|
الحالة الفرعونية لدى الرجل العسكري الرجل العسكري اصله مدني الرجل العسكري هو إنسان قبل كل شئ، قبل ان يكون فتى او شابا يافعا او رجلا مكتمل الرجولة، وهو اجتماعي بالطبع يعيش مع عائلته ومجتمعه في المحلة او المدرسة او النادي او الفريق او في اية نشاطات أخرى. وليس دائما ان يكون الرجل العسكري فرعوني السلوك او التفكير فقد يكون مستقيما مهذبا إنسانيا في أفكاره وتصوراته وسلوكه مع جميع من حوله، حيث يعتمد سلوكه العسكري في الجمع بين مايتطلبه السلوك العسكري والسلوك الإنساني، وهذا الأمر يتطلب وعيا وثقافة في الدين والاخلاق يخلق نمطا متزنا في السلوك والتفكير الحضاري واختيار الطريقة المثلى في التعامل مع الناس والاحداث والتفاعل الايجابي مع الظروف والمستجدات التي تفرض نفسها عليه يوميا.
الرجل العسكري في المراتب العسكرية الدنيا والرجل العسكري قديما وحديثا يعيش في حدود مرتبته العسكرية ولكنه يتصرف وفق طبيعته التي تشكلت بالتربية والتنشئة داخل البيت وداخل المؤسسات المدنية والظروف الاجتماعية التي تحيط به من مسجد او سينما او نادي او فريق او مجموعة، وكل هذه العوامل وغيرها يمكن ان تؤثر بشكل ايجابي او سلبي بحسب التلقي والتفاعل والتوجيه والتربية والمعرفة والثقافة العامة والخاصة. والرجل العسكري في مرتبته كجندي او في اية مرتبة دون الضابط او الضباط الجدد في مراتبهم الادنى يؤدون وظائفهم العسكرية الكتابية والإدارية والتدريب وانجاز المهمات وهم يتصرفون اثناء العمل كبشر يخطئون اويصيبون ، فقد يتصرف الجندي بحيث يصدق ويضحي ويفي و يتصرف بشجاعة ويكون نشيطا ، وقد يتصرف كاذبا ومتكاسلا وجبانا .. وقد يكون أمينا مؤديا للامانة، او منافقا خائنا لأمانته ، وفي كل هذا وذاك انما يعتمد على مقدار مااكتسبه من المعرفة والثقافة، وكيف يتصرف تجاه الخطأ والصواب، وكيف يراقب نفسه وهل ينكرالمنكر ويأمر بالمعروف.
الرجل العسكري في المراتب العسكرية العليا والرجل العسكري يتدرج في مرتبته العسكرية شيئا فشيئا بالمثابرة والجهد والصبر وكلما كانت قيادته العسكرية تتصرف بوعي وحكمة وتتعامل بأسلوب حضاري كلما تفاعل معها ايجابيا لتكون له قدوة وليكون هو أيضا قدوة لمن يأتي بعده. ومن المعروف أن الحياة العسكرية تتطلب من الرجل العسكري أن يمارس الرياضة اليومية ليكون قويا قادرا على الدفاع عن دينه ونفسه وعرضه وماله وأرضه ليمتلك صفات القوة والقدرة، لهذا قد يأخذ الإنسان الغرور وهو يحس بعضلاته المنتفخة وقدرته الجيدة على استخدام السلاح والصراع فيدفعه ذلك إلى تصرفات تتقاطع والأمانة التي يحملها في الدفاع عن المقدسات المعنوية والمادية.. فالإنسان الطبيعي يتواضع كلما ارتقى درجات سلمه الوظيفي والعلمي ليخدم المجتمع لا أن يكون فرعونا عليه.
الرجل العسكري عندما يكون رئيسا او وزيرا ومن الخطر جدا ان يكون رئيس الدولة او الوزراء عسكريون عندما يكونون متسمين بالحالة الفرعونية كما حدث ويحدث غالبا، فعندما يأخذ الرجل العسكري منصب الرئيس أو الوزير وهو مصاب بالغرور والحالة الفرعونية فانه سيجر دولته إلى الخراب والدمار بالإضافة إلى خلقه للمشاكل الداخلية وبسبب سوء توزيعه للمناصب والمواقع القيادية في الدولة في المستويات العليا والدنيا من السلم الإداري والوظيفي العسكري والمدني. والرجل العسكري ينبغي ان يكون مستقيما خاليا من أية تصورات ضيقة ولابد له أن يكون قاسما مشتركا وممثلا لجميع شرائح أبناء شعبه بحيث لايتقاطع مع الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وبحيث لايكون عدائيا مع الآخرين من جيرانه وبقية البشر الذين يعيشون على هذه الأرض .
