لاشك في أن زواج المرأة من الرجل الذي تحبه ويحبها يعد أفضل حالات الزواج حيث يفترض انه يحقق السعادة لكلا الطرفين وهو ما يجعل العلاقة الأسرية راسخة ومتينة . إلا أن الواقع أكد أن معظم حالات الزواج من هذا النوع سرعان ما تصطدم بحقيقة بعض السلوكيات والصفات التي تحدث إشكاليات نفسية وعضوية لدى احد الزوجين غير المرغوبة من قبل الآخر فضلا على الإشكاليات الاجتماعية والمالية التي عادة ما تكون خافية قبل الزواج ولا تظهر إلا بعد العيش تحت سقف واحد . ونتيجة هذه الإشكاليات يبدأ الحب بالاضمحلال شيئا فشيئا إلى أن ينتهي أو يصبح ضعيفا و غالبا ما يؤدي ذلك إلى توتر العلاقات الأسرية وتضع الزوجين أمام خيارات حاسمة بين الإبقاء على العلاقة الزوجية مع القبول بالإشكاليات المكتشفة على مضض تحت ضغط ظروف معينة وبين تعويض بعض الأضرار الناجمة عن تلك السلبيات من خلال علاقات عاطفية وجسدية خارج إطار الزوجية أو الزواج بأكثر من امرأة بالنسبة للرجال أو الانفصال مع كل ما يتضمنه ذلك من أضرار لأفراد الأسرة ولاسيما المرأة والأطفال إن وجدوا.

 أما زواج المرأة من رجل تحبه ولا يحبها فانه أكثر خطورة وضررا لها لأنها ستبقى طيلة حياتهما المشتركة ليست أسيرة ذلك الحب فحسب بل سيجعلها أشبه بالخادمة أو الجارية الذليلة التي تتلقى الأوامر من الزوج وتنفذها فورا بما يشبه الطاعة العمياء مهما كانت تلك الأوامر قاسية ومهينة و في ظل هذه الحالة يبقى معظم الأزواج يعاملون زوجاتهم بروح من التسلط والغطرسة و في حالة بحث عمن يخفق قلبه لها فالبقاء بدون نظير في الحب يعد نقصا نفسيا وعاطفيا للإنسان يتفاوت تحمله من شخص إلى آخر ولا نستبعد كذلك الانفصال أو الاقتران بامرأة أخرى في هذه الحالة إذا ما أحس الزوج بالملل أو نشأت إحدى الإشكاليات المشار إليها آنفا .

ولكن لو تزوجت المرأة رجلا مقبولا يحبها دون أن تحبه أو تحبه دون أن تشعره بذلك ففي هذه الحالة سوف تكون الكفة راجحة لصالحها دائما حيث يبقى الزوج ساعيا لكسب ودها وإرضائها بكل ما أوتي من قدرات وإمكانيات لأنه لا يشعر بسعادة إلا عندما يراها سعيدة وفي هذه الحالة ستكون العلاقة الأسرية أيضا متينة وراسخة مالم تتمادى الزوجة في الغطرسة والتسلط . وقد أكدت الكثير من الحالات الواقعية صحة هذا الرأي من خلال النسبة الكبيرة من حالات الزواج الناجحة لهذا النوع من العلاقات الزوجية. ولذلك فإننا ننصح النساء بالاقتران بالرجال الذين يحبونهن ولا يكونوا بالضرورة محبوبين من قبلهن إذا أردن حياة أسرية مستقرة وبالتالي سعيدة وقد يحدث أحيانا أن يبدأ الحب بالتشكل بعد الزواج وفي هذه الحالة على المرأة أن لانكشف ذلك له بل تعبر عنه بالحد الأدنى أي يجب أن يكون دائما اقل قدرا من مستوى حب الزوج لها لان طبيعة نفس الرجل تجعله يشعر بمتعة أكثر عندما يتجاهل أو بهمل المرأة التي تحبه ولاسيما عندما تكون زوجته وبالعكس لذا يجب على المرأة أن تأخذ هذه الظاهرة بعين الاعتبار في كل لحظة من لحظات حياتها على وجه العموم وبعد الزواج بوجه خاص .

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com