بأي حال عدت يا عيد... بهذه الكلمات نبدأ مقالتنا هذه التي سنكرسها لتحية المرأة وعرض حالها بمناسبة 8 مارس الذي نطلق عليه يوم المرأة العالمي ... هذا الكائن البشري

الذي يجسد كل الصلات والروابط الإنسانية الجميلة والمحببة للرجل بكل ما تعنيه الكلمة من معاني . فماذا عسانا أن نقول لها نحن الرجال بهذا اليوم الذي نتمنى أن يصبح يوما ما عيدا فعلا ويتقدم على كل الأعياد والمناسبات عندما تحقق حبيبتنا المرأة كل آمالها في نيل حرياتها وحقوقها الإنسانية المشروعة برغم إننا استفتحنا بكلمات توحي بالحزن والألم والتشاؤم انسجاما مع واقع المرأة المأساوي الحالي ومعاناتها بسبب ما يقع عليها من حيف وظلم وعدوان مركب لا تحتمله الجبال ليس من الإنسان على الإنسان بصورة عامة فحسب بل مما يصدر عليها من الرجال فضلا على ماكان مصدره تكوينها العضوي والنفسي وتزداد هذه المعاناة كلما ابتعدنا عن المدينة باتجاه الأرياف والصحاري. 

فما أن تحدث حرب ويذهب الرجال إلى القتال لفترات طويلة أحيانا حتى كان نصيبها الأوفر من الأضرار والمعاناة لأنها تقوم بواجبات الرجل إضافة إلى واجباتها الاعتيادية طيلة غيابه في ساحات القتال أو في حالة فقدانه أو قتله أو إصابته التي تتطور في أحيان كثيرة إلى العوق أو العجز ، وما أن تحدث مجاعة أو تهجير قسري أو تشرد أو عوز أو نقص في أي شيء من مستلزمات الحياة الضرورية إلا وكان نصيبها الأوفر كذلك . ولكن كل ذلك تقوم به المرأة وتتحمله عن طيب خاطر إلا أن مالا تتحمله وتعده ظلما ما فوقه ظلم هو ما تتلقاه من نظيرها الرجل من عنف ومن حيف ومن قسوة ومن ظلم ومن نصب واحتيال ومن لعب بعواطفها ومشاعرها وبمصيرها ما يكسر ويحطم أقوى الصخور وليس القلوب والمشاعر الرقيقة التي تمتلكها "القوارير"فقط .

فخوف الأب والأخ المفرط عليها وعلى أنفسهم مما قد يلحق بها وبالتالي بهم من أضرار نفسية واجتماعية يدفعهما للإفراط في تقييد حقوقها وحرياتها حد الخنق أحيانا إضافة إلى ما يقع على كاهلها من تبعات كونها أنثى وزوجة وأم وما يقع عليها من أعباء  جراء أعمال المنزل الاعتيادية التي تتحمل معظمها عادة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية وهو ما يولد لديها شعورا بالمظلومية الفائقة والكبت الذي يكاد يبلغ أحيانا درجة الانفجار وحسب قدرة كل أنثى على التحمل . وبعد بلوغها وبداية تطلعها للمستقبل تلبية لنداء قلبها وعقلها في أسرة سعيدة مع زوج حبيب تتعرض لمظلومية أخرى من قبل الرجال الذين يسعون لإقامة علاقات غير مشروعة في رداء مشروع زوج المستقبل فيستغلون تطلعها للحب والزواج بممارسة مختلف أنواع النصب والاحتيال وتمثيل دور الحبيب الولهان والحمل الوديع الذي يفدي روحه من اجل الفوز بها لتكون شريكة لحياته وانه يريد مايثبت حبها له فعلا وليس قولا فحسب من خلال السماح له ببعض الممارسات الجسدية البسيطة معها وما أن  تلين له وتلبي شيئا من رغباته خشية أن يؤدي تعنتها إلى تركه لها أو عطفا منها عليه بسبب ماعرض أمامها من مسرحيات وتمثيليات تضليلية عن ذوبانه في حبها ورغبته في الاقتران بها لدرجة إشرافه على الموت شوقا وانه سيفعل بنفسه كذا وكذا إن لم يتزوجها وهو مايعده فوزا كبيرا لعبقريته التي أوقعتها في شباكه فيبدأ في الإعداد للخطوة التالية وهكذا إلى أن يصل إلى مبتغاه مالم تصحو المرأة وتتنبه إلى أهدافه قبل فوات الأوان . إلا انه في كل الأحوال فان معظم الرجال الذين اشرنا إليهم يتركون تلك النساء عند تحقيق كل أهدافهم الحقيقية أو جزءا منها فيتسببون لهن بأكبر واخطر صدمة عاطفية ونفسية في حياتهن وماقد يتبع ذلك من أضرار أخرى وحسب درجة الضرر وهذا لايعني أن جميع الرجال هكذا ولكن وللأسف معظمهم لان الذي يحب المرأة حقا ويرغب في الزواج منها فعلا لا يطلب منها ما يؤذيها لأي سبب من الأسباب بل يسلك الطرق المشروعة المتعارف عليها . وإذا ما حصل النصيب وتزوجت فان خوف الزوج عليها من ناحية وظلمه لها من الناحية الأخرى فحدث ولا حرج حيث تبدأ رحلة العذاب الجديدة بكل مافيها من إشكاليات سواء مع الزوج والأبناء أم مع أهله أم من جراء التغيرات العضوية والنفسية والاجتماعية والمالية وهو ما يجعل مصيرها مفتوحا على احتمالات عدة أفضلها مرا ً... ونعود ونكرر أن هذا لايعني أنه لا يوجد هناك نساء في حال جيد ولكن تبقى في كل الأحوال كالسمك مأكولة مذمومة كما يقال . وإزاء هذا الواقع فان على المرأة أن تعمل على تغييره بنفسها نحو الأفضل بجهود الشجاعات والجريئات منهن وان يساهم جميع النساء القادرات على إسنادهن ، دون أن يعتمدن على دعم احد ٍ من الرجال بل يعتمدن على إمكانياتهن الذاتية المتواضعة لاغير فلا يحك جلدك مثل ظفرك كما يقول المثل العربي المشهور . وتبقى المرأة كل الحياة وليس نصفها فلا حياة بدونها ولاطعم ولا رائحة لها بدون المرأة ... ويبقى يومها يوما للرجل قبل أن يكون يومها والى أن يصبح عيدا نتمنى لها التقدم على طريق المليون خطوة وتحية إكبار وإجلال لكل نساء العالم امهاتا ً وبناتا ً وزوجاتا ً وحبيبات ... وكل عام وهن بألف خير.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com