التربية العسكرية تتطلب التربية العسكرية نظرية تعتمد على أسس عقائدية ومهنية، ونقصد بالا سس العقائدية الأسس التي تتفق والمبادئ الإنسانية التي تحترم حقوق الإنسان ولا تتقاطع مع الديمقراطية وأحكام الشرائع السماوية التي تدعو إلى الحفاظ على حقوق الناس ومصالحهم وحياتهم الحرة الكريمة ولايتم ذلك الا اذا اتسمت الروح العسكرية بحب العدل وكره الظلم.
تنشئة الشعب تنشئة عسكرية! إن تنشئة الشعب لها وجهين: فالوجه الأول : هو الوجه الذي يصون المجتمع من تداعيات الأعداء المتربصين بالبلد بحيث يمنحهم فرصة الدفاع الفردي والجماعي ويمكنهم من الدفاع عن البلد بكل وسائل الدفاع المعرفية والعلمية كممارسة الدفاع المدني وتعلم حمل السلاح وتعلم فنون استخدام التقنيات الحديثة التي تزود الإنسان بالخبرة والكفاءة بالنسبة للرجل والمرأة وقد لايقتصر لفظ الرجل العسكري على الرجال فقط فقد تشارك المرأة بذلك أيضا تعلم فنون الحياة العسكرية بالشكل الذي يتناسب وطبيعتها ومهنيتها وهي بذلك يمكن أن تكون عونا للرجل في الظروف الصعبة. والتنشئة العسكرية قد تأخذ أبعادا ومستويات مختلفة فقد تأخذ أشكالا مختلفة من الأنشطة الرياضية داخل البنى الاجتماعية في المدرسة اوالنادي والفرق الرياضية والنشاطات الخاصة في اخذ دروس عن الدفاع المدني في مؤسسات الدولة و في المناطق السكنية وبإشراف بلدية المنطقة.. وعلى المدرسة العسكرية ان تعتمد في طبيعتها على المناهج التي تتسم بإشاعة روح العدل وكره الظلم. والوجه الثاني: هو الوجه الذي يدعو المجتمع إلى الطبيعية العنفية والعدوانية ، ويخلق مجتمعا سوداويا دمويا يميل الى إلغاء الحقوق وإشاعة روح النفاق ويعمل على انتهاك الحرمات وسلب الأموال، والعدوان على الخلق، وخلق روح دكتاتورية خصوصا للطبقة الحاكمة أو الحزب الحاكم أو الجماعة المتلبسة بلبوس الطائفة أو العنصر.
كوارث الحروب العالمية والحروب الدولية ان الكوارث الحربية التي حدثت للأمم السابقة والحديثة جاءت نتيجة لحالات فرعونية تجبرية طغيانية ضد الأبرياء من الناس وضد الضعفاء الذين يكونون عادة إما من الناس البسطاء او الأنبياء والمصلحين الذين يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وغالبا مايقود هذه الحملات العسكرية والحروب عسكريون قد أخذهم الغرور وركبهم الشيطان من الذين عاثوا في الارض فسادا وقتلوا الناس الأبرياء وسفكوا الدماء واستباحوا الحرمات واهلكوا الحرث والنسل.
سياسة القمع مع المعارضة السلمية وعندما يعتلي القادة العسكريون الكراسي العالية ويتداولون السلطات العليا والمناصب الرفيعة في الدولة فإنهم يمارسون أعمال القمع والتصفيات الجسدية ضد مواطنيهم وضد شعوبهم التي يستضعفونها بالقهر والظلم وإشاعة الفساد. وفي الحقيقة نحن نادرا مانرى فئة عسكرية تحكم بالعدل إلا اذا كانوا أحرارا في دنياهم من ذوي العقل والحكمة ولم يحدث ذلك الا نادرا. وفي الحقيقة والواقع إننا لانرى أفضل من قيادات الابنياء والرسل والأوصياء في قيادة المجتمع وحفظه من تداعيات الظلم والفساد.
الرقابة على السلوك العسكري يتطلب السلوك العسكري رقابة عسكرية تراقب تصرفات القادة والأفراد لتقويم سلوكهم العسكري ولكافة المستويات، كما يتطلب إشاعة الروح الديمقراطية والأخلاق في صفوف العسكر.
السلوك العسكري داخل المؤسسة العسكرية وخارجها كما ان السلوك العسكري الجيد لايتوقف عند وداخل المؤسسة العسكرية فعلى العسكري أن يكون عاقلا ومهذبا داخل مؤسسته العسكرية وخارجها سواء كان ذلك في البيت أو المجتمع بحيث يتعامل من حيث كونه إنسانا مدنيا داخل مجتمعه المدني وعسكريا وإنسانا داخل مؤسسته العسكرية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |