الربيع في كل أرجاء المعمورة هو الموسم الذي تولد فيه الحياة ألا في بلادي فلا وقت للولادة فهناك موت مستدام يلاحق كل من في صدره قلب ينبض!

 أركان الأرض الأربع تعلن فرحتها بقدوم الربيع فهو عيد شم النسيم  وعيد النوروز وعيد الفصح وعيد الحب والتزاوج عند الحيوانات وعيد..وعيد. . والشعوب لها طقوسها وعاداتها للأحتفال بهذا الموسم. ففي المشرق في اليابان يستقبلون الربيع حينما تتبسم أشجار الكرز وحينما تتكلل أغصانها بالأزهار البيضاء المشربة باللون الزهري، فينشط الناس بعد أن مضى شتاء بارد ليمسحوا عن وجوههم قترة العمل والأرهاق. فيخرج الصغار والكبار الى الحدائق ليستمتعوا ويتأملوا جمال الطبيعة ويتشقوا عطرها. وفي هافانا في أقصى الغرب يستقبل الناس الربيع  بالغناء والرقص في الشوارع  لأجتذاب أكبر عدد من السياح الى بلادهم ليزيدوا مدخولهم الوطني. وفي الشمال في نيويورك يحتفل المواطنون بأشجار الكرز التي أيعنت في حدائق مدينتهم والتي كان أصلها شجرة واحدة جائتهم هدية من اليابان في نهاية الأربعينات من القرن الماضي. و اليوم في وسط الأرض أحتفل الأغريق بتسليم شعلة الألعاب الأولمبية الى الصينين الذين سيلفوا بهذه الشعلة مئات الآلاف من الكيلومترات ليصلوا بها الى بكين التي ستحتضن الأولمبياد في هذه السنة.

 محطتنا الأخيرة ستكون في  الجنوب، سآخذكم الى وطني الى العراق وسترون وتسمعون مالاعين رأت ولاخطر على بال بشر!

 سترون الربيع  الشيخ  الذليل الذي أنهكه الجهل والمرض والتلوث  ودمرته البطالة يجرجر ساقيه واهنا يبحث في أكوام القمامةعن لقمة طعام يسكت بها بكاء طفل جائع ، وسترون هذا الشيخ المنكسر يطلب شربة ماء غير مبالي بالشوارع الموحشة والعجلات العسكرية، وسترون اللون الأحمر في كل بيت وشارع أنه الدم العراقي المسفوح وسترون السواد يكحل كل الألوان، وستسمعون الزغاريد من البنادق والهاونات وأزيز الطائرات، وسترون الناس أشباح عطشى، بطونهم خاوية و الخوف والرعب يسكن صدورهم، وستسمعون المهاترات الكلامية والتنابز بالألقاب والتشنج والأستعداء. سترون عيون مليون يتيم تبحلق في المجهول وسترون مئات الآلاف من المشردين بناتا وصبيانا لايجدون سندا يحميهم غير الشوارع الخلفية والأزقة وفي كل يوم يغوصون أكثر في مستنقع لاقرار له.

فهل لكم أن تتصوروا كيف سيكون الربيع في أركان الأرض بحلول عام 2020؟؟؟؟؟؟ أنها دعوة للتأمل!!!!!