|
بعد ان قامت الادارة الامريكية برفد ورصد ملايين الدولارات من أجل إنشاء وسائل إعلام عالية الاداء تقترب من النمط الغربي في العراق ماذا جنت من قناة العراقية وماذا جنى العراقيون من اعلام مريض كهذا الذي يبث سمومه عبر قناة العراقية؟؟ ويستمر مشوار الادارة الامريكية بالدعم اذ قامت أيضاً بدعم محطتين تلفزيونيتين الاولى الفرات البدرية والعراقية الطائفية، ودعمت برامج تدريبية لتاهيل صحفيين عراقيين عن التوازن والأخلاقيات في الاعلام الحديث. هذا الدعم ادى الى إطلاق ما يزيد على 12 قناة تلفزيونية عراقية. اما النتائج فطعمها كان مرا حد الجنون, الادارة الامريكية وفي بادئ الامر كانت تتطلع الى خلق مناخ ملائم لها ولمصالحها في الشرق الاوسط وخصوصا في العراق بيد ان الامر سرعان ما تغير الى نتيجة كهذه فالغالبية العظمى من تلك القنوات تتبنى خطاً طائفياً واضحاً ومتصاعداً، بل وتبدو في غالبية الأحيان وكأنها تقوم بتأجيج نيران التوترات الموجودة في البلاد. نصيحتي الى المتابع العراقي او العربي لاقول حتى الاقليمي هل تستطيع عمل هذه التجربة كي تكتشف الحقيقة ما عليك الا اتباع الخطوات التالية: اولا: امسك جهاز التحكم عن بعد (Remote Control) واجلس امام شاشة تلفاز العراقية اروع مثال لقنوات التظليل تنافسها الفرات طبعا وشاهد الاخبار تجد انها تتحدث باسم طائفة وتذم طائفة اخرى وتقلل من شانها. ثانيا: حاول ان تشاهد نفس الاخبار التي تابعت على قناة العراقية على قناة مغايرة من باقة منوعة من قمر الناسل سات ستجد ان الصورة مقلوبة تماما وكانك كنت في جوء مليء بالدخان وضجيج معامل صناعة الطابوق. ثالثا: قارن ما رأيت بأم عينك كي تتاكد اكثر ولاحظ السياسة التحريرية لخبر يتعلق بسياسي سني واخر شيعي تجد التمجيد والبطولات والاعجاب في روح الخبر اما سيرة السياسي السني في الاخبار تجدها ثقيلة والخبر يمر سريعا كلمح البصر. رابعا: حاول العودة مجددا الى قناة العراقية وانا اعتذر طبعا لاني اضيع من وقتك في مشاهدتها لكن اجبرك بهذه الطريقة لكي تعرف حقيقتها من يقتل بنيران القوات الامريكية في العراق من نساء واطفال عزل يوصفون بالارهابيين!! وكل القنوات الاخرى تتفق على مصرعهم ويطلق عليهم تحريريا شهداء او سقطوا ضحية نيران امريكية في منطقة ما؟ الموضوع لا يحتمل المزيد من الايضاح شاهد بنفسك وقيم. يذكر مراسل صحفي غربي لي في احد الفنادق الكبيرة في بغداد انه اجرى استطلاعا للراي فوجد هذه النتيجة" أن مصداقية محطة "العراقية" كان مشكوكاً فيها منذ البداية بسبب أصولها الأميركية، أما الآن فإننا نجد أنه حتى بعض الشيعة أصبحوا يوجهون انتقادات لها بسبب تغطيتها المتزلفة للحكومة التي يسيطر عليها الشيعة". هكذا نشأت قناة العراقية وسط الظروف المريرة التي عاشها العراق وتسلب التسمية " العراقية" من العراق الذي رأى ما رأى من سموم افكارها وتزلفها للسياسيين الشيعه الذين حجزوا لانفسهم استوديوهات تصويرية في هذه القناة كي يخاطبوا ابناء العراق من قتلهم الجوع والخوف والفزع وتجرعوه من ايادي رجال الأئتلاف العراقي المبعثر.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |