|
لقضية رسوم الكريكاتير المسيئة للنبي رد فعل واضح عند اغلب المسلمين وأن كان من الجلي أن بعض من استنكر هذه الرسوم لم يستنكرها الا مستشيطا غضبا بسبب انتماءه لهذا الدين, فهو غاضب كونه ينتمي لهذا الدين وتعصبه كتعصب أي انسان يتعصب لفريقه القومي الرياضي في لعبة ما وان كان لايمارس شيئا من الرياضة في حياته اليومية! فبعض من المسلمين الذين يعلنون غضبهم لايمارسوا أي من الطقوس الدينية كالصلاة والصوم والادهى من هذا هناك من يعاقر الخمر ويقامر وكلنا يعلم ان الخمر والميسر من الكبائر في هذا الدين وليس من داعي لذكر كبائر اخرى يمارسها بل يفتخر بها بعض من ينتمي لهذا الدين ولكنه في الوقت نفسه يستنكر الاساءة لشخص النبي الكريم(ص)، فما السبب اذن ؟ حل هذا التناقض في طبع الانسان لا يجيب عليه الا تفهم غريزة الانتماء للقطيع وتعصب الانسان الى قومه وعشيرته فكما كان يتعصب اهل الجاهلية الاولى لاصنامهم وعاداتهم وعشيرتهم, يتعصب المعاصرون الان لنبيهم وأن كانوا لا يلتزموا بما جاء به دين النبي نفسه ولا عجب أن تجد من هؤلاء المتعصبين من لم يتعب نفسه بقراءة جادة وتحري دقيق عن تاريخ دينه وسيرة نبيه، فهو مشغول في امور اخرى وقد اكتفى بما درس في مدارس بلاده من مناهج شكلية حول تاريخ دينه وسيرة نبيه ولم يعلق في ذاكرته بعد سنين سوى قصص مسلية لتاريخه تعاد احيانا في مسلسلات التلفزيون المكرورة أو تُجلب من نتف لوقائع وقعت قد يسمعها في خطب الجمعة في حيه اذا ما التزم بدينه وغالبا ما يكون ذلك في أيام رمضان فقط. فهذا المتعصب الاول وهو كما بدا لنا تعصب لانتماء ونخوة لعشيرة ليس الا. ثم تأتي الاغلبية المتدينة التي استهجنت هذه الرسوم واستنكرت هذه التحرشات، هذه الاغلبية من الناس استنكرت الرسوم الساخرة ليس بسبب غريزة الانتماء للعشيرة – كما يدعي اغلبهم- وانما بسبب حبها الصادق للنبي الكريم(ص) فأغاظتها هذه التحرشات فعبروا عن حبهم لنبيهم غيرة ودفاعا عن الحق، وقاطعوا الاجبان الدنماركية وأقاموا حملات الشبكة (الانترنيت) للدفاع عن الرسول ونصرته, وخرجت المظاهرات في مدن كثيرة تعبر عن عشقها للنبي وأحرقت اعلام دول وتعهد القوم بالانتقام وخرج علينا بن لادن بشريط مصور جديد يرغي ويزبد متعهدا بالاقتصاص حبا للنبي المساء اليه من الرسام المغمور ومن كافة الدول التي وقفت مؤيدة او غير مستنكرة لهذا الفعل الوحشي المرعب اللانساني!!! أن هذا النبي المساء اليه بشر بالرحمة ووصفه القران بأنه رحمة للعالمين، هذا النبي كان يوصي أن لا يقتل من لا يحمل السلاح في الحرب ويترك الهارب فلا يطعن في ظهره ويعامل الاسير في رحمة وحرام أن تهدم صومعة أو بيعة لعباد من اديان اخرى وأن يدعى للدين بالحكمة والموعظة الحسنة, هذا النبي كان يحرم ان تقطع الاشجار وتخرب المزروعات. لم يأمر هذا النبي بالقتل العشوائى الجماعي كما يفعل كثير ممن يدعون عشقه وحبه, نهى عن السرقة ولكن كثير من عشاقه في بلاد الصليب يسرقون راتب الاعالة الاجتماعية لتلك الدول التي استضافتهم,و يسرقون في بلادهم عند تسديهم للسلطة عند ادنى درجاتها وصعودا الى كراسي الحكم لايستثنى منهم الى النزر اليسير. الا يستغرب العاقل والمجنون من قتل الناس الابرياء بالجملة بمفخخة يتحزم بها عاشق لهذا النبي ليفوز بلقاءه في جنة الخلد وهذا النبي نفسه نهى عن صيد الحيوان للتسلية ويروى عنه : أن من قتل عصفورا بلا سبب جاء ذلك العصفور يوم القيامة الى العرش مطالبا بحقه ينادي ربي قتلني عبدك هذا بلا سبب فاقتص لي منه! يا للعجب قتل عصفور صغير جريمة وقتل مئات الناس من المارة يفوز قاتلهم بلقاء مع النبي في الجنة! مجنون هكذا نبي ومخرف انه يستحق البصق واللعنات والرسوم المسيئة بحقه قليلة، حيث من الحكمة أن يعلن على رؤوس الاشهاد البراءة منه ومن دينه ومن تخريفاته! يبكي الباكون عشقا للنبي من اساءة الرسوم له وقد اساء اليه في حياته الكثير ممن يبجلهم هؤلاء المتباكون انفسهم؟ هل تستحق هذه العبارة لشرح فأنها تبدو متناقضة وملتوية, ولكنها الحقيقة. نعم اساء للنبي الكريم في حياته كثير ممن عاصروه ولكن المتباكين في عصرنا كابن لادن وغيره يبجلون اولئك الذين اهانوا النبي في حياته وانتقصوه وخانوه. احدهم طمع شبقا في نساء النبي فقال لننكحن ازواجه بعد موته فانزلت في الحادثة اية ولكن ذلك القائل سُمى بالصحابي الجليل وكافر من ينتقص منه, وادعى المتباكون في عصرنا انه من المبشرين بالجنة،أنه طلحة الذي قتله صحابي اخر يمجده المسلمون وان كان النبي قد لعن ذلك القاتل ولعن ابناءه ؟ وي كيف يدخل المتناقضان في محل واحد! قاتل المقتول في الجنة مع قاتله يتنعم وكلاهما سابا النبي واساءا اليه في حياته وبعد موته ولكن النبي سيلتقي بهما في الجنة؟ هكذا نبي لا يستحق الحب والاحترام فما اغباه، تحية لك يا رسام الكاريكاتير الذي حكم عقله في هكذا وقائع ورأى التناقض فبغضه واستهزأ به وليس العيب في عقل الرسام وانما العيب فيمن نقل تلك الوقائع التاريخية وتمثل بها في واقعه فحلت في حياته وحكمته بالتناقض وقززت الناس منه. يبكي الباكون عشقا للنبي من رسم ولم تنزل دموعهم على فلذة كبده وهي ابنته التي سرق الحكام تراثها وحرموها من ميراث ابيها وحجتهم بحديث اختلقوه عن النبي بعد وفاته زعموا فيه انه قال انه لايورث فما يتركه صدقه, وهكذا تركوا اعز الناس للنبي في فقر. عندما طلبت الزهراء حقها من ميراث ابيها (ارتجل) الخليفة الاول حديث: نحن الانبياء لانورث مانتركه صدقة! وبذلك قطع الامل عن الزهراء الصديقة في اخذ حقها ولكن فضحته ايات القران وكذبته وهو الرواي الوحيد للحديث الذي ادعاه لتنقضه اية (وورث سليمان داوود) واية (يرثني ويرث من ال يعقوب), ايتان واضحتان تدحضان هذا الحديث دحضا،ولكن الدين بني على التناقض فالحديث الاحادي الذي ينفرد به ابن قحافة ينسخ القران فيا للعجب، فصار الدين متناقضا متلونا, فتحية لك يارسام الكاريكاتير وانت تستهزي بنبي ترك ابنته الوحيدة فقيرة معدمة وترك امته بلا خليفة ولا راعي، هذا النبي الاناني الذي نسي اهل بيته و اراد ان تتفرق امته بعده لتعيش في فتن وحروب حتى تتذكر ايامه وتقول افتقدناك يانبي فنحن بعدك في شقاق وحرب فيا ليتك لم ترحل عنا،وعندها سيبتسم النبي في جنته غرورا واعتدادا ويحدث نفسه: نعم لقد افتقدوني وعرفوا قدري ولهذا تركتهم بلا وصية ولا راع ... يبكي المتباكون حنقا وغضبا على رسم الكاريكاتير ولكنهم يمجدون من قال للنبي في حياته بانه خرف ويهذي! يؤرخ هذه الحادثة البخاري وهو الكتاب الاول بعد القران عند عشاق النبي، ويدرجها تحت كتاب رزية يوم الخميس، في ذلك الخميس والنبي في مرضه يطلب كتاب ودواة ليملي ويكتب اخر وصية له ولكن عمر بن الخطاب يدرك غاية النبي في ذلك فهو متوقع أن النبي سيؤكد ما قاله مرارا قبلا ولكنه هذه المرة سيكتبه أو سيمليه على من سيكتبه له لتصبح الوصية مكتوبة موثقة، فينتفض بن الخطاب ويقول للناس دعو الرجل ( انه حتى لايدعوه بالنبي) بل يقول دعوه فهو يهجر. هذا الذي يهجر نبي خرف لايستحق الاحترام فلك الحق يارسام ان تستهزأ به ولو عرفت الحقيقة لما فعلت ولكن اللوم ليس عليك وانما على من خلق تناقضات هذا الدين وبشر بها! يموت العشرات والمئات في بلاد العالم بايدي المتباكين على النبي وبسببهم ودين هذا النبي يقول ان من زهق روحا عامدا فكأنما زهق ارواح الخلق جميعا، لايذكر السفاح بن لادن جرائم اتباعه الا وتبسم تشفيا, يتشفى لموت اناس ابرياء ويدعى انه من دين الرحمة، يستنكر رسوم ذكرت النبي بسوء ويعلن الحرب ونسى الاحمق ان دينه بني على سب النبي والحط من قدره،دينه كتبه رجال رفعوا الى درجات العصمة العالية حتى صور المزيفين ان الملائكة تستحي من بعضهم والنبي نفسه يستحى من تقواهم!! دين كتبه رجال قتلوا اهل بيت النبي قتلا واساءوا اليهم على منابر الجوامع لعقود طويلة ولم يسألهم النبي في حياته اجرا سوى أن يودوه في قرابته ولكنهم خانوه وهو على فراش موته, قتلوا قرابته وحاربوا اهل بيته مثلما حاربوه في اول دعوته. فهل يعرف بن لادن واصحاب العمائم المزيفة هذه الحقائق ام لايعرفوها ؟ ان عرفوها وسكتوا عنها فهم مع رسام الكاريكاتير اذن وما يجري مسرحية تدار، وان لم يعرفوها فما احمقهم انهم يستحقون الاستهزاء والسخرية، وان كانوا كلتيهما (يعرفون هذه الحقائق ولا يعرفونها) وهي مرحلة مستحيلة في البداهة والمنطق ولكن تناقض الدين وصراعاته الملتوية اوجد هكذا حالة متناقضة في عقول اتباعه المتعصبين فصارت جزء من حياتهم وظهرت في طباعهم فصاروا مسخا متناقضا محيرا ..سيوقض الرسم ومداخلاته في عقول الدواب شيئا من حياة،ربما قد ياخذهم الفضول بالاطلاع لمعرفة سبب هذه السخرية من دينهم, وربما ستجرفهم التعصبات الى اقصى الحمق فيحترقوا بنار الجنون كما يفعل بن لادن الخرف واتباعه ومؤيديه والمعجبين من عوام الناس، وقد يترك بعضهم هذا التراث المتضارب ليبدأ من جديد بحثا عن مبدأ بلا متناقضات وفي كل الاحوال سيصبح الحال احسن مما كان عليه في عقول الدواب فتحية للرسام الاحمق المغمور .
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |