|
خلال عامين مرت بالعراق أحداث مؤسفة متتالية وبأوقات معينة مختارة، أول هذه الأحداث في العاشر من محرم الحرام للعام الماضي، حيث أحداث الزرگة وظهور حركة جند السماء الإرهابية التي تدعي الإمامة المنتظرة، الخامس عشر من شهر شعبان يوم مولد الإمام المهدي (عج) أفسدت عصابات البعث المقنعة فرحة الملايين من المسلمين بالإحتفال بهذا اليوم البهيج وحولته إلى جحيم أدمى القلوب، العاشر من محرم الحرام هذا العام أيضاً ظهر الإمام المزعوم وحركة اليماني، وهذه الأيام وبحلول ذكرى مولد سيد الكائنات ومنقذ البشرية نبي الرحمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله عادت هذه الشلة الخارجة عن القانون لتعبث بأمن ومقدرات البصرة ومن ثم تتحول الأعمال التخريبية إلى محافظات عدة من جنوب العراق العزيز. قبل الدخول والخوض في أسباب هذه العمليات الإجرامية علينا معرفة السبب الرئيس لإختيار هذه المناسبات التي تشهد تظاهرات سلمية مليونية، والمحزن في هذا الأمر هو أن هذه الحركات والجماعات تنتمي لطائفة واحدة يفترض بها مشاركة إخوانهم المسلمين في إظهار الصورة الحسنة والأخلاق الكريمة التي يتحلى بها أصحاب هذه المناسبات، السبب الأول هو قيام جهات خارجية دولية وإقليمية بإختراق هذه الأحزاب الضعيفة الإيمان ومدها بالأموال والسلاح لشعل فتيل الحرب الأهلية بين هذه الأحزاب والجماعات ومن ثم لتنعكس العملية السياسية لإضعافها، وخير دليل على كلامي إنعقاد مؤتمر الحشد الدولي لزعزعة الأمن في المحافظات الجنوبية الذي عقد في دبي العام الماضي وقد حضر هذا المؤتمر الأجرب فتاح الشيخ، بالتأكيد يعود سبب هذا الدعم والحشد لخلق الأزمات هو الإستقرار الأمني الذي شهده جنوب العراق ومن الطبيعي هذا لايشر أعداء العراق سواء كانوا في الداخل أو الخارج، السبب الثاني هو الصراع بين الأحزاب والجماعات الخارجة عن القانون في البصرة خصوصاً والمدعوم من جهات خارجية أيضاً، حيث الكل يريد السيطرة على مراكز القرار في المحافظة سيما هنالك الإنتخابات البلدية ومجالس المحافظات على الأبواب والبصرة غنية عن التعريف لموقعها الجغرافي المهم والحساس الذي يطل على الخليج كميناء حساس ومهم مع وجود الثروات النفطية وهنا تكمن المشكلة الأساسية. إذاً المشكلة الرئيسية الميناء والنفط والإقليم المرتقب وكل هذه الأمور تحتم على الحكومة التدخل السريع للقضاء على هذه العصابات القذرة وإجتثاثها من المجتمع العراقي، ومن المؤكد توجد عناصر داخل هذه العصابات ساذجة تلهث وراء الأموال البخسة التي تستلمها مع قيام الرؤوس الكبيرة بلهف الحصة الأكبر وهي المستفيد الأول والأخير من هذه القلاقل، على الجميع ومن لم يتورط بعد في دماء إخوته من أبناء جلدته العودة إلى صوابهم والإلتحاق بركب القانون والعدل ليعود الأمن والإستقرار لمدنهم والإلتفات إلى عمليات الإعمار والبناء الذي ينتظره بلدنا منّا. وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |