الشباب وساعات الفراغ

 

 

ميثم عامر/ مؤسسة الشباب

العراقي/ فرع الكرخ

iraqk2003@yahoo.com

في ساعات الليل والنهار، ومع مرور الساعات والأيام وتوديعها لنا.نتوقف قليلاً مستلهمين قليلاً ومفكرين في ذلك الكائن القابع بعيداً هناك، مع زمرة من أصحابه أو منفرداً هارباً من المجهول واللامعلوم في تجمعات تراهم جالسين مجتمعين، وحولهم تلك السيارات المنقوشة بالألوان المختلفة يتمايلون ويتراقصون على انغام الموسيقى، مجلجلين بهتافات وتصفيقات، وآخرون كل مايشغلهم التعرف على الجنس الأخر وتبادل الأرقام والتعارف ضاربين بعرض الحائط الأهل والسمعة، وقليل من كثير، هم من عرفوا كيف يختارون الطريق السليم نحو العمل والنجاح.

نهارهم يسكنه الهدوء والسكينة، وليلهم صاخب مفعم بالنشاط يغلفه الرتابة والروتين والملل. يتغاضى كثير من الإباء عن ذلك الشاب ( ذكراً كان أم أنثى ) مهملين وقته وفراغه، وكثيرا من يسعد عندما يرى ابنه جالساً في بيته ومستكيناً في حجرته غير سائلين عما يدور في أرجاء تلك الحجرة أو في ذلك الرأس المتخبط أو الفارغ. حينما يدور الحديث عن الشباب والفراغ لن ننسى بينهم طلاب وطالبات المدارس الذين متى ما فتحت أبواب الإجازة ضاعوا في دوامة الوقت والفراغ. لنقف في مقارنة متصفحين صفحات الشعوب لنرى ذلك الشعب الياباني العريق المعروف بنشاطه وقدرته على العمل والنشاط كباراً وصغاراً، شعب اعطو للوقت قدره واهتمامهم فوصلوا للقمم حضارياً وفكرياً، شعب كرهو الخمول والكسل ليكونوا شعلة من العطاء والإزدهار على جميع الأصعدة. ولعل المقارنة تجبرنا على أن نتساءل !! لماذا لا يتم وضع بند خاص للقطاع الخاص والعام ويسمى ببند الوقت يتم من خلاله شغل وظائف مؤقتة من قبل طلاب وطالبات المدارس في اوقات الاجازات، كما يتم تدريب الشباب
ذكورا واناثا على الوظائف المتعددة وشغلهم لها مقابل مبلغ مادي تشجيعي لمن يلتحق للعمل بهذه الوظائف، او عن طريق تعاون الجمعيات والمعاهد الخاصة بالتدريب والتشغيل للمساعدة على اكتشاف مواهب الشباب وقدراتهم ليتم تسخير طاقاتهم فيما هو اهل لصلاحهم وتنويرهم.وقد اولت مؤسسة الشباب العراقي أهتماماً كبيراً بهذا الصدد حيث انها تفتتح دورات وفي جميع المجالات لكافة الشباب لكي لايضيع الوقت على الشباب هباءاً لأن ترك النفس للفراغ والوقت بوجود الصحة والنشاط سبب كافي لضياع الفكر وتدني الأخلاق وفتح مسلكاً واسعاً للشيطان للتغلغل واللعب بالعقل والتفكير البشري، وقد يصاب الشخص بالأمراض النفسية المختلفة كالتوحد وعدم قدرته على التعايش والانخراط بالمجتمع مما يؤدي لهدم تلك النفس سطحياً أو جذرياً. فلابد لنا تجنيد أنفسنا للقضاء سوياً على الفراغ وقتل مضيعة الوقت والمحافظة على الأفكار والنفوس لنصل سوياً لأعالي القمم وصروح من المعرفة والتنوير.


 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com