|
مسكينة أيتها البصرة .. ياثغر العراق لقد أوحل بك وبعثر بك فمن لوعة الى لوعة ومن ظلم الى ظلم ،فلم تبرح مدينة العظماء من تسلـط بغاة الزمن ونعثلة الفجـّار ابان حكم الطاغية صدام حتى تغطت وتوشحت البصرة بوشاح الحرامية الجدد. لقد شكّل حرامية البصرة من عصاباتهم طابوراً جديداً أسمه التسلط على رقاب أبناء البصرة ، تلك المدينة التي انطلقت فيها الثورات والانتفاضات ضد الطغيان وآخرها انتفاضة شعبان المباركة عام 1991 فكان بحق مشهد بطولي لأهالي البصرة يسجله التأريخ أن يقف أبناء هذه المدينة الباسلة ضد نظام ودكتاتورية المقبور، مدينة السياب ونهر جيكور ،مدينة شط العرب وقد جوبهت البصرة من قبل عصابات النظام البائد وعلى رأسهم "علي كيمياوي" أن يقمع أبناؤها ولكنّ حرارة ونشوة الانتفاضة لم تقمع فقد أبطن البصريون هواجسهم وسواعدهم. حتى آن الاوان وانقشع الظلام وازيلت بقايا النظام المقبور وابدلت عصابات النظام البعثي بحرامية سيطروا على البصرة فاصبحت المدينة ساحة مقفرة تعيث فيها عصابات الشر تعتدي على الأبرياء وتستهدف الفقراء والمساكين بدءاً باستهداف الأطباء واساتذة الجامعات والمهندسين والطبقة المثقفة في البصرة حتى وكلاء المرجعية الدينية ، فأصبح طاغوت وغول البصرة يأكل كل شيء حتى هجرها أهلها من الناس الابرياء الذين لا ينتمون الى جهات سياسية. كما هو معلوم لدى الجميع أن البصرة تتقاسمها الأحزاب السياسية فكل حزب بما لديهم فرحون لديه حصة معلومه من خيراتها تستقطع قبل ان تصل عامة الشعب العراقي والبصري على وجه الخصوص وللحزب الحاكم في البصرة الحصة الأكبر، كل ذلك معروف ولكن الذي يهمنا هو سلامة المواطن البصري وامانه حيث أصبحت البصرة ليلاً كتكساس أمريكا وأصبح من لديه رؤية مغايرة للمتسلطين هدف ليلاً أو نهاراً فلم يسلم منها سوق المغايز ولا سوق الكويت واصبحت ساحة سعد مقفرة ليلاً ماعدا شارع بشار في البصرة القديمة هو الوحيد الذي يسلم لما فيه من ابداعات مرضية!!!! وهكذا ترى أغلب اماكن البصرة ساحة صراع ومنازلة ولا تعرف مالذي يحدث بالضبط ، فالكل لديه مليشيات والكل لديه اجندات خارجية وداخلية . قد يكون السبب في هياج الساحة البصرية هو بقاء محافظها الذي تم عزله من قبل مجلس المحافظة بعد أحداث شهدتها البصرة لمرات عديدة!!!!!، وقد يكون مجلس المحافظة أنفسهم السبب في غليان الشارع البصري!!!!! وقد يكون المواطن البصري هو السبب في بقاءه في مدينة البصرة وعدم الهجرة منها وترك المدينة للحرامية وقطاع الطرق!!!!! وقد يكون السبب في تواطؤ الحكومة العراقية وهي تنظر الى هذه المدينة من دون ان تغير مأساتها!!!!!! مع العلم أن السبب واضح لدى الحكومة ولكن بما أن البصرة تحكمها عصابات اغترست واتضعت من نظام المقبور. منذ أن تسلمت حكومة المالكي وكان الصراع في مدينة البصرة قائماً وقتئذٍ كتبت مقالاً مناشداً الحكومة العراقية (اختبار الحكومة العراقية في البصرة) في منتصف العام 2006 ولكن الصراع استمر طويلاً ولم يزال السبب ويبطل العجب بل بقي الوضع كما هو عليه صراع بين الاحزاب السياسية في البصرة وتدخلات خارجية لا تريد استقرار مدينة البصرة وسيطرة الحرامية على مختلف دوائر الدولة كالنفط والموانئ . لقد تم اقرار في البرلمان العراقي باعطاء صلاحية الى رئيس الوزراء بتنحية أي محافظ من محافظات العراق واحيل القانون الى مجلس الرئاسة ولم يصادق عليه لحد اللحظة وبسبب هذه الاخفاقات وتداعياتها يبقى المواطن البصري هو المستهدف والمدينة ساحة حرب ،،، وكفاك ياحكومة العراق دغدغة مشاعر المتواطئين ،قبل فترة ارسل رئيس الوزراء وفداً للبصرة للاطلاع على الوضع برئاسة نائب رئيس الوزراء برهم صالح ووزير الدفاع وبكل برود راحوا يدغدغون مشاعر مثيري الصراع وعادوا وكأنما شيء لم يكن فمن الجاني في البصرة ومتى يتخلـَص البصري من حرامية البصرة؟؟؟.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |