|
أعلن عن المشروع العملاق بعد أن أكتمل 95%منه، في حين أن مد أنبوب للغاز من هذا النوع قد يحتاج إلى أكثر من ثلاثة سنوات لوصوله إلى هذه المرحلة من الإنجاز بعد تجاوز مرحلة أطول من ذلك وهي مرحلة الاتفاقات السياسية وتوقيع البروتوكولات!! مضمون الخبر: تزويد العراق بالغاز القطري الجاف في حين أن العراق مازال يحرق غازه الأكثر الأفضل من هذا الغاز!!!! ألا يثير خبرا كهذا الريبة والتساؤلات؟ دليل العراق الذي يهتم بالنشاط الاقتصادي فقط كان أول من نشر الخبر، وهي جهة حكومية!! مصدره مديرية المشاريع بوزارة النفط العراقية، وفيه تعلن الوزارة أن الملاكات الفنية والهندسية التابعة للمديرية قد حققت نسبة إنجاز تصل إلى95% من مشروع إعادة تنصيب خط أنابيب الغاز الجاف القطري. نكتفي الآن بهذا القدر من الخبر ونسأل، هل كان هناك مشروع قائم أصلا لكي يعاد تنصيبه؟ ولماذا لم يسمع به أحد من قبل؟ ثم أين ذهب الأنبوب العراقي العملاق للغاز الموازي للخط الاستراتيجي والذي يمتد من البصرة بموازاة الفرات مارا بالناصرية والسماوة والنجف وكربلاء وبغداد وصولا إلى هيت؟ وهل المقصود من الخبر هو هذا الأنبوب بالذات لكن وسائل الإعلام قد شوهت الخبر كعادتها في تناول الأمور النفطية لجهلها المطلق بهذه الصناعة؟ فإذا كانت ملاكات الوزارة هي التي أعادت تنصيب الشروع، لماذا لا تنتج هذه الملاكات الغاز من الحقول العراقية الكثيرة في الجنوب وتزود بها الأنبوب؟ كي لا نشتريه من قطر، لأن لدينا من الغاز الطبيعي والمصاحب ما يكفي لإحراق الكرة الرضية برمتها وليس تزويد بضعة توربينات غازية لإنتاج الكهرباء؟ وهذا ما سنأتي عليه بشيء من التفصيل في السياق. ولكي تبرر الوزارة إقامة هذا المشروع، فقد أوضح المصدر الرسمي العراقي، وعلى ذمة ناقلي الخبر من الصحفيين، أن هذا المشروع العملاق سيزود محطات الكهرباء والمصانع والمعامل بالغاز الجاف، بدلا من الاستخدام الحالي للنفط ومشتقاته، وبالتالي سوف يسهم في زيادة صادرات العراق من النفط الخام، الله الله على هذا التبرير الذكي جدا!!!! فلماذا لا ننتج النفط من مئات الآبار العراقية المغلقة، بحيث نبيع النفط الخام ونستغل الغاز المصاحب له وهكذا نكون قد حصلنا على زيادتين في آن واحد؟ بل لماذا نحرق الغاز المصاحب في الجنوب حاليا إذا كنا بحاجة له بحيث نشتريه من قطر؟ أما الأغرب من هذا وذاك، هو أن العراق كان قد عرض على دولة الكويت العام الماضي بيعها غاز عراقي لسد النقص الكويتي مقابل مشتقات نفطية يحتاجها العراق! فإذا كان العراق يستطيع بيع الغاز الفائض عن حاجته للكويت لماذا يشتري الغاز القطري؟! كل ما في الخبر مثير للريبة حد الذهول! قبل كل شيء أن العراق يمتلك من مكامن الغاز الطبيعي في منطقة الجنوب العراقي الكثير، جميعها ليست بعيدة عن مسار هذا الأنبوب، فهناك مكامن تحمل الغاز الطبيعي مع المكثفات التي تزيد من قيمته الحرارية بشكل كبير، منها حقل كبير يسمى حقل سندباد يقع على مسار الخط بالضبط، تحديدا يقع تحت جزيرة السندباد في شط العرب كانت الشركات الفرنسية قد اكتشفته منذ أكثر من ثلاثة عقود وأغلقت الآبار لأنه لا يحتوي إلا على الغاز الطبيعي، وهناك تكوين السلي العملاق في حقل الرميلة الجنوبي الذي يحتوي على الغاز والمكثفات التي يمكن فصلها ومزجها بالنفط المنتج من الحقل لتزيد من سعره في السوق العالمية، وأيضا تزويد العراق بالغاز بما يزيد عن حاجته المتنامية للغاز لسنوات طويلة قادمة، وهناك أيضا تحت أي حقل من حقول الجنوب تقريبا تكوينات جيولوجية