|
حتى هذه اللحظة وبعد مرور خمس سنوات على غزو العراق يبدو إن المكونات السياسية المشاركة في العملية السياسية لم تتفق فيما بينها على المصطلحات الأساسية في الوضع العراقي وان هذا الاختلاف في المصطلحات أنتج اختلاف في المواقف والرؤى والتصورات للعملية السياسية الحالية والمستقبلية هذا جانب إما الجانب الأخر في عدم الاستقرار والتفاهم الفكري هو ماافرزته العملية السياسية من نتائج عبر الانتخابات التي كانت حرة ولم تكن نزيهة على حد قول الكثير من المكونات السياسية والتي أفرزت خللا في تركيبة السلطة السياسية والتي اضطرت بعض المكونات السياسية المستفيدة من عدم نزاهة الانتخابات إلى اعتماد صيغة التوافق بضغط كبير من الجانب الأمريكي ويلعب الإعلام الرسمي والفئوي والحزبي الدور الكبير في تعميق هذه التناقضات وإشاعتها كثقافة بين إفراد الشعب. رفع شعار المصالحة الوطنية منذ أكثر من ثلاث سنوات وعقدت المؤتمرات لهذا الغرض خارج البلاد وداخله وكشفت هذه المؤتمرات البون الشاسع في النظرة لهذه المفردة بين الفر قاء والشركاء في إن واحد وكانت لكلمة الجعفري في مؤتمر المصالحة في القاهرة الفيصل في هذا الموضوع والذي قوبلت أطروحاته بالرفض من قبل المشاركين لما اتسمت به من تطرف في معالجة هذه المشكلة والتوصل إلى حلول ايجابية لتهدئة الوضع العراقي وهو مادفع بعد ذلك إلى إن تطرح بعض الشخصيات البرلمانية إن الشعب أكثر تصالحا من المكونات السياسية وان الخلاف هو بين المكونات الاسياسية وكثرت الدعوات إلى المصالحة مع الذات قبل البحث في المصالحة مع الأخر المختلف أو غير المشارك في العملية السياسية. وبقي عنوان المصالحة هدف مركزي في حكومة المالكي التي أمضت سنتين من عمرها الحالي ولم تتقدم خطوة بهذا الاتجاه وإنما بقيت تراوح في ذات المكانة التي وضعها الجعفري بها وأكد ذلك في كلمته الفصل في افتتاح المؤتمر بعدم الحوار مع الأخر في حين إن الأخر غير المشارك في العملية السياسية والرافض لها جملة وتفصيلا (البعث) يرفض الحوار مع المحتل وأعوان المحتل على حد تعبيره. من هنا نجد إن الحوار هو مع المكونات السياسية المشاركة في العملية السياسية والتي تختلف مع الحكومة على المواقع والمشاركة في القرار وعدم التهميش أي بمعنى أخر الحد من هيمنة الدعوة والمجلس الأعلى على القرار بكل مسمياته ومن هنا فان المصالحة لم تكن في يوم من الأيام مصالحة وطنية وإنما هي مصالحة سياسية بين الشركاء واختلافهم على الحصص والمكاسب والمغانم وهو ما دفع الناطق باسم الحكومة إلى تأكيد ذلك بان المقاطعين يبحثون عن مصالحهم ولم يقل إن جميع الشركاء كل منه يبحث عن مصالحه ومكاسبه بعيدا عن مصلحة الشعب العراقي.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |