|
الواقع المرير الذي كان يعيشه الشعب العراقي في زمن حكومة القرية جعل المواطن العراقي المسكين يحلم بأي وسيلة خلاص من هذا الحكم الدكتاتوري ومها كان نوع هذه الوسيلة المهم كان عنده هو الخلاص من السجن الخانق ومن تسلط الزمرة الفاشستية على رقاب الجميع طيلة عقود من الزمن ... عقود من الخوف والجوع والتشريد والمطاردة والتنكيل والقتل والأذلال فقد مر العراق خلال هذه الحقبة السوداء بمتاهات من الضياع والخسران والوجع والحروب المجنونة التي أكلت الأخضر واليابس ثم تلاها حصار لعين وكافر دفع ثمنه الشعب المسكين لأن السلطة كانت منعمة ولاتشعر بما يعانيه المواطن العراقي وقد أرتكبت الأمم المتحدة خطأ جسيم في هذا القرار المجحف كونها تعلم أن المتضرر من قرار الحصار هو الشعب البريء ...و في كل هذه الحقب كان المواطن العراقي يترقب الخلاص وهو صابر على هذا الأمل...( ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ) صبر العراق وصبر الشعب وصبرت أرض العراق وصبر الطير والشجر والنهر والحجر صبر الكل والجميع من الشمال الى الجنوب عسى أن يأتي الخلاص حتى لو كان من ( أسرائيل) نعم هكذا كان المواطن يتمنى بل الشعب بأسره لأن الذين لم يتمكنوا من الهرب خارج حدود الوطن كانوا كالسجناء المحكومين بالمؤبد لايرون الشمس ولم يعرفوا طعم الحياه الكل كان يكابد من أجل الوجود وأنتزاع الحياه لكي يبقوا للأمل المشتول في داخل النفوس وهو الخلاص الأبدي من حكم البعث المجرم ورغم أن الصبر قد طال أمده لكن لحظة أمل الخلاص جاءت على يد المستر( بوش) حينما حلقت طائراته الترنادو على سماء بلدنا العزيز العراق وسحقت سرافات همراته أرض الرافدين رغم أن الخلاص جاء بهذه الطريقة لكن الجميع أستقبل القادمين بالفرح والترحاب لأنهم جاءو ليقطعوا رأس الأفعى السامة ويرجع العراق الى عافيته ويعيش أبناءه بنعيم وسلام ...أحلام عريضة وطويلة كانت تغلف كل مواطن عراقي يريد الخلاص من فرعون العصر وصنم البعث أحلام تجسدت بأن يشيد البناء وتعبد الطرق وتتحسن خدمة الكهرباء والصحة ويسافر المواطن المحروم خارج الوطن ليطلع على ماوصل له العالم من حضارة وتطور وكان يحلم أيضا بأن تحتوي البطاقة التموينية على ( 44) مادة غذائية حسب ما أدعته القوات المحتلة التي ألقت بمنشورتها على المدن العراقية.... وكان وكان.. وقد راقب الوضع بحذر مع فرحة خجولة لأن الكل لم يدرك ماذا سيكون بعد التغيير.....؟؟ وهذا هو السؤال الأهم ... وأذا أردنا فعلا أن نتساءل وندرس الواقع الذي أعقب سقوط صنم البعث بتاريخ |9|4|2003 فبماذا نخرج وبأي حصيلة...؟؟ فقد خلف الأحتلا ل من القتلى أكثر مما خلفه نظام صدام المقبور وأذا أردنا أن نحصي عدد المهجرين والمشردين والنازحين فقد فاق عدد الذين هجرهم نظام سلطة البعث ... فمنذ اللحظة الاولى للتغير لم نشاهد سوى الحرائق والخرائب والسرقات والنهب والسلب وتدمير البنى التحتية للبلد.... ومع ذلك قلنا أن هذا الأمر طبيعي لأن الحرب لابد أن تخلف مثل هذا...!!! لكن ماذا تحقق للعراق بعد نهاية الحرب وحتى الساعة وقد مضى على الأحتلال حوالي خمسة أعوام....؟؟؟ أعتقد أن الأجابة واضحة جدا للقاصي والداني فقد أنعدم الأمن والأمان وأنتشرت العصابات المسلحة وكثر الخطف والأغتيالات لاسيما في الوسط الأكاديمي ومن الكوادر العلمية المختلفة الاختصاص... والأشد مرارة من كل ذلك هو أذكاء نار الطائفية حتى اصبح الشيعي لايؤمن بالسني والعكس صحيح وكذلك أصبح المسيحي لايؤمن بالملسم وهكذا بقية الطوائف الأخرى حتى أن المواطن من الجنوب لايستطيع السفر الى مناطق الشمال ... فهل تغير شيء ياسيادة بوش...؟ وها قد مضى على أحتلالك لبلدي بحدود خمسة أعوام ماذا قدمت أمريكا للعراق.أذن ..؟ هل طورت الكهرباء...؟؟ وهل أنعشت الوضع الأقتصادي للبلد ...؟ وهل أسست أساس سليم لحكم البلد أم أنها زرعت المنطق الطائفي في تقسيم السلطة وهذا مايعاني منه العراق الأن وفي المستقبل.... فكل الأسئلة المطروحة ليس لها جواب سوى أن بوش قطع رأس الأفعى وعبث بثروات بلدي وتلذذ بسفك دمي وهو المسؤول دوليا وحسب المواثيق والمعاهدات الدولية عن حماية بلدي كونه محتل له...؟؟ فمتى نرى الديمقراطية المزعومة ياسيد بوش ومتى نرى بلدنا قد تعافى....؟؟؟ أخبرنا فأنك المسؤول الأول والأخير عن كل ماحصل ويحصل ببلدي العراق.... فالعراق لايغفر لك ولا لغيرك مالم تتلافوا أخطاءكم وتعالجونها اليوم قبل غد لأن الصبر قد نفد وطفح الكيل ووصل السيل الزبى ..... واحذرك ياسيادة الرئيس بوش من أفساد فرحتنا ووئدها وأحذرك من غضبة الحليم أذا غضب فكيف أذا كان الحليم هو العراق ......!!!!,,,.؟؟؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |