انتخابات برلمانية صورية

 

يوسف جمال/ كاتب وصحفي عراقي

افرغت صناديق الاقتراع للانتخابات البرلمانية الايرانية من اوراق الاقتراع لتظهر نتائج اقل ما يقال عنها انها نتائج معروفة سلفا لاسيما للمتابعين للشان الايراني ومارافق هذه الانتخابات من اجراءات صارمة من قبل لجنة تشخيص النظام في التدقيق بقوائم المرشحين واستبعاد المئات منهم لعدم انسجامهم مع توجهات الولي الفقيه وتتقاطع مع توجهات المحافظين.

واراد نظام الملالي من وراء هذه الانتخابات ان يبعث برسائل الى الخارج والداخل الايراني في نفس الوقت لفك طوق العزلة الداخلية الشعبية والعزلة الدولية فقد كانت النتائج الاولية تشير الى حصول المحافظين على 71% من مقاعد البرلمان وما تبقى موزع على الكتل الاخرى وكما هو معروف للجميع ان المرشد الاعلى الايراني يدعم التيار المحافظ الذي يقوده الحرسي نجاد ودعم مباشر لسياساته الارهابية المتطرفة في المنطقة.

ان الرسائل التي اراد النظام الايراني بعثها الى الداخل الايراني ان قيضة الحرس ستكون اشد واعنف على الشعب الايراني المقاوم للسياسات الظلامية وان هذه النتائج المرسومة سلفا لهذه الانتخابات هي تفويض جديد لخنق المقاومة الشعبية الوطنية في الداخل الايراني كما انها من جانب آخر تعزيز قوة وهيمنة الحرس المقرب من المرشد الاعلى على مقدرات وارواح الشعب الايراني على الرغم من تصنيفه منظمة ارهابية.

اما على الصعيد الخارجي فانه اراد ان يصور نفسه للعالم انه نظام مرغوب من الشعب الايراني وانه يتمسك بالديمقراطية عن طريق اجراء هذه الانتخابات التي اعطت الشرعية للحرس ان ينحكموا بمصير الشعب وتاييد شعبي لسياسات الملالي المتطرفة.

ان العالم يدرك جيدا ان هذه الانتخابات الصورية او المهزلة الانتخابية ان صح التعبير لاتختلف بشئ عن اي انتخابات تجرى في اي بلد تحكمه انظمة دكتاتورية استبدادية متطرفة وهي لا تقدم ولا تؤخر شيئا ولن تخفف من طوق العزلة الدولية والشعبية.

ان الرسالة الحقيقية التي يمكن فهمها من نتائج هذه الانتخابات ان هذا النظام بدا يأكل من جرفه ويحفر قبره بيديه بعد ان تاكد للعالم اجمع ان هذه الانتخابات لم تجرى وفق المعايير الدولية ولم تتسم بالحرية والشفافية وانما جرت وفق توجيهات المرشد الاعلى مما يؤكد بشكل حتمي خوف هذا النظام من بروز او صعود تيارات وطنية ايرانية تدعو الى التغيير اذا اتسمت هذه الانتخابات بالنزاهة والحرية وهذا ما لا يمكن ان يحدث في ايران اليوم التي تعيش عصر الظلمات والايام الاخيرة لحكم الملالي.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com