|
حين أمر السيد رئيس الوزراء نوري المالكي بأنطلاق (صولة الفرسان) لأستئصال قوى الأجرام والظلام من محافظة البصرة شعرت الغالبية العظمى من أهالي البصرة ، للمرة الأولى ، بالأرتياح الشديد وظلت نفوسهم المنهكة جدا تهفو الى اليوم الذي يذهب فيه شذاذ الآفاق والقتلة المأجورون الى جهنم وساءت مصيرا. وبعد مضي ايام قلائل على التحرك الحكومي الواسع المبارك من قبل الجماهير الواسعة بأتجاه البصرة المظلومة لابد للمتابع لمجريات الأمور أن يؤشر بعض الأمور الناجمة عن كل ذلك: 1. أثبتت المواجهات الشرسة مع القوى الظلامية وشراذم الباطل والأجرام أن السيد المالكي رجل قوي وسياسي صلب العود أتخذ القرار الصعب في الوقت الصعب. وكانت القوى المجرمة المدعومة من وراء الحدود تظن بأن السيد المالكي سوف يتراجع عن موقفه المتشدد لتخلوا الساحة لهم مرة أخرى لأستئناف القتل العشوائي المبرمج. لكن السيد رئيس الوزراء ومعه الطاقم الأمني الكبير تمسكوا بموقف الأصالة والبطولة ومواجهة الباطل ومغالبة الصعاب فأنتصروا تحفهم رعاية الله تعالى ، فضلا عن أثبات القوات العسكرية والأمنية عن مدى بسالتها وحبها للوطن الكبير. 2. أثبتت هذه الصولة المباركة ، بما لايقبل الشك ، المدى الذي بلغته قوى الشر في غيها ومدى أمتداد نطاق أجرامها بحق أهل البصرة الطيبين ، ومدى تهافتها على نهب الثروات الوطنية بأسم الدين أو التيار الصدري أو الأجرام. 3. لابد أن يكون السيد رئيس الوزراء لدى أقامته في البصرة قد أطلع عن كثب على مدينة البصرة المنكوبة وماآل أليه حالها من خراب وفساد أداري رهيب وأنعدام الخدمات تماما الأمر الذي أوصل الأمور الى ماهي عليه اليوم! ولاشك أن محافظة البصرة ممثلة بمحافظها ومجلسها وكبار المسؤولين فيه يتحملون المسؤولية كاملة ، فالكثير من هؤلاء لم يشعر يوما أن في رقبته مسؤولية عظيمة في مثل هذه الظروف القاهرة فأنصرفوا لمليء الجيوب بالسحت الحرام. ولايحتاج الأمر الى قرينة صعبة الأثبات لوضع اليد على بؤر الفساد التي فاحت روائحها النتنة منذ زمن بعيد والتي أشتملت على تهريب النفط والأموال الى الدول المجاورة وغير المجاورة وأيداعها في مصارفها (الكويت مثلا) وشراء الفلل والفنادق الفاخرة في الخارج وهو أمر معروف لدى سائر البصريين. أننا ندعو السيد رئيس الوزراء الى تشكيل لجان عليا من كبار المسؤولين للتحقيق والتدقيق بثروات كبار المسؤولين في البصرة وكذلك من تعامل بتهريب النفط والمخدرات ومن ثم تقديم من تثبت ادانته الى المحاكمة. 4. أصبح واضحا اليوم مدى الدور التخريبي الذي قامت به الأحزاب التي عملت تحت غطاء ديني والتي لم تعرف من قبل، فالكثير من عناصر تلك الأحزاب في البصرة أرتكبت جرائم نكراء يندى لها الجبين. أن غالبية تلك الأحزاب مجهولة الولاءات وألأرتباطات ولابد أن يتم تمويلها من اطراف أقليمية مجرمة لتقوم بدورها التخريبي. الأمر أذن يحتاج الى وضع تلك الأحزاب تحت المراقبة والسيطرة وأصدار قانون خاص بتشكيل الأحزاب لمعرفة حقيقة الأمر. 5. أثبت الواقع أن للعشائر دورا محوريا في أقرار الأمن وأستتبابه في البصرة. ولابد هنا أن نوجه نقدنا الشديد لكبرى العشائر في البصرة التي تراخت كثيرا في الفترة الماضية مما أفسح المجال أمام القتلة الذين عذبوا أهالي البصرة من خلال أحكام سيطرتهم على الكثير من الأمور. 6. لابد أن تلتفت الحكومة المركزية الى المأساة الجارية في البصرةمن خلال تقاسم المراكز الأدارية الحيوية مثل النفط والكهرباء والموانيء بشكل صارخ وتبوأ أشخاص أقرب الى الجهل قيادة تلك المواقع مما فاقم الوضع وجعل الشباب البصري المثقف من خريجي الكليات يشعرون باليأس المطبق لعدم تعيينهم ألا بدفع مبالغ كبيرة لقاء ذلك. ونؤكد هنا أن مثل هذا الأمر حاسم جدا ولابد من ايجاد طريقة ما لوضع الأشخاص المناسبين في المواقع الهامة وأخراج الطارئين عليها منها. 7. لابد من الألتفات الىالجانب الثقافي في البصرة ، هذه المدينة العريقة التي يشهد لها التاريخ والقاصي والداني بأهميتها الفكرية والثقافية والفنية. وندعو هنا السيد رئيس الوزراء الى أن يامر بأنشاء مدينة ثقافية في البصرة تماثل ماتقوم به دبي في هذه الأيام وعدم ترك الأمر الى الحكومة المحلية في المدينة التي شجعت الجهل والبطالة وأنعدام الخدمات مما جعل البصرة تبدو وكانها أحدى مناطق الصومال وليس العراق. لقد أزف وقت الحساب ووضع النقاط على الحروف، ولابد أن تأخذ العدالة مجراها ويتم أحقاق الحق وأزهاق الباطل بصرف النظر عن الأشخاص المعنيين. أنها فرصتك سيادة الرئيس الشجاع لتبوأ مكانة مرموقة سامية مع الساسيين المخلصين القلة المحبين لبلدهم وأهاليهم.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |