|
خمس سنوات مرت على العراق ولانعلم اين نحن !!!
د.عباس العبودي نظرة تقيمية وتقويمية منذ التاسع من نيسان 2003 ولحد الان مرت ضروف عسيرة على الشعب العراقي تكاد تكون في بعض من مفاصلها اشد على العراقