معادلات حسابية

 

 

كريم خلف جبر

kareem812@hotmail.com

عندما تقوم بزيارة موقع جريدة الصباح على شبكة الانترنيت تلاحظ هناك استفتاءا يدعوك للتصويت على قرار إلغاء التوقيت الصيفي وبعد قيامك بالتصويت تظهر لك نسبة تشير إلى أن عدد المعارضين هم أكثر من المؤيدين، والذي أثار اهتمامي لكتابة مثل هذا الموضوع هو تزامن عمري لقرارين اتخذا بشانه0فلقد قام النظام السابق بقبول فكرة تطبيق قرار التوقيت الصيفي على اثر دعوة من المقدم الرائع لبرنامج العلم للجميع الأستاذ كامل الدباغ،الذي يتابعه بشغف الكثير من المواطنين آنذاك فاستحسن نظام البعث فكرة الدعوة واتخذ قرارا بتطبيق نظام التوقيت الصيفي،وعندها تهامس الجميع معارضا ذلك ولا سبيل غير الهمس الذي أثار جدلا واسعا بين الناس فأطلقوا في وقتها الكثير من التعليقات والنكات المثيرة للضحك مستهزئين بالتوقيت الصيفي وما ترك من أثار نفسية فيهم وما أكثر العراقيين الذين لديهم حكايات وطرائف لا تنتهي حول ذلك، ولو كان ذلك النظام ديمقراطيا حقا لاستطعنا أن نعرف كم هو عدد المعارضين بالضبط، والذي نريد قوله بحيادية تامة، لماذا رفضنا القرار في زمن أشار به نحو اليمين ورفضناه أيضا في زمن يشير به نحو اليسار؟ الم يكن هذا تناقضا ؟ وأين يكمن الخلل ؟بغض النظر عن طبيعة نظامين مختلفين في التوجهات إذا أبعدنا فكرة قرار التوقيت عن أي توجه سياسي،هل هناك ازدواجية في تبني المواقف؟ ولا اقصد هذا الموضوع فقط، بل مواضيع أخرى مثل فكرة تغيير العلم العراقي أو نظام الأقاليم او000الخ مما هو مطروح على الساحة الآن، وما هو الفرق بين الثابت والمتغير؟ وهل الثبات على مواقف لها مدلولات سياسية هو مبدأ لا نحيد عنه ،وإذا فرض التغيير بسبب نظام اجتماعي أو سياسي أو ديني يسود على الساحة لابد لنا أن نقف معارضين ونصرخ بانفعالات تؤدي إلى قتل أنفس وانتهاك حرمات وتسقيط شخصيات، وهل نردد ما يقوله آخرون أم نعارض ؟ وأين نحن من هذا وذاك؟ إن موضوعا مثل هذا يجعلنا نقتنع بمعادله حسابية تفرض نفسها على واقع ملموس نعيشه نحن العراقيون، فعندما كنا نعيش في ذلك الزمن المر ، اجمع العراقيون على رفض دكتاتورية صدام ونظامه المستبد إلا فئة قليله يمكن تحديدها بنسبه معينه انحازت إليه لاعتبارات ومميزات حصلوا عليها وانساقوا يغضون النظر عما لحق بجميع العراقيين من ويلات وثبور، والآن نحن نعيش زمن الديمقراطية التي أدت إلى تعدد وانقسام كبير بين صفوف الشعب العراقي، فئات وأحزاب وحركات وتيارات فمن المؤكد تماما وبسبب هذا الانقسام والتخندق فان أي منهم لا يحصل على نسبة كبيرة من المؤيدين وسيكون نصيبه اقل بكثير من مؤيدي صدام أيام حكمه البغيض0 فمن منا يبصر الحقيقة ويتجه صوبها ضاربا بعرض الحائط اطر التحزب والمنافع الشخصية؟ ومن منا يحطم حواجزه النفسية التي تشبعت بازدواجية مفرطة حددت سلوكنا في أداء الواجبات وطلب الحقوق؟ ومتى نجتمع على كلمة سواء فيما بيننا اسمها (العراق)؟ ومتى نذكر محاسن غيرنا قبل أن نعد معايبه؟ 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com