قالت لي:انا حية تحت التراب

 

 

سميرة عبد الحسين

rosblaak2871@yahoo.com

انتهت حياتي في ساعة رحيلها من الدنيا وقلت ،فكيف احيا وانا مكسورة الجناحين يتيمة الابوين ..وصلت في مسيري الى صحراء قاحلة تشبه حالي تكاد تتفطر من شدة حرارتها وبقيت واقفة فيها وتذكرت حينها كانت دليلي الوحيد على السير في هذا الطريق الموحش ومصباحي الوحيد الذى لاينطفىفي ليلي المظلم ..طأطأت راسي عندما تذكرت كيف كانت تعلمني ان اعيش بعز وكرامة وكيف اجتاز مشقات الحياة احسست بروحي تكاد تزهق من جسدي رفعت يداي ورجائي الى خالقي ان يلحقني بها وان لايطيل عمري اكثرلانني لااستطيع العيش بدونها ..؟

وانا كذلك واذا بصوت هزني وهو يناديني لم كل هذا اليأس والجزع من دنياك ؟

- وما هذا السواد ؟ هل هو شعار لكل من فقد عزيزه

- قلت ليس فقط اسود ثوبي لكن كل جوارحي واحساسي والدنيا وما فيها عندما وصل الخبر المشؤم وقالوا لي ان امك ام تعد حية ..

- هتفت .من قال لك انها لم تعد حية ..انها في كبدي مرتاحة لان مأواهاعندي لفترة معلومة في هذه الدنيا اناامك الدائمة التى لا تموت والتى تكفلت الكثير مثلك من اليتامى ولن اتركهم ابداًحتى بعد مماتهم ..

- سالتها وهل انت من سيعوضني عن عطفها وحنانها وتواصلين معي تجربتي في الحياة الصعبة والمريرة كيف اقف بوجه الاعداء والصبر على مصائب الدنيا ..؟

- ضحكت وقالت نعم حبيبتى انسيتى انك كنت صغيرة وأول من احتنضك عند سقوطك بعد الولادة وارويتك من انهري ماءاً عذباً ليس له وقت للفطام ولاينقطع في يوم من الايام ..وسهرت عاى راحتك وانت نائمة بين اضلعي و انا اصنع لك غذائك ودوائك من تربتي واغصاني واثماري وعلمتك على الصبر والقناعة لكثرة ما وقع على من دماء التضحية لكي لايبعونني بأرخص الاثمان .. وسير الصابرين على تربتي وعلمتك كيف تعيشين بعز وكرامة بأن لا تقضين وقتك كله في الراحة وترك العمل ..

- صرخت بها وقلت. وهل أويتني من بر داً وتحملتني مثل امي – هدئت من روعتي وتمتمت قائلة انسيتي عزيزتي انني احتويت بين ثنايا اضلعي ملايين البشروكانوامضلو مين وصبرت على اخفائهم لحد يومنا هذا ولم افرط بهم ..

- طأطأت راسي وقلت اذاً لها اذاً لماذا اخذتي امي ودفنتها عندك وتركتني انا تأئه ..

- مدت ذراعيها وقالت انا امك وها هي امك التى عندي .. تقول  لك لا تقلقي انا حية تحت التراب عزيزتي ما دام هناك ارض اسمها. ارض الحرية والتضحية..

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com