فقاعات القطب الاوحد والاسلام

 


طارق عيسى طه

taha.bagdady@freenet.de

 

عندما قامت امريكا بالعمل المشترك مع بن لادن وعصاباته القاعدية وطاليبان ضد الاتحاد السوفياتي انذاك، كان الاسلام جليس صالونات يفتخر به كل من له مصلحة في محاربة الاتحاد السوفياتي،وعلى راسهم امريكا،وبعد تبدل الاوضاع واختلاف اللاعبين  وتوزيع الادوار من جديد,حيث انقلب السحر على الساحر وتم القيام بعملية اجرامية بتفجير الابراج التجارية في امريكا ذهب ضحيتها اربعة الاف مواطن من مختلف الجنسيات والاديان،اصاب العالم الرعب من حجم المأساة المعنوية والمادية والمناظر التي تم بثها من الاف البشر يلوحون بقمصانهم من النوافذ أملين في عملية انقاذ  ولكن الضربة الثانية كانت اسرع من اية عملية يمكن ان يقوم بها انسان او حكومة في تلك اللحظات المؤلمة ألتي لم تهز مشاعر الرئيس الامريكي بوش عندما سمع الخبر فقد استمر في حديثه مع الطلاب الذين كان في زيارتهم، اذ كان المفروض من اي رئيس دولة ان ينتفض لسماعه هول هذا الخبر المفزع ويبدأ بالاتصالات الضرورية اللازمة بالمسؤولين لاتخاذ الاجراءات اللازمة على الاقل كمحاولة دفاعية عن شعب انتخبه،لكنه بقي لمدة نصف ساعة مستمرا في حديثه مع الطلبة وكان شيئا لم يحدث او حدث في دولة بعيدة عنه الاف الاميال,الا ان الحكومة الامريكية وعلى راسها الرئيس بوش منتظرين اوامرهم من الراسمال المالي والصناعي العسكري والسياسة النفطية التي تخطط كل شيئ في امريكا والتي اصدرت قراراتها تباعا اولا الهجوم على افغانستان بشرط ان يبقى بن لادن على قيد الحياة للاستمرار في صنع سياسة تمهد للهجوم على دول اخرى وتم اتهام العراق بان له ضلع في التفجيرات ويملك اسلحة الدمار الشامل وانه لعلى اتصال بالقاعدة،واليوم صرح هاينز بليكس المسؤول عن فرق التفتيش التي عاثت فسادا واختراقا لكل القيم ومظاهر السيادة للدول،صرح اليوم بان الحرب على العراق لم تكن عادلة ولم يكن لها اية مبررات ووصفها بالماساة التي لا يمكن وصفها لحجم ما خلفته من خسائر بشرية ومادية، واصبح الدين الاسلامي عكازة لمن يريد الحصول على حظوة لدى الامريكان،والحصول على الجنسية الامريكية ولقد كانت هذه هي ميزة الانتهازيين والوصوليين على مدى القرون من الزمن، الذين نسوا او تناسوا سكان امريكا الاصليين وابادة اثنى عشر مليونا منهم، ونسوا او تناسوا سجن كوانتينامو وحتى السيدة ميركل حليفة بوش  انتقدت هذا السجن، وقالت بانه لا ينسجم مع المفاهيم الديمقراطية في عالم اليوم،خمسة سنوات مرت على الغزو الذي يتبرأ منه حتى المغول في غزوهم للعراق في القرون الوسطى ’ خمسة سنوات دماء تسيل على شكل شلالات،بكاء ودموع الارامل والايتام، نيران تلتهم المكتبات والبنوك والمصارف،الطائفية والاثنية العنصرية تحكم البلد بتشجيع من الاحتلال خمسة سنوات مرت كانها خمسة دهور، ولا زال بوش يغالي ويدافع عن جريمته ويحاول تبريرها بكل ما اوتي من خدم وحشم محليون، سوف تبقى اثار الجريمة في العراق مدى الدهور لا يستطيع تغطيتها حكام ماجورون ولا ميليشيات متسللة من الحدود، ولا مؤتمرات فاشلة ستبقى مؤتمراتهم معزولة حتى الاموال التي هربوها سوف ترجع الى الشعب العراقي كما رجعت اموال ماركوس الى الشعب الفليبيني ،ان على جميع الاحزاب التي تهمها مصلحة البلد ان لا تدعم الفئة الضالة الطائفية، ان تجمع قواها وفعالياتها من اجل وقف التدهور الى الهاوية التي سوف تقتل وتنهي كل ما بقي من علامات الحياة في بلاد الرافدين.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com