معروفة تحمل الغاز الطبيعي ويمكن إنتاجها، ربما أكثر سهولة من إعادة تنصيب الخط القطري!!!!!!!!! في الواقع أن هذه المعلومات التي بين يدي القارئ الكريم كان لي شرف العمل عليها وتقييمها خلال عملي ضمن دائرة التطوير البترولي في مقر شركة النفط الوطنية أواخر السبعينات قبل حلها، وكذلك من خلال مشاركتي بعمل فريق العمل العراقي السوفيتي المشترك لتقييم الاحتياطي النفطي والغازي في تلك الفترة والتي تكللت بإصدار الكتاب الأسود الثاني لهذا الفريق (الاسم مأخوذ من لون غلاف التقرير)، ففي هذا التقرير يشير الفريق أن العراق يتربع على أكبر احتياطي للغاز في العالم ولا ينافسه في هذا الموقع حتى روسيا بما تمتلكه من احتياطيات هائلة في سيبيريا والتي تزود أوربا حاليا. فما هو المسوغ أو التبرير أن نشتري الغاز من قطر التي لا تملك سوى حقل غاز واحد فقط، ربما لا يزيد ما يحويه من احتياطي الغاز عما يحتويه تكوين سلي في حقل الرميلة الجنوبي؟ التبرير يأتي دائما، أن العراق لا يستطيع أن يقيم مشاريع نفطية بسبب الوضع الأمني أو عدم وجود موارد مالية لإقامة هذه المشاريع، ولكن التصريحات تشير إلى أن الكوادر العراقية هي التي تقوم بإعادة تنصيب الأنبوب القطري، فإذا كانت هذه الكوادر تستطيع القيام بهذا العمل، فإنها أيضا تستطيع أن تقوم بأعمال التطوير البسيطة جدا مقارنة بهذا العمل الكبير، أما إذا كان المال هو العائق، فإن بضعة ملايين من الدولارات تكفي لمثل هذا التطوير، أقل بكثير من الأموال التي سرقت من قطاع النفط والتي مازالت تسرق لحد الآن، وإذا كان العراق لا يستطيع توفير الأموال يمكن له الاستعانة بأموال المعونة الأمريكية، أي أموال السي بي أو. وهنا يجرنا الحديث إلى سؤال آخر، وهو: هل لأمريكا دور بالمشروع القطري؟ لأن حقل الغاز القطري كان قد تم تطويره من قبل شركات أمريكية وهي التي تمتلك حقوق امتياز التطوير وأن لديها كميات كبيرة من الغاز الجاف لا تجد من يشتريها بعد أن تلكأ العمل بمشروع الخط الآسيوي في بعض أجزاءه لأسباب سياسية؟ ثم من الذي وقع على إنشاء مشروع من هذا النوع في العراق؟ ولماذا لم يعلن عنه في وقتها؟ حيث مر على العراق بعد السقوط ثلاثة حكومات، مجلس الحكم، والحكومة المؤقتة ومن ثم الحكومة الانتقالية، فأي من هذه الحكومات قد منحت نفسها حق التوقيع نيابة عن الشعب العراقي بهذه الصفقة المريبة بكل مراحلها والمضحكة جدا حد البكاء بتبريراتها؟ وحسب عملنا لم تكن في العراق سلطة تمتلك من الشرعية ما يكفي لربط البلد بمشروع من هذا القبيل، حيث لا يوجد قانون ينظم هذا النوع من الاستثمار ولا الاستهتار بمقدرات الشعب العراقي بهذا الشكل المثير للضحك الهستيري!! مشاريع من هذا النوع في العادة تقوم بها حكومات مفوضة تفويضا كاملا من قبل الشعب، بالطبع نستثني من هذه القاعدة الأنظمة الوراثية أو الدكتاتورية، وكما هو معروف يعلن عنها وتجري حولها مفاوضات،وفي العادة تكون مرثونية طويلة لما لها من أبعاد سياسية والاقتصادية واجتماعية، تنتهي ببروتوكولات ومعاهدات طويلة الأمد بين البلدان التي تشترك بمشروع من هذا القبيل، وتقوم بالأعمال الهندسية شركات استشارية وإنشائية عملاقة، ويساهم به مجهزين من العيار الثقيل، وتصدر عنه نشريات إخبارية خاصة به، لكن، وعلى حين غرة، وبشكل مباغت يعلنون أن 95%من أعمال المشروع قد تم إنجازها!!! ألا يستدعي التوقف عند هذه النقطة؟ ونثير كل هذه الأسئلة عن أسباب التعتيم الذي جرى على جميع تلك المراحل؟ وأن يعلن عنه بعد أن يكون المشروع قد أوشك على الانتهاء؟! لماذا كل هذا التعتيم إذا كان المشروع فيه نفع للعراق وقطر وغيرها من الدول المشاركة به؟ لأن لابد أن يكون هناك دولا أخرى مشاركة بسبب عدم وجود حدود عراقية مشتركة مع دولة قطر. تبقى علامة الاستفهام الكبرى قائمة وهي أن العراق الذي يمتلك كميات هائلة من الغاز يشتري الغاز من قطر!؟!؟ إنه أمر لا يمكن فهمه ولا يمكن لعاقل قبوله أو تصديقه أبدا. من هو عراب المشروع الحقيقي؟ لأن حسب علمي أن العلاقات السياسية متشنجة بين العراق ودولة قطر، حيث منها تبث فضائية الجزيرة التي تحرض على الإرهاب في العراق والعالم أجمع، ومنها أيضا تم تمويل صفقات سلاح للإرهابيين عن طريق آل الضاري، حارث وابنه، كما سمعنا، وإن العلاقات الدبلوماسية بين هذه الدولة والعراق تكاد أن تكون متوقفة!!! فكيف تم التجاوز على كل تلك العقبات والمراحل الطويلة لإتمام مشروع من هذا القبيل بغفلة من الزمن، بل ومضة زمنية، لكي نصل إلى نسبة إنجاز 95%من المشروع!! إنه العجب العجاب حقا!!! قيل أن الغاز جاف، وهذا يعني أنه الأقل قيمة حرارية من غيره، لأنه يحتوي فقط على غاز الميثان وربما قليلا من الإيثان، في حين أن العراق مازال يحرق الغاز المصاحب المستخرج من حقوله النفطية وهو الأكثر غنى من هذا الغاز بكثير من حيث القيمه الحرارية عند الحرق لتزويد التوربينات الغازية بالطاقة؟! وهل هناك أغرب من هذه الحالة بالله عليكم؟ مرة أخرى نسأل، بل ألف مرة نسأل، بمرارة وبأعلى صوت، إذا كان بإمكان القطريين إنشاء مثل هذا المشروع في العراق وبأيدي عراقية؟ لمذا لا يستطيع العراق إقامة مشاريعه الخاصة وحتى العملاقة منها؟! ولماذا نحرق الغاز العراقي؟ ولماذا؟؟!! ولماذا؟؟!! اصوات العراق: الديوانية- خط أنابيب كتب: nakr2004 في يوم الأربعاء, 10 مايو, 2006 - 04:47 PM BT إنجاز تأهيل 95% من خط أنابيب الغاز الجاف القطري من يوسف الكرعاوي الديوانية-( أصوات العراق) قال مصدر من مديرية المشاريع في وزارة النفط اليوم الأربعاء إن الملاكات الفنية والهندسية التابعة للمديرية حققت نسبة إنجاز تصل إلى (95%) من مشروع إعادة تنصيب خط أنابيب الغاز الجاف القطري ،الذي يربط محافظات العراق و يمتد من البصرة حتى بغداد . وأوضح المصدر ،الذي فضل عدم كشف اسمه ،في تصريح لوكالة أنباء ( أصوات العراق) المستقله اليوم أن هذا المشروع العملاق "سيزود محطات الكهرباء والمصانع والمعامل بالغاز الجاف.. بدلا من الإستخدام الحالي للنفط ومشتقاته." وتابع ".. وبالتالي سوف يسهم في زيادة صادرات العراق من النفط الخام ، بعد أن يسد المشروع إحتياجات محطات التوليد من الطاقة بتجهيزها بالغاز." وأضاف أن الشركة " أكملت حتى الآن نصب الأنابيب ،وإعادة إعمار أجزاء الخط المتضررة.. بين محافظتي الديوانية والناصرية (ذي قار ) ، بمسافة 200 كم ،وهي الآن في طور تنفيذ أعمال تغليف تلك الأنابيب.. محققة بذلك نسبة إنجاز تصل إلى ( 95% ) من الأعمال." وأشار المصدر النفطي إلى أن المشروع " توزع عبر مراحل لإكماله ليربط الجنوب بالشمال، مع إكمال التفرعات منه إلى المحطات الكهربائية في المحافظات التي يمر بها الإنبوب.. والذي يصل حجمه إلى ( 105) سم." يذكر أن مشروع ( إنبوب الغاز الجاف القطري) توقف عن العمل عام ( 1996) ، ثم تعرض التخريب بعد سقوط النظام عام ( 2003).. بسب قيام النظام السابق بملئه بالبنزين ،ما أدى إلى تخريب بعض المواطنين له لإستخراج البنزين منه لملء السيارات بسبب أزمة الوقود حينئذ.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |