الدين والسياسة في ميزان الشعوب

 

المحامية كريمة الجواري

mehdioghbaii@gmail.com

الدين بمعناه الروحي والعقلي الإيمان المطلق بالخالق سبحانه  صانع الملك والأقدار والسموات وأفلاكها وتوابعها  لا شريك له واحد احد يحيي ويميت عالم بالغيب والساعة يعلم ما في القلوب ونوايا العباد بالخير والشر وتطبيق إحكامه السماوية والاستجابة الدين بمعناه العقلي والروحي الإيمان المطلق بالخالق سبحانه وبقدرته على كل شيء قدير لمقرراتها في مناهل الشريعة وفقهها الميمون . هذه هي منابع الدين والعقيدة السمحاء التي ترشد الأنام الى جادة الصواب وصدق القول والوفاء بالعهود والالتزام بالوعود وتقديم المنافع للمحتاجين ودرء المفاسد عن العباد الصالحين  وتجنب الغيبة والنميمة وعدم قذف المحصنات . لقد تعالت الاصوات في الاونة الاخيرة بعدم السماح لهذه المثل من زجها بالتسييس الدنيوي ولابد من الاستفادة منها في رشد الإنسان الى الطريق الصحيح المستقيم . ان رجل الدين الجليل الذي يحترم الاوامر الالهية عليه الابتعاد عن كل ما من شأنه الإساءة او النيل من التعاليم السماوية باعتبارها المقومات الأكبر من أي مفهوم سياسي لا يطبق احكامها حسبما كتب لها في الكتب السماوية لكل الاديان. ان الدين الفضيلة والسياسة ليست لها هذه الميزة و لا نريد ان نكني الاسماء المعيبة بها لان المفروض بالفرائض الدينية لا يقابله الضد في الممارسة  ولا نريد ايضا ان تكون السياسة هي البديل في الوصف. ان العديد من الدول اتخذت خيار فصل الدين عن السياسة وحققت  بعض النجاحات على المستوى المحلي وبنت علاقات جيدة في جميع المجالات مع الدول الاخرى داخل المجتمع الدولي . ان الدول الإسلامية لابد لها وان تقتدي بهذه التجربة لكل تمضي شعوبها نحو الاستقرار وتنعم بالرفاه والرخاء  في جميع النواحي الحياتية بدون تدخل بعض المحسوبين على الديانات ايا كان مصدرها. فالسياسي لا يصلح ان يكون واعظ في الدين وكذلك رجل الدين لا يمكن ان يكون مرشد سياسي هذه هي طبيعة الحياة المعاصرة التي أخذت تعتمد مبدأ فصل الدين عن السياسة  ان التجارب العالمية لها مكانتها خصوصا التي حققت النجاح في هذا المضمار لانها قد واجهت المعضلات الكبيرة اثناء حكم الكنيسة في القرون الوسطى وما بعدها في عموم اوربا ولهذا صار لزاما علينا طرح هذا المشروع الذي نراه مفيدا للشعوب الاسلامية مع الحرص على بقاء قوة الايمان في التطبيق  ولا يمكن الجمع بينهما تحت هذه الانتكاسات التي تسبب بها بعض الدخلاء على الدين لاغراض غير اسلامية او ربما يكونا مأجورين لتخريب الدين والاساءة الى التعاليم الدينية ؟؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com