|
من المؤسف حقا مايلف عراق الرسالات والحضارات والفلسفات والتشريعات والخيرات وموئل الائمة ومحط رحال العلماء ومنطلق نهظة الاصلاح المهدوية الكونية الكبرى ان يتقهقريوما بعد يوم ويتدحرج في اعماق الحضيض ليصبح بؤرة لتكالب موجات العنف واهوال الرعب وفضائع الارهاب وطغيان الفوضى واستشراء الفساد وتفشي الجهل وانتشارالتزويروطمس الحقائق واتساع التزييف واغماط الوقائع بشكل فاق كل تصور وفي كافة المرافق وفي كل اتجاه حتى اضحى العراق اقرب الى الاحتضاروالموت منه الى النقاهة والحياة حيث ان الكارثة تكمن في سريان هذه الافات وتعمقها اساسا واولا وبالذات ليس نابع من الجسد اوعوام الامه بل نابع من العقل والروح المتمثلة بقياداته وكياناته وتنظيماته المفترض فيها ان تكون مثلا في النزاهة والمعرفة والخلق في قيادة المسيرة الوليدة ..حتى تغلغلت وسرت في جسد المؤسسات والدوائر والشعب سريان النار في الهشيم لان الفساد والخراب لاينتقل من الذيل اوالجسد الى الراس بل على العكس فانه يسري من القمة والراس فاذا فسد الراس فسد الجسد واذا ظل العالم –بالكسر-ظل العالم –بالفتح- والناس على دين ملوكها او كما يقول الشاعر: اذا كان رب البيت بالدف ظاربا فشيمة ... وان استفحال ظاهرة ازدراء اسس ومقاييس الشرع والاستخفاف بالقانون والاستهانة بالضوابط ومجانبة القواعد وسحق الاعراف وتزايد قوائم اكاذيب الاعلانات والمزايدات والتصريحات وكثرة لافتات الوعود والمواثيق الفارغة التي يطلقها القادة واصحاب القرار فحدث ولا حرج حتى غدى امتهان هذا الشعب سمة بارزة في مجريات الساسة والقادة ومسيراوضاعه سواء على الصعيد السياسي والامني والثقافي والعلمي والاخلاقي فاذا كان المسؤول يغش نفسه وعقله ويتمنطق بالالقاب الاكاديمية والعلمية وهو لم يكمل الابتدائية او لم يبلغ مرحلة حوزوية ولم يصح عنه فهم او فكر دع عنك البحث والتحقيق والتاليف من المعلوم ان سوق العراق الاقتصادي الاستثماري كاسد مئة في% (الا) في موضوع الالقاب والرتب العلمية والمناصب الدينية والحمد الله على هذا النجاح المنقطع النظير في هذا التطور والانقلاب العلمي الكبير الذي لايجارى و الانتاجية الكبيرة في هذا الباب والسوق العظيم الرائج لهذه البضاعة في محيطنا المنعدم الانتاجيه الا من هذه الخزعبلات ... علما بان مشاكل العراق الكثيرة والخطيرة لم تسعفنا باي فئة من هذه الكتله او شخصا من هذا التنظيم اتحفنا باحصاء او تحقيق او دراسة علمية موضوعيه لاصلاح منحى او زاوية من زوايا الخراب والدمارالتي يعجز عد هااوحصر كما لم يرى النور لاي تنظيم او تيار اطروحه سياسية محددة دع عنك انها تكون شاملة ومتكاملة وترقى الى مستوى الظروف الخطيره والحساسه من ناحية توازنها وحكمتها وعدم تبعيتها وشفافيتها في حفظ مصالح العراق وطنيا واقليميا ودوليا او من حمل تصور استراتيجي لاولويات الامن القومي ولا لاية حلولا علمية مدروسة لكافة المناحي الاقتصادية او الزراعية او التنموية او المعرفية طبعا ان فاقد الشيء لايعطيه انها مجرد خطب رنانة وتسطيح فكري وترديد الفاظ براقة للمتاجرة واللعب على الحبال والتبرء من مجريات الاحداث وتبعاتها والقاء الوم على الجهة التنفيذية في ضحك على الذقون وذر الارماد في العيون حيث لافرق بين فلان المسؤول وفلان المتحدث او الناقد كلهم في كتله واحده وكلهم في الهوى سوى كمايقول المثل والذي يبعث على السخرية انه لم يلمس المجتمع لاي قائد اوزعيم تظلع علمي او عمق معرفي او اجتهاد فقهي او تخصص فني الا من المعرفة التخصصية في نصب الحبال والشرائك بعضهم لبعض للفوز بالمطامع والذي يبعث على الدهشة ان كل التنظيمات والفئاة تنادي برفيع صوتها بفرض القانون وتحكيم لغة الحوار والاخذ بالديمقراطية والمصلحه الوطنيه والانخراط والمشاركة بالعملية السياسية ووحدة الصفوف والمصالحه والقائمه في هذا الصدد طويله وطويله والعجب كل العجب ان كل جهة تعمل لمصالحها الضيقة وتحود النار الى قرصها وتتفنن في حياكة الفتن لتسقيط الاخرى ولاتبالي حتى باحتواشها بالسيوف عند سنوح الفرصة المعلوم ان كل شيء في بلادي مدمر ومحطم وكاسد ومنتهي الصلاحية فاسد تلفان الا اسواق الدجل وبضائع الخداع والزيف فمااروجها وما اربحها وما اشد المتكالبين عليها والاشد مضاضة انها تجير باسم الدين وباستغلال كل مقدس للوصول الى المارب ولو على الاشلاء وبرك الدماء لاجل الانفراد بقضم الكعكة ولو بالتنازل عن كل مبدأ والغاء كل دستور
الملاحظة الواضحة المكرورة من قبل كل قائد ومسؤول بلعن التكفيريين والصداميين والارهابيين ولكن تنظيماتهم ومليشياتهم تتناحر فيما بينها باشرس واقسى الاساليب وافضعها عنفا واشدها ارهابا من الاخرين يقول الامام علي (ع)لقد اخذ الله على الولاة ان يقيسوا انفسهم بضعاف الناس حتى لايتبغى الفقير بفقره وهذه ماينتهجه بالضبط معممينا وقادتنا ولكن فقط بالاقوال والمواعظ والوصايا التي يطوحوا بها في كل مناسبة من لزوم الصبر والقناعة والرضا وهم تماما عكس ممارسات الائمة والصلحاء والمراجع حيث يعيشوا يواسون الناس والمظلومين ويقاسمونه همومه ومتاعبه يقيسوا انفسهم بضعفة الناس لكن قادتنا المعممين لايقبلوا ان يعيشوا الا برفاهية الفراعنة ومتع الاكاسرة ويرفلوا بكل الوان الرفاهية والامن والقصور والبروج والمواطن لايحصل على قوته والمهجر لايستطيع ان يشبع بطنه وهم في كل مناسبة يزعقون صياحا باسم المحرومين والمستضعفين وضرورة تقديم الخدمات وكانهم لم يتذكروا احوالهم عندما كانوا في المهاجر اذلة يخافوا ان يتخطفهم الناس فلوا اعطوا الناس جزء ممايرفلون به من نعيم ومايوفروه امن وحماية واسراف في العيش لعاش الكل بخيررغيد وامان عميم وتبقى كلمة الفيدرالية بمعانيها الرفيعة ومدلولاتها السامية من جملة اللحمة المهلهلة لطابور كلماتهم التي تهش لها النفوس لذلك نراهم عند كساد سوقهم وفشلهم يذرفون عليها الدموع وفي كل محفل ينوحون ولكن لاتنطلي خداعهم على من اصطلم بتخبطاتهم وصراعاتهم ودكتاتوريتهم وذاق الامرين من تسلطهم فالجماهير تتسائل ماقدمو وماعملوامن سلة وعودهم الكثيرة عندما تربعوا على سدة حكم المحافظات ومجالسها صحيح وجدا صحيح انهم عملوا بكل جد ومثابرة لملء جيوبهم ولمصالح تنظيماتهم ومن يدور في فلكهم ولان يريدوا ان يجعلوا المحافظات بستان لهم ووكرا لمليشياتهم وملجأ لقادتهم ليس الا والمؤمن لايلدغ من جحرمرتين وكثير مايتظاهر زعماء التنظيمات وقادة الكتل بالتشديد على التزام الامانة والتاكيد على حفاظ اموال الدولة وحمايتها من الاختلاس والتلاعب والنهب والمطالبة المستمرة باعمار المرافق الحيويه وصيانة التالف منها بالسرعة الممكنة وعقد الندوات والمؤتمرات الخائبة والفاشلة لهذا الغرض ولكن المضحك المبكي ان زعماء الكتل وقادة الاحزاب هم وحدهم المتورطين في سرقةالبترول وتهريبه وليس صدام او عدي او الزرقاوي كماوان المسؤولين هم رؤساء عصابات مافيا الصفقات والرشاوى التي روائحها تزكم الانوف واصبح العراق البلد الاول في قائمة (كنيس) للفساد وان تلك المؤتمرات تقام في ممتلكات الدولة العامة التي صادرتها هذه التنظيمات والاحزاب والتي تحرمها المرجعيه لكن هذه الجوقات تبتلعهازلالاحلالا حيث تبقى منظومة تلك الكلمات الجميلة لاوجود لمعانيها اطلاقا في قواميسهم والمثل يقول:حاميها حراميها ما اكثر الشعارات التي لاتطبيق لها وما اكثر الاقوال واندر الافعال ان العراق بحاجة الى ساسة امناء وليست بحاجة الى مردشورية ووعاظ وتبقى ظاهرة الدجل والخداع والمماراة والقفز على الموانع وتخطي القواعد مؤشرا خطيرا وشأنا غريبا وطور عجيبا في منزلقات الامة والشعب لقد تفشت وبشكل فاضح ظاهرة تزوير كل شيء ابتداء من الاجازات العسكرية ومرورا بوثائق السفر والجنسية حتى وصلت الى تزويرمستندات الطابوا و الوثائق الدراسية ومنح الشهادات العليا وتبرأت ساحات المجرمين والقتلة والجواسيس الى تزوير الالاف من الاسماء الوهمية لرجال الشرطة وقوى الامن وتوظيف المشبوهين وزمر عصابات صدام في القوات المسلحة ووووولمن يدفع عدة اوراق من الدولارات ليس الا ..!! فلاعجب ان يعز شفاء الوطن من امراضه والافات السرطانية التي تنخر في كيانه لكون حاقنه بالسموم والاوبئة من يزعم ويدعي انه طبيبه وحكيمه وفي هؤلاء الزعماء المرتزقة وشيوخ الشياطين الذين يقولون مالايفعلون يقول الامام الحسين عنهم :(يديرون الدين ما درت معايشهم ..) يذكر الرواة ان العابد الناسك (ابن ادهم ) وفد على دار السلام (بغداد) في زمن الخليفة هارون الرشيد فادخل الى مجلس هارون وراء ثلة من معممي السلطان الذين تثقل هاماتهم العمائم يحللون له الحرام ويحرمون له الحلال حسب ذوقه وهواه فما تمالك نفسه الا ورفع عقيرته هاتفا باعلى صوته وفي جرأة منقطعة النظير مخاطبا اولئك المعممين الفسقة وأئمة الظلال قائلا :(اما مجالسكم فشيطانية واما مراكبكم فكسرويه واما ملابسكم فقيصرية واما موائدكم ففرعونية واما مساكنكم فسلطانيه ..!!!فاين المحمدية ..)؟ شيخنا يابن ادهم ليتك اليوم معنا وترى بام عينك مرتزقة المعممين وهم يعيثون فسادا وطغيا واسرافا فما انت قائل لهم :.....ارى انك ستخلع عمتك وتلطم على راسك وانت تشاهد عراق السلام يحترق ويقطع وينهب واني لعلى يقين انك لو تفوهت ببنت شفة لوذرت ..!! ويبقى الشعب يتتم اقوالك قائلا :فاين الوطنيه ؟فاين الوطنيه ؟فاين الوطنيه ياعبيد الدولارو...؟ فاين المحمدية ..؟فاين المحمدية..؟ فاين المحمدية ياعبيد الدراهم و ...؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |