|
انتهى مؤتمر المصالحة في بغداد بهدؤ بعد يوم من افتتاحه وقد قاطعته كيانات سياسية رئيسية مشاركة في العملية السياسية الحالية وهي جبهة التوافق والقائمة العراقية وجبهة الحوار والتيار الصدري والفضيلة والجبهة العربية واختتم المؤتمر بتلاوة بيان صحفي وليس بيان ختامي. هذا المؤتمر جاء بعد إن تم عقد مؤتمر شيوخ العشائر وكذلك مؤتمر منظمات المجتمع المدني وهي المؤتمرات التي طرحت فيها فكرة المصالحة وكانت التساؤلات في كل مرة تطرح ولازالت تطرح ماهو البرنامج الوطني للمصالحة والمصالحة مع من هل هي مع الأطراف المشاركة في العملية السياسية أم مع الأطراف الخارجة عن العملية السياسية؟. من خلال متابعة هذا المؤتمر في يوميه الأول والثاني وما ظهر من تصريحات وتعليقات من بعض قيادات الكتل السياسية يتضح إن الحكومة الحالية تهدف من وراء طرح هذا الموضوع وحسب ما قالت به بعض هذه القيادات إلى دعاية إعلامية لحشد التأييد والدعم لها لاستمرارها في الحكم وان هذا المؤتمر ما هو سوى مؤتمر صوري فارغ من محتواه السياسي ومثلما فشل المؤتمر السابق للمصالحة الذي عقد في القاهرة بسبب تعنت الحكومة في فتح الحوار مع الأطراف غير المشاركة في العملية السياسية والتي حضرت مؤتمر القاهرة فشل هذا المؤتمر أيضا لذات السبب مع غياب الأطراف الخارجة عن العملية السياسية وبهذا يكون هذا المؤتمر هو للمصالحة مع الكيانات الداخلة في العملية السياسية والمنسحبة من الحكومة الحالية التي تسعى إلى ترميم نفسها بشتى الوسائل حتى تبقى في سدة الحكم. وطرح بعد هذا الفشل للمؤتمر مصطلح المصالحة السياسية وليس المصالحة الوطنية وهذا يعني إن الخلافات الداخلية بين المكونات السياسية المشاركة في العملية السياسية لم يعد بالإمكان تغطيتها وإنما طفحت على سطح الإحداث ولابد من معالجتها بشكل علني ومن خلال مؤتمر علني الا ان هذا المؤتمر لم يفلح في هذه المهمة لعدم وجود برنامج متفق عليه على حد تصريح احد المقاطعين للمؤتمر وان الحكومة لا تملك رؤية واضحة لمشروع المصالحة وإنما تطرح شعارات للاستهلاك فقط. إن هذا المؤتمر جاء بعد أيام من زيارة دك تشيني للعراق وهذه الزيارة التي أثمرت عن عقد هذا المؤتمر الشكلي وكذلك سحب الاعتراض الرئاسي على قانون الأقاليم وكذلك الطلب من الكرد المساعدة على تمرير قرارات وقوانين مهمة من بينها قانون النفط وإذا لم تتفق هذه الكتل في بغداد على المصالحة السياسية فانها سافرت إلى اليابان للمشاركة في مؤتمر المصالحة وعليكم إن تتصوروا قادة العراق الجديد وبعد مضي خمس سنوات من احتلال العراق لا يتفقوا في بغداد ويتفقون في اليابان أليس هذا من عجائب الأمور؟.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |