|
رجال خلفهم نساء عظيمات
امين الزيدي المرأه في كل زمان ومكان هي شريك اساسي للرجل وفي جميع الميادين ومهما قيل في المرأه قد لاازيد عما كتب في تلك الشخصيه فالتأريخ مليء بمواقف مشرفه للمرأه في جميع العصور وقدبرز دورها في الدوله بمفهومها الحديث ولكن في الريف العراقي بصوره خاصة كان للمرأه نضالا وصبرا كبيرا في دفع واستمرار عملية الحياة الاجتماعيه.الريف وماأدراك مالريف؟رغم الثوابت التي يتشابه بها الريف العراقي الاان لكل منطقه خصوصيتها ففي بعض المناطق الريفيه تكثر النزاعات واخرى قد تكون اقل امافي جنوب العراق ومنذ العهد العثماني الى الاحتلال البريطاني وبعده الحكومات المتواليه كان للمرأه دور في الاحداث الاجتماعية اليوميه.اذكر لكم موقف مشرف وصوره للحكمة والكرم وا لصبر والنضال عند المرأه التي لم يكن عظيما اي رجل بدونها.في اواخر القرن التاسع عشروفي جنوب العراق وبالتحديد في مننطقه ريفيه تسمى الدجه اودكة بني زيد وهي مقاطعه لارض زراعيه تقع شمال مدينة الناصرية تتبع اداريا الى ناحية الغراف قضاء الشطره تقطنهاعشائر بني زيد القحطانيه كان افراد تلك العشيره يعيشون حياتهم بهدوء وسلام وكان رؤساء تلك العشيره(ال حويجم) يحرصون على خدمة ابناءهاوحل مشاكلهم ومتابعة شؤونهم وكان في بيت رئاسة العشيره نساءلايقل دورهن عن دور الرجال منهن (حظهن ال سلطان )التي عاصرت اخيها الشيخ حاجم ال سلطان(حويجم)كانت أمرأه تحب الكرم وخدمة الناس حكيمه شاعره فتقول في ايام عزبيت ابوها واخوها :- باب الهويه اليوم يفغر(1) بيه اعنزه وبيه خيل شمر والبيك حول بالف عسكر والتتن ثلث ارناك يفتر(2) ابوزرير وعمادي والصفر طحيمي ولحم اجباش كثر عشه البلك والمطر يمطر كله وبو شمخي يتعذر اولاضاك خلكه ولاتململ ولاكال عنهالدارنرحل ولها في اخوها ايضا حيث تفاخر به وتعد سبعة خصال حميده في شخصيته ومن هذا نعرف كيف انها كانت تحب الخصال الحميده وتشجع عليها:- اخوي ياسبع المكطعه(3) ناكل من الزينات سبعه وحده العمامه شزين طبعه وثنيته لعند الجار وسعه وشمالبس لبس لربعه يبزيغ والممحل يشبعه يروض التماها وروض صمعه ولكن بعد وفاة اخيها حويجم ال سلطان كان ابن اخيها شمخي شاب صغيرمتزوج حديثا وعندة طفله صغيره. فهنا طمع افراد بان يستولوا على رئاسة العشيره كون الشيخ قدتوفي وابنائه صغار واخوته لم يكون بمستوى شخصيته وكان ابيه اي ابو الشيخ حويجم الشيخ سلطان طاعنا في السن وقد امر ان يكون ابنه بدلاعنه لقيادة العشسيره واليوم ابنه قد توفي فمن يقدر ان يستمر؟حيث كانت مشكلة الاراضي الزراعيه مشكله كبيره ايام العثمانين تتدخل فيها الرشوه والمحسوبيه وكانت الكثير من المقاطعات باسماء افراد لم يكونوا في الريف بل وليس من تلك القبيله التي هي تزرع الارض وتدافع عنها فذهب افراد من اسره من عشيرة بني زيد الى من كانت تلك المقاطعه باسمة وطلبت منه ان يعطيهم الارض ويحافظو عليها .فعلا اعطاهم الارض ونصبوا انفسهم شيوخ لتلك العشيره وزرعوا الارض.فثارت حفيظة حظهن ال سلطان وقالت شعرا مخاطبتا به اخيها المتوفي تنقل له الحال من بعد وفاته متمنية وجوده فقالت:- سير يحاجم واردس الباب وامن عليها السبع تخشاب اعله اهل الغنم واهل الدواب اباب الهويه فجل وخيار والضل بدارك ماحمه الدار هنا تصور الفرق بين ارضهم (الهويه)التي قالت فيها مسبقا باب الهويه اليوم يفغر بيه اعنزه وبيه خيل شمر لتقول اباب الهويه فجل وخيار اي زرعوا الارض بذلك الزرع وفي حينها يعاب ان يزرع تلك المزروعات وكانت زراعة اهلها الحنطه والشعير والذره وارضهم كانت محط رحال لكل الضيوف فعندما سمع ابن اخيها الشيخ شمخي ذلك الفتى الذي كان في مقتبل الشباب قرر ان يسافر الى اي مكان ولايرى ان عزهم قد ذهب فأخذ معه زوجته وطفلته الصغيره وذهب عند عشيره اخرى تبعد كثيره عن سكن عشيرته الاوهي عشيرة ال حسن في في قضاء سوق الشيوخ في محافظة ذي قاروهنا نرى صورة مشرقه لصبر المرأه وتحملهاحيث كانت الحاله الماديه للشيخ شمخي تكاد معدومه وليس عنده الابضع روبيات كنقود في حينها كمصاريف لاتكاد تكفي لجزء بسيط من تنقله من سوق الشيوخ الى متصرفية الناصريه او البصره لغرض المطالبه بارجاع الارض التي اخذت منه او التوسط عند ال سعدون الاسره الحاكمه حينها في لواء المنتفك .كانت زوجة شمخي جليسة الدار البسيطه التي سكنوها اوخيمه لااعرف لكن المثير هنا ان زوجة شيخ عشيرة ال حسن كانت تزور تلك المرأه الغريبه عن عشيرتهاحيث ان رئيس بني زيد لم يعرف نفسه لال حسن بل انسان غريب حل ضيفا عندهم ثم استقر معهم.وكانت زوجة شمخي تقوم بوضع القدور على النار ولكن كانت القدور خاليه من الطعام وليس فيها سوى الماء الذي يغلي لكي توهم نساء عشيرة ال حسن بان لدى هؤلاء الغرباء طعام ولايتصدق عليهم احد مكتفية هي وطفلتها ببعض التمر وكان في مكان السكن اكياس (عدول حمجع عدل) حيث وضع داخلهن مادة(البوه) وهو مايبقى من الشلب بعد عملية الحصاد ولأن الشلب عادة يحفظ في تلك الاكياس فهي توهم الناظرين بأن عندهم شلب وفي الاصل لبايوجد الشلب بل يوجد بقايا الشلب اثناء الحصاد ولكي لاتطول عليكم القصة والهدف هنا اظهار موقف المرأه وليس احداثها الى نهاية المطاف ارى ان الدور جليل وكبير لتلك النسوه في مؤازرتهن وتحملهن العناء جنبا لجنب مع الرجل فقدعاد شمخي ال حويجم مكللابالنجاح ورجع الى مكانه الاصلي سالماغانما ليقود عشيرته وعادت زوجته وطفلتها الى تلك الارض الغاليه وكان موقفها مشرفا فقد هاجرت وصبرت وماهي الاواحده من النساء العراقيات اللواتي تحملن وصبرن من اجل كرامتهن وكرامة ازواجهن واخوانهن بل لم يصبرن على الضيم والشواهد كثيره امل اني قدوفقت في طرح ذلك الموضوع لتسفيد منه بناتنا في هذه الايام ويعرفن ماهودور المرأه في الايام الماضيه ومعاناتها التي استمرت وللاسف الى تلك الايام الهوامش ----------- 1-الهويه اي الارض التي تكون امام المضيف اوالدار وهي واسعه. 2-اي التبغ ثلاث انواع يقدم في الديوان وعددت انواع واسماء التبغ حينذاك. 3-المكطعه ديرتهم.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |