وأنا أشاهد شاشات التلفاز لفتت انتباهي كلمات وردت في خطاب طارق الهاشمي بمناسبة المولد النبوي الشريف فكاد يُغشى علي ولم أشعر بمن حولي في وقتها لما ورد من مفارقة كبيرة في تلك الكلمات حين وصف الهاشمي اختلاط المشاعر بسبب موافقة ذكرى ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم للذكرى الخامسة لغزو العراق.

إن هذا التداخل في الذكريات من جانب نفسي يولد:

1- تداخلا في المشاعر وصراعا داخليا ينتج عنه شعور بالإحباط نتيجة تيارات نفسية داخلية متعاكسة.

2- ثورة قد تكون أحياناً غير منضبطة تنتج عنها تصرفات يُلام عليها الإنسان كون المراقبين ليس جميعهم ملم بالقضايا التي تخالج النفس الإنسانية.

الأبيض والأسود لونان متناقضان يصنعان بتناقضهما جمالا غير أن اجتماعهما هنا يخلق مشاكل نفسية لا تُحمد عقباها، فالأبيض ذكرى مولد نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم الذي هو بمثابة طلوع الفجر، والأسود احتلال بلاد الرافدين فاجتماعهما يجب أن لا يبقى هكذا في الذاكرة. وكيف ذلك؟.. سؤال يجيب عليه أبطال العراق على ساحتي المعركة وإن كانوا ليسوا بكثر لكن الله سبحانه يبارك الأعمال والأعداد إن صدقت النوايا.

إن تلك الصراعات النفسية التي يولدها الشعور بالتناقض لا تكون واضحة على سلوك الإنسان فحسب وإنما تغير من ملامحه فتعلوها الحيرة وانظر إلى وجوه المسؤولين والقادة العراقيين وقارن بالاستفادة مما ذُكر آنفاً.

يا سيدي يا رسول كيف جُمعت ذكراك العطرة بذكرى الاحتلال النتنة وإن كان عطرك يطغى على نتنهم الا أن اختلاط الذكريات المتناقضة جرم في قاموس الطهر.

إننا يا رسول الله سوف نضبط تلك الثورة في دواخلنا ولن نقتلها أبدا عهدا...نضبطها كي لا تسيل دماء بريئة لا يرضى الله جل في علاه ولا ترضى يا سيدي أن تُراق في خضم ثورة هوجاء تحكمها العواطف والمشاعر في غياب العقل.

كل إنسان يا سيدي يا رسول الله يعالج ثورة في داخله غير إن بعضهم قتلها وبعضهم كبح جماحها موازنا بين العاطفة والعقل وبعضهم ظل في حيرة إلى اليوم بعد مرور خمسة سنوات من الاحتلال وبعضهم فقد عقله وإننا يا رسول عملنا وسنعمل (عهدا) أن لا نقتل تلك الثورة.