حارث العراقي
ma.harth@yahoo.com

كشفت الأزمة الاخيرة التي حدثت أثر أعلان السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق عمليته العسكرية في البصرة, الكثير من الأشياء التي ربما تحتاج الى مواقف معينة لكي يتبين خيطها الاسود من الابيض .

الكثير من التصريحات والمواقف التي قال بها سياسيو العراق قد كشفت عن حقيقة هؤلاء وادعاءاتهم والمعايير المزدوجة التي يتعاملون بها , فالمالكي قد اعلن حربا ضد المليشيات الشيعية الخارجة عن القانون والتي  مثلتها بشكل صريح جيش المهدي وعصاباته الفوضوية التي عاثت في الارض فسادا....

عندما أعلن المالكي ذلك كان المفروض ان يقف معه الجميع بغض النظر عن موقفهم من المالكي وسياساته الخاطئة التي ينتهجها , لكن الذي حصل غير ذلك فالتيار الصدري و قف مع عصابات جيش المهدي خوفا من هؤلاء لا اقتناعا بهم كما قام الكثير من القيادات السياسية التي كانت تنتقد المالكي وتتهمه بدعم المليشيات قامت بانتقاده ووقفت مع عصابات جيش المهدي ودافعت عنهم وهم الكثير من الاسماء التي زايدت وساومت على المالكي, وهذا يعني ان هؤلاء ضد المالكي مهما فعل لاضد افكار معينة لديه ...ولذلك اعتبر رؤيتهم ونقدهم شخصي وغير حيادي ...

وكان هنالك سياسي عراقي واحد مثّل في رايي أستثناء كبير امام الموقف من  أحداث البصرة ... وهو طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية العراقية ... فقد توقع الكثير من الطائفيين ان يكون موقف الهاشمي من احداث البصرة موقف الداعم للجهات التي تقاتل  المالكي على اعتبار انه ضد المالكي ويحرض ضد الدولة والقانون كما كان يكذب الطائفيون من الكتاب على القراء في مقالاتهم السخيفة.

الهاشمي وقف مع المالكي في عمليته العسكرية ضد المليشيات الشيعية الخارجة عن القانون من اجل دعم القانون والقوات الامنية كما اكد ذلك طارق الهاشمي في بياناته الصحفية...

المالكي قد ادرك ذلك في الواقع وسارع حال عودته من البصرة الى اللقاء به والتاكيد على موقف موحد وطني ضد المليشيات سواء كانت شيعية او سنية او من اي طائفة اخرى من اجل بناء دولة وطنية دستورية مستقرة تحترم القانون .

أنه لموقف مشرف فعلاً يُثبت لنا مصداقية الاستاذ الهاشمي ووطنيته الذي بقى في بغداد منذ بداية الازمة ولحد الان ..في حين ان الاخرين في مجلس الرئاسة قد تواروا عن الأنظار واختفوا بشكل غريب وعجيب!!!