السيدة سيوكي كول في ذمة الخلود

 

 

أوميد كوبرولو

turkmensani@yahoo.com

من الصعب علينا أن لا نحزن على فراق أصدقاءنا العرب والأتراك والأجانب الذين وقفوا يوما ما إلى جانبنا وساندونا في قضايانا العادلة العراقية عامة والتركمانية خاصة ودافعوا عنا وعن حقوقنا المغتصبة في الصحف والمواقع الالكترونية والمحافل الدولية حتى وأحيانا دافعوا عنا أكثر من الكثيرين منا ونحن نتعرض لأبشع الجرائم والانتهاكات منذ عصور طويلة وعلى يد الحكومات العراقية السابقة والعصابات الحزبية الحالية التي حصلت بالغش والتزوير والتلاعب على حقائب وزارية مهمة ومناصب عالية في الدولة. فمثلما نتذكر الكتابات الرائعة للمرحوم المغفور صبري طرابية الذي فارق الحياة على أثر أصابته بمرض عضال، ذلك الكاتب والصحفي المعروف الذي دافع عنا وعن قضايانا العراقية والتركمانية المصيرية بكتاباته في الصحف المصرية والمواقع الإلكترونية العربية بكل شهامة ورجولة وكأنه يدافع عن حقوق شعبه المصري، نتذكر اليوم فقيدتنا السيدة سيوكي كول والتي كانت لها الأخرى نضال متواضع معنا وذلك عن طريق عملها كسكرتيرة في ممثلية أنقرة للجبهة التركمانية العراقية من جهة ومن خلال تقديمها للبرنامج الفني المتنوع توركواز ودعوتها الفنانين والأدباء والمثقفين ومنحهم فرصة التحدث بلغة الفن والشعر عنا وعن ما نعانيه من ظلم وانتهاكات مستمرة وقدم برنامجها فترة عامين من الفضائية التركمانية العراقية في كركوك.

 وكيف يستطيع المرء أن ينسى تلك الرقة وذلك الوجه الجميل والابتسامة البريئة والكلمات المليئة بالاحترام والتقدير التي كانت تستقبل بها السيدة سيوكي كول الوفود الزائرة لممثلية الجبهة التركمانية العراقية في أنقرة؟  فقدتها الممثلية للجبهة والفضائية التركمانية في آن واحد. كانت سيدة محترمة ومحبوبة ونالت رضا الجميع وإعجاب المشاهدين لبرنامجها الأسبوعي. لكنها في السنتين الأخيرتين تركت العمل في الجبهة التركمانية العراقية وفضائيتها بعد أصابتها بالمرض السرطاني الخبيث والذي أشتد عليها وساءت أحوالها الصحية في الأشهر الأخيرة وأتعبتها كثيرا. فارقتنا المرحومة إلى مثواها الأخير في يوم الأربعاء المصادف   27 مارس/ آذار 2008 عن عمر ناهز 32 عاما.

 فمثلما حزنا في الماضي على أصدقائنا وأحبائنا الأوفياء والمخلصين الآخرين نحزن اليوم على فراق السيدة سيوكي كول والتي ستبقى خالدة دوما في ذكرانا وذكرى الشعب التركماني. رحمها الله وأسكنها فسيح جناته والهم أهلها وذويها ومحبيها الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com