عباس البياتي عراقي تركماني، دخل التأريخ من أوسع أبوابه عندما برز أسمه بعد سقوط النظام البائد بعد سنوات طويلة من مقارعة الديكتاتورية والظلم توجت بنضالات وتضحيات ضد النظام الشمولي الأوحد حيث شكلت علامة مضيئة على طريق التحرر والإنطلاق نحو آفاق التقدم والتنمية الوطنية ووحدة الشعب العراقي عامة والتركماني خاصة ، لذلك ليس غريبا ان تقترن العراق الجديد بأسم هذا الرجل الذي ضرب أروع الدلالات في الإيثار ومتابعة مسيرة التألق العريقة ولاشك بعد سقوط النظام البائد في 09.04.2003 بكل ما مثلته من حالة تأريخية مستجدة وطارئة على العراقيين في العراق الجديد وما أحدثته من تحولات وطنية وقومية لامست مختلف جوانب الحياة الأقتصادية والسياسية والفكرية والأجتماعية ، حيث ارتقى بالإنسان العراقي إلى مستوى المسؤولية التأريخية في صراعه الطويل والشاق مع الديكتاتورية الصداميه كما أنها أسهمت بشكل فاعل وملحوظ في تعزيز وتمتين مناعة وقدرة هذا الإنسان على مواجهة وتحدي قوى الردة والتخاذل والإنحطاط والتخلف والإستبداد في العراق

إن تناول عباس البياتي الإنسان أو تناول عباس البياتي كسياسي مخضرم له وزنه السياسي والتأريخي لا يمكن أن يتم من زاوية واحدة ، أو من بُعد واحد، بل يؤخذ ككل.. ومن أجل أن تتناول أي موضوع ككل فإنك تحتاج إلى وقت كي تسترجع فيه الجزئيات وتجمعها وتحللها ثم تتم عملية هضم عن اقتناع لما ستصل إليه من نتائج قبل أن تتناوله ككل وتطرحه للعلن وهو من وجهة نظري إنما يعبر عن أقل القليل مما يستحق أن يتناول بها من يريد أن يتعرّض لمثل هذه الظاهرة الإنسانية التي قلّما يجود بها الزمان وتاريخ البشرية .. هذه الظاهرة لا أعني بها ظاهرة طبيعية وإنما أعني بأنها واجب تحتمه الأخلاق قبل أن يفرضه الوفاء أو الولاء وليس دفاعا عنه الذي لايحتاج إلى من يدافع عنه، فذاكرة ونبض الجماهير هي الأقدر على ذلك، كما إنها هي البوصلة الصحيحة لتحديد المسار واتجاه الحقيقة

  لقد اجتذبتني شخصية السيد عباس البياتي خلال الدقائق الأولى للقاء الذي جمعني بشخصه .. فقد كان خفيف الظل، لبقاً ، متواضعاً ، صريحاً في طرح آرائه ، محباً للجميع ومنسجما معهم ، روحه الحضارية تعبّر عن نزوع ٍ إنساني ٍوسمو عقلي ورفعة تحترم الكرامة البشرية وفق معايير كلية متكاملة من أجل الأنسان ، شريف، صادق مع نفسه، كما كان صادقاً مع الغير، يعني الكثير لأنه كبير القلب ، عزيز النفس ، يعني الكثير لأنه بارّ بأسرته وبوطنه العراقي وبقوميته التركمانية وبالإنسانية لايبالي كثيراً بموقعه وبمكانة منصبه كسياسي معروف كما هو حال بعض السياسيين العراقيين ، ذكي ومحنك  لم ولايرض لنفسه الضيم ويعرف جيدا متى يطرح المواضيع المهمة والحساسة المصيرية التي تخص مصير الوطن ومستقبله ومستقبل أجياله والدفاع المستميت عن قضية بني جلدته التركمان من على كل مجلس أو منبر أو لقاء، ينير سماء العراق بالمواقف الأبية والهمة العلية ، ويسطر بمواقفه الوطنية أنشودة عذبة ويرصع بأعماله سماء العراق والتركمان بأنبل الوقفات ... الأمرالذي يؤكد مصداقيته ويمنحه المشروعية الحقيقية والصادقة ويؤكد واقعية قرائته السياسية للساحه العراقية عامة والتركمانية خاصة

لقد تغيّرت نحن التركمان نظرتنا السياسية والإيمان بمفاهيمنا منذ سقوط النظام البائد وتولي البياتي وأمثاله من الوطنيين المواقع المتقدمة في البلد والذي يعتبر مؤشرا لنجاح وتحقيق مايربو أليه الشعب العراقي من أستقرار سياسي وأقتصادي وأجتماعي ، كونه قائدا ومعلماً أخذ على عاتقه إلتزاما أخلاقيا وإنسانيا ورفع شعار صراع الأجيال وخاصة التركمان علنا ، ورفع شعار قيادة لشريحة مهمة من شرائح المجتمع العراقي واستطاع بقدراته على التعبئة والتوعية والترشيد والترميم ، تميز ومازال بالنباهة والنضج السياسي وإستباق الأمور والقراءة المبكرة لمشاكل التركمان والعراق وقرائته الدقيقة للمشاكل التي ستظهر في المدينة بعد سقوط النظام السابق وخير دليل على ماأقول مشروع أقليم كركوك الذي تبناه عام 1991 في النظام الداخلي لحزب الأتحاد الأسلامي لتركمان العراق، وباركت هذا الحل العقلاني والمنطق مؤخرا وبعد طرحه مجددا من منبر البرلمان العراقي وأمام الملأ وشاشات التلفزة والفضائيات المحلية والعالمية .. باركته جميع أبناء الشعب العراقي عامة في الداخل والخارج والمثقفين والأغلبية الساحقه في البرلمان العراقي والمرجعيات الدينية العظام من خلال وكلائهم الشرعيين في خطب الجمعة سنة وشيعة وأعضاء الحكومة العراقية وحتى المنظمات والجهات الدولية، وبعد دراسة حقيقية للواقع لحماية الصيغة العراقية من كل المحاولات التي هدفت إلى إسقاطها وتحويلها إلى وهم وانقاذ مايمكن انقاذه في كركوك والتي تصب في مصلحة الجميع وهم يساندون الدور الحازم لهذا الريادي النبه للخروج من الأزمة وفرض الحلول والبعيد عن الرياء والتخفي خلف الشعارات الرنانة التي لم تكن سوى وهم من أوهام الجمهورية العراقية، والشعارات القومية

 لهذا يتحتم علينا نحن التركمان تقدير جهود العاملين التركمان في الساحة السياسية أمثال السيد الأستاذ عباس البياتي ودعمهم وبكل قوة، فلو فرطنا به أو بالأخرين من الموجودين في الساحة السياسية  فالى متى ننتظر أن تربي الساحة التركمانية شخصيات سياسية من أمثالهم ؟  مع ما اكتسبوها من تجارب عملية وسياسية جيدة من خلال العمل السياسي الذي إنخرطوا فيه في العراق الديمقراطي الجديد. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com