قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم حتى يتبين لهم أن آدم يعلمها لا أن يسأل الملائكة عن ذلك، فإن هذا السياق يعطي أنهم ادعوا الخلافة وأذعنوا انتفاءها عن آدم وكان اللازم أن يعلم الخليفة بالأسماء فسألهم عن الأسماء فجهلوها وعلمها آدم، فثبت بذلك لياقته لها وانتفاؤها عنهم، وقد ذيل سبحانه السؤال بقوله: إن كنتم صادقين، وهومشعر بأنهم كانوا ادعوا شيئا كان لازمه العلم بالأسماء.

إبليس شيطان

إبليس شيطان بعد ان كان عابدا لله وكان يلقب بطاووس الملائكة ولكن بعد أن خرج عن طاعة الله استحق لقب الشيطان واقترن بكل عمل منكر.

إبليس اسم خاص للشيطان الذي أغوى أبونا النبي آدم وزوجته أمنا حواء ( عليهما السلام ) .

وإبليس هوالذي عصى أمر الله جَلَّ جَلالُه وإمتنع من السجود لآدم ( عليه السَّلام ) واستكبر فأبعده الله عَزَّ وجَلَّ عن رحمته .

اسم إبليس وكُنيته :

عن العلامة الطُريحي نقلاً عن ابن عباس وقتادة وابن جرير والزجاج وابن الأنباري : كان إبليس من الملائكة من طائفة يقال لهم الجن، وكان اسمه بالعبرانية عزازيل ـ بزاءين معجمتين بينهما ألف ـ فلما عصى الله لعنه وجعله شيطاناً مريداً، وبالعربية الحارث. راجع : مجمع البحرين : 4 / 54، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية، مكتبة المرتضوي، طهران / إيران .

وعن العلامة الطُريحي أيضاً نقلاً عن كتاب حياة الحيوان للدميري : أن كُنية إبليس هوأبومُرَّة. راجع : مجمع البحرين : 4 / 54، الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية، مكتبة المرتضوي، طهران / إيران .

http://www.islam4u.com/almojib/10/0/10.0.20.htm

مركز الإشعاع الإسلامي

شياطين الجن

وروي عنه (ص) أنه قال : رؤيا المؤمن تجري مجرى كلامٍ تكلّم به الربّ عنده .

فأما وسوسة شياطين الجنّ فقد ورد السمع بذكرها، قال الله تعالى :

من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس }، وقال :

{ وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم }، وقال :

{ شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا } وورد السمع به فلا طريق إلى دفعه .

فأما كيفية وسوسة الجنيّ للإنسي، فهوأنّ الجنّ أجسامٌ رقاقٌ لطافٌ، فيصحّ أن يتوصل أحدهم - برقة جسمه ولطافته - إلى غاية سمع الإنسان ونهايته، فيوقع فيه كلاماً يلبس عليه إذا سمعه، ويشتبه عليه بخواطره، لأنه لا يرد عليه ورود المحسوسات من ظاهر جوارحه ... ويصحّ أن يفعل هذا بالنائم واليقظان جميعاً، وليس هوفي العقل مستحيلاً .

روى جابر بن عبد الله أنه قال : بينما رسول الله (ص) يخطب، إذ قام إليه رجلٌ فقال : يا رسول الله !.. إني رأيت كأن رأسي قد قُطع، وهويتدحرج وأنا أتبعه، فقال له رسول الله (ص) : لا تحدّثْ بلعب الشيطان بك، ثم قال : إذا لعب الشيطان أحدكم في منامه فلا يحدثن به أحداً .

الجزء الثامن والخمسون \"كتاب السماء والعالم ) من موقع السراج في الطريق الى الله.

http://www.alseraj.net/cgi-bin/scripts/newsearch2.cgi?1&20

فشياطين الجن هم كل الذين يتبعون إبليس من الجن.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com