|
الملاحظ وبعد سنوات عجاف لم تشهد البلاد تحسنا وبقي مسار اداء الحكومة يتراجع والبرلمان يراوح مكانه وتوجهات الكتل تتقاطع عرضا ام عمدا ولم يحصل اي تحسن في مجال من مجالات الادارة والخدمات الاساسية ومعالجة المشاكل المتفاقمةوسيول الدماء وارتفاع اعداد الضحايا بما لايستوعبه عقل ولم يحدث له مثيل وتزايد ملايين الارامل والايتام يما لايتصور وضخامة مؤشرات البطالة التي وصلت الى 50%وعمت الفوضى ، حتى وصلت مستويات الفساد الى مراتب مخيفة لا تطاق ولا يمكن تحملها لظلوع الاطراف السيادية فيها وسقطت كل الوعود وتبددت الامال. وهنا لابد ان اشير بل ااكد ان ارتفاع مستويات الفساد والسرقة والنهب الى ارقام فلكية مرعبة في ظل الحكومة الموقرة ليست دواعيه الحاجة ابدا بمقدار ماهو تدني الهوية الوطنية اوفقدانهاعند هذه الجوقات لارتهانها بالاطرالضيقة والتبعية والا اقول مبالغا انعدامهالدرجة موت احاسيهم ومشاعرهم الوطنية ..!! وهذه الحالة الرهيبة المتغلغلة في النفوس هي التي تدفع بالقوى الخارجية بالعزف على (الفيدرالية) في هذا المناخ الفاسد القاتل وبادارة المفسدين لتمزيق العراق وتفتيته بالحرص على مواطنية ونيل حقوقهم بمسميات (الفيدرالية) وما هي الا تلاعب بالمفاهيم الصحيحة وتجيرها لمراميهم بلعبة قذرة لجعله محميات وكانتونات يلتهمها ويقضمها هؤلاء وهذا اخشى مانخشاه في الفترة الرهنة العصيبة لاننا سوف نكون اذا حدث ذالك لاسمح الله اسوء حالا واكثر دمارا مما هو حاصل في فلسطين بين فتح وحماس من صراع مسلح دامي وانشقاق وتمزق .وذلك لان كل واحدة من هذه التنظيمات العراقية المتأسلمة ترى نفسها هي الدين المحض والمطلق المقدس وغيرها الظلال والانحراف الذي يجب ازاحته بحد السيف..!!! ولابد من التنبيه الى مور اولا: ان الحوار والحكمة هي من اسس الديمقراطية في تطويق الازمات وحل المعضلات وعلاج المشكلات والتوصل للتوافقات خصوصا في الكتلة الواحدة علماان الديمقراطية 1.:مرهونة بالعقلانية وبالشفافية و الحوار فيمن يتزعمون انشطتها ومدى صدق تعلقهم بها والاخلاص لها بالدرجة الاولى لابالعبور عليها والقفز على كل مباديء وجعلها ورقة للابتزاز وفرض الدكتاتورية . 2.:على صعيد الواقع فقد لوحظ ان هناك تراجعا شعبيا ورسميا تجاه مشروع التحول الديمقراطي بعد سنوات من السخونة والاحتقان السياسي بشأنه أنتهت إلى فشل أبطاله الجدد في اقناع الناس بجدوى دورهم وجدوى المشروع ذاته و3. :للشكوك التي حامت حولهم والتلاقي الذي حصل مع الاطراف الخارجية وبالتمسك بالتبعية 4.: ما يحدث يوميا من القمع والتعسف الشديد للدولة والسلطة حيال من انتخبهم وعقد الامال على المستقبل الواعد 5.:ان هموم الشارع نفسه بمحنة التعيسة التي يعيشها من الفقر والبطالة ولقمة العيش ووولذلك اصبح اقل اهتما واندفاعا في انعاش الممارسة الديمقراطية حتى ان احد الخبراء يقول:لاتنمية بدون ديمقراطية لذلك يجب ان نتنبه انه لاحد يصنع الرفاهية لاحد في عالم اليوم حتى ولو كان منارة للديمقراطية لذلك فان عودة الحماس الزائد للديمقراطية لايبدو متسقا مع زخم الشعبى يطلبه بما يعنى انه حماس من اجل اغراض اخرى لا علاقة لها بالحرص على الديمقراطية من جراء سلسلة التجاوزات والمشاكل العالقة وفي ظل هذه المؤشرات والخلفيات فإن مستقبل الديمقراطية يظل غامضا واسيرا المجهول في هذه الاجواء لتاكله وتجريفه على ايدي الجهلة والمتأسلمين كما وتبقى الديمقراطية محجوبة وملفوفة حتى في داخل اروقتها وتحت قبتها وثانيا:كثيرا ماتزعم اطراف الائتلاف وتؤكده دعاوى اصحابها بالالتزام بالاعتدال والوسطية بعيدا عن التزمت والحدية والتطرف لكن المارسة الواقعية في التعامل حتى مع مفردة كبيرة ولها ثقلها الحقيقي الموثر من مفردات الائتلاف تتم اولا :بالتشهير واطلاق فتاوى التجريم والارهاب بتيارها وثانيا:لتسويغ الانقضاض عليها وتحليل ذبحها بتغليب قعقعة السلاح واستباحة الناس واخذ الابرياء بالجاني ومعاقبة العام بجريرة الخاص وهذا ما لا يقره شرع ولا قانون ولا ضمير او عرف، خاصة اذا كان المجرم او المحرض على العنف مشخصا فيعتقل وينال الجزاء لا باطلاق العنان لتصريحات المسؤولين بوصف المحرومين والمظلومين الرازحين تحت خط الفقر واتساع دائرة التذمر لتشمل كل اطياف الشعب العراقي بتسميات البعث المقنع او الارهاب والخارجين عن القانون والاعداء والمؤسف حقا ان يسير في هذا الركب بعض من الاعلاميين والكتاب سواء بحسن نية او بغير ذلك من ترديد تلك الالفاظ وتعميم اطلاقها دون تمييز وفرز بين المجرم وبين الضحية، حيث كل الدلائل تشير الى حدوث انفجار كما وكانت الارهاصات منذرة بحدوث عصيان او هيجان عارم لان السيل بلغ الزبى. قد تقمع الحكومة مواطنيها وتبيد اهلها بالحديد والنار وتبيح الابادة الجماعية( كما في عهد الطاغية)بصب القنابل على رؤوس الناس وقصفهم بوابل القذائف وتسكتهم لفترة معينة كما حصل في مواجهات سابقة لكنها ابدا لن ولا تستطيع ان تستاصل روح الظلامة والقهر والحرمان من نفوسهم لماريعانونه من العذاب وضخامة الضغوط وسوء العيش والفاقة والتي تزايدت ومضى عليها حين من الدهر، فلابد من النظر وحل المشاكل ومواصلة الحوار واستجابة المطالب علما بان قرع طبول الحرب والعنف لا يزيد الموقف الا اشتعالا وتاجيجا وتوسيعا وتعميقا للصراعات ويعز عند ذلك دواها فهي تورد البلاد بشرور مستطيرة تحرق النسل والحرث. مما يحز في النفس كثيرا والقلب يقطر دما ان يعاد نشر المخازي باستعمال سياسة القوة مع الاهل والابناء وبدون رحمة كما النظام المقبور، والتغني بصولة الفرسان بصب جام حمم هوس الحقد ودفائن النفوس لهثا لتلبية الاملاءات ولكسب الرضى والفوز بالمغانم من طرق سيول الدم واشاعة الرعب والارهاب! فاي فروسية هذه في ابادتكم للمحرومين العراة الحفاة الجياع من اخوانكم وابناء شعبكم ؟ مهما يتصور المسؤولون انهم نجحوا في اخماد الروح وانتصروا بالقضاء على المشاعر والمطالب الوطنية العادلة فانهم على وهم كبير وخسران مبين، فهذه ديمقراطيات العالم كافة توجد فيها احياء كاملة للجريمة ومعاقل للمافيا واوكار للاشقياء والقتلة فما حدثنا التاريخ ولا سمعنا في يوم ان شنت عليهم غارات جوية او سيقت اليهم ارتالا عسكرية او جحافل المدفعية او القيت عليهم قذائف صاروخية!! فأي شقاء هذا ..واي كارثة هذه؟ اي طخية عمياء هذه التي يمتحن بها شعبنا المذبوح كل يوم وما ان يسقط طاغية ارعن الا ويستخلفه من هو افضع و أشر منه فيصوب حرابه بمسميات الديمقراطية والعراق الجديد وفرض القانون والمرجعية! حتى ان الالة العسكرية الباطشة الاسرائيلية رغم عنجهيتها وقسوتها لم تجرؤ ان تفعل في غزة عشر ما تفعلونه مع مواطنيكم وشعبكم في العراق! الى متى تستمر هذه الابواق تعزف على منوال نبرات النظام البائد من وسم كل ناقد ومصلح او مستغيث ومطالب بحقوقه وداعية لنشر العدالة ومحاربة الفساد والظلم بتهم جائرة باطلة من الخيانة والرجعية والعمالة والطابور الخامس والفرس المجوس؟؟ لكن الان الاملاءات تبدلت والتهم تغيرت في موكب الحرية وعصر الديمقراطية الى ابتزاز ممجوج وتهجم مفضوح وتهم جماعية كالمخربين والخارجين عن القانون والبعث المقنع والمفسدين والمافيا المنظمة حيث يندرج الكل تحتها وبجرة قلم ..! صحيح ان الحكومة طرحت يافطات كثيرة لحل المشاكل الحياتية والخدمية الاساسية الكثيرة، لكن وبعد سنوات من المعاناة والانتظار لم يوف لواحدة من تلك الشعارات كما لم يحصل الحل لمشكلة واحدة منها ولا لحلحلتها على الاطلاق بل تراجعت الى الوراء والبد في كل يغرق بتداعيات المشاكل المتفاقمة لغياب المحاسبة وفقدان القانون وتغلغل الفساد والتخادم الشيطاني المشترك بين جوقة الحكم . والا ما تقول في بلد كالعراق بوفرة مياهه واهله عطاشى او يشربون المياه الملوثة الاسنة لحد الان؟ هل هذا يستدعي مثلا اقامة محطات نووية جبارة لتحلية مياه البحر؟ ام هو مشروع يحتاج الى زمان وتكاليف باهضة وخبرات عالية؟ والملاحظ ان مواطنيه يتحسرون على قنينة النفط او الغاز وهم على كنوز البترول وكذلك لهفتهم للتيار الكهربائي في عز الصيف الحارق.. فهل اصبح العراق تحت تحريم كهربائي ؟؟ ان هذه المشاكل وغيرها من العوز والتضخم والبطالة وانعدام الخدمات والامن لا تحل بالخطابات وزعيق الخطباء والشعارات الدعائية الفارغة انما تحل بالعمل الجدي المخلص الكفوء وبالدراسات العلمية من اصحاب الخبرات والتخصصات. وان قراءة سريعة لتاريخ شخصياتنا السياسية الوطنية والثقافية والفكرية في العصر الحديث تظهر بكل وضوح ما تمتعو به من وزن كبير واصول عريقة ومواقف وطنية جليلة وعربية مشرفة ومن عدم المهادنة في الاولويات والامورالمصيرة كالاستقلال والسيادة و محاربة الاستعمار ولم يداخوا او يزايدوا على المباديء رغم كونهم محاصرين لكنهم صمدوا وتبنوا مواقف حقيقية لتلبيةهموم الناس والمهمشين بكل اصرار وتفاني وتركوا بصماتهم في كافة المناصب والمرافق التى شغلوها والمشاريع التي قدموها وبكل امانة ونزاهه لايمكن باية حال من الاحوال ان نقيس بها الواقع المعاش حاليا لهذه الجوقات من تكالب واستباق على الغل .. امثال الوجيه جعفر ابو التمن .الشيخ محسن ابو المحاسن .الشيخ عبد الواحد ال سكر .د .محمد مهدي البصير .علي البازركان .صالح جبر .سيد محمد الصدر .الشيخ شعلان ابو الجون .الشيخ علي الشرقي.عبد الوهاب مرجان.الشيخ رايح ال عطيه .الشيخ محمد رضاالشبيبي .سعد صالح جريو.دمحمد مهدي كبه .سيد عبد المهدي المنتفجي..د رؤف البحراني . د.فاضل الجمالي .د.عبد الامير علاوي .حسين طالب..د.حسن الدجيلي .د. صادق البصام.د. كاظم شبر.د.كاظم الرواف . حسين السعد .د. عبد المحسن زلزله ... .فعلى الرغم ماكان يتمتع به هؤلاء من مؤهلات علمية واكاديمية عليا ومن حنكة ومهارة سياسية و احاطة بالشان العراقي وتجربة ميدانية فقد كانوا على قدر كبير من سموا الخلق والتواضع وتفقد الناس والترفع عن الماديات ولاهم لهم الا النهوض باعباء الطائفة والدفاع عنها رغم كل المعوقات وفي احلك الظروف وان كلفهم ارواحهم وفي ظروف عصيبة ومخاضات خطيرة يعانا منها بلد كالعراق الجريح فالاجدر بهذه التظيمات والفئات أن يكون سعيها وخططهااعمار وتنمية وعطاء للامة ككل وبتجرد عن الذاتيات والمصالح الفئوية والاطر الضيقه والصراعات السياسية لان الوطن اضحى تجلله الكوارث والنكبات وهو يستغيث استغاثة الغريق ويهيب بالغيارى وينادي اين الوطنية .؟
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |