|
لم يكن وضع البصرة المأساوي وليد الساعة فقد عبثت به خفافيش الظلام منذ زمن بعيد مذ تم تسليم البصرة الى عصابات تحكمها فأصبحت تقدم مصالحها الحزبية والفئوية على مصلحة العامة. لقد وصل وضع البصرة للحد الذي يجب أن تتدخل فيه الحكومة العراقية وذلك بفضل الصيحات المتوالية من المظلومين في البصرة ومطالبات الخيـّرين باغاثتها من سطوة العصابات البعثية المقنعة والمتلبسة بلباس الاحزاب الحاكمة في البصرة، وبالفعل تمت الاستجابة واغيثت البصرة بوصول رئيس الوزراء ووزرائة من الدفاع والداخلية والامن الوطني على فرض استعادة الدولة سطوتها ومنع كل اشكال التدخل الخارجي والداخلي ، وخصوصاً محافظ البصرة وحزبه ( الفضيلة) الذين أوصلوا البصرة الى ما هي عليه والغريب في الأمر أننا لم نرى أو نسمع منهم أي تعليق أو تصريح عما يجري ما عد التهديدات التي أطلقها محافظ البصرة بحرق آبار النفط فيما اذا حدث له اي مكروه وهي نفس الدعوات والتهديدات التي اطلقها الجرذ المقبور،، وللعلم لقد استغلت هذه التهديدات وتم تفجير أنبوب نفط في البصرة!!!!!!. كيف غيـّر جيش المهدي مسار اللعبة: بداية علينا أن نعرف من هو جيش المهدي؟ جيش المهدي تشكل كما تشكلت بقية الاحزاب السياسية في العراق بعد احداث 2003 وهو يقســّم الى ثلاث أقسام: القسم الأول وهو العقائدي الذي يؤمن بنصرة الامام المهدي عج ويحاول قدر الامكان الانخراط بكل ما هو يوصله الى ذلك الهدف الذي يقربه لله تعالى وهذا القسم لا غبار عليه ، أما القسم الثاني فهم الانتهازيون الذين يدخلون في كل قضية أو كيان يرفع من شأنهم للوصول الى غاياتهم ومآربهم الذاتية وهؤلاء ليس لديهم أي مبدأ أو عقيدة سوى الميل والهوى متخذين من المثل الشعبي (ياهو ياخذ امي اسميه عمي)، أما القسم الثالث فهم من البعثية ووكلاء الامن والمخابرات ابان حكم الطاغية المقبور فبعد أفلاسهم ومطاردتهم من قبل ابناء الشعب العراقي انخرطوا في صفوف جيش المهدي لأسباب أهمها حمايتهم من أيدي المظلومين ،، وبث سمومهم داخل صفوف التيارات الاسلامية والشيعية بالذات،، وهذه النقطة بالذات التي آلمت الكثير من الخيرين باعتبار أن جيش المهدي تيار اسلامي شيعي ، ولابد من الاشارة الى حقيقة وهي أنّ ليس كل من دخل في جيش المهدي هو من التيار الصدري في نقطة يثيرها البعض على أن جيش المهدي هو من التيار الصدري ولكن بما أن السيد مقتدى الصدر هو من شكل جيش المهدي فهذا ما يثار عليه. لنعد ونرى كيف أن جيش المهدي غيّر مسار اللعبة في البصرة بل وفي أغلب المحافظات. بعد قدوم القوات الامنية الى مدينة البصرة على اساس فرض السيطرة عليها من ايدي العصابات البعثية المقنعة خرجت مجاميع مسلحة ممن تدعي الانتماء الى جيش المهدي لتواجه القوات الامنية في مدينة البصرة ودارت اشتباكات ومعارك ضارية وساعدها على ذلك التهويل الاعلامي وصورها بان القوات الامنية العراقية تواجه جيش المهدي في البصرة وهنا جلست العصابات الاجرامية في البصرة تنظر الى المشهد وهناك ممن يقاتل دفاعاً عنهم ورغم البيانات التي أصدرها السيد مقتدى الصدر بالتهدئة والقاء السلاح وتوزيع المصاحف واغصان الزيتون على الجيش العراقي والشرطة إلا أن القسم الثالث ممن دخلوا في جيش المهدي لم يأتمروا بأوامر السيد مقتدى وراحوا يهتفون (عذراً يا السيد إبنك جندي وسرحناه...) في اشارة الى عدم استجابة نداءات السيد مقتدى الصدر ما ينم ذلك على أن جميع أولئك الذي يواجهون القوات الامنية في البصرة وفي أغلب محافظات العراق ممن يحاول تغيير الوضع من أحسن الى سيء وابقاء عناصر البعث الاجرامية التي تحيك المؤامرات. ندائنا للحكومة العراقية أن تصل الى مكامن الخطر في مدينة البصرة ولا تعيقها خفافيش الظلام وتتعقب مثيري الفتنة وتقديمهم للعدالة مهما كانت مواقعهم الادارية وتواصل بسط هيمنتها على بقية محافظات العراق، باعتبار أن الحكومة العراقية قدمت للبصرة بوضع خطة محكمة للقضاء على مواطن الخطر وما واجهته القوات الامنية من عناصر تدعي انها من جيش المهدي الا عارض يحاول عرقلة الحكومة العراقية عن مقصدها في البصرة كما حصل من عناصر جيش المهدي في بغداد وبقية محافظات العراق قيامهم بحرق مكاتب المجلس الاعلى وحزب الدعوة ومنظمات بدر ومؤسسات شهيد المحراب في اشارة منهم لخلق فتنة بين الجهات السياسية.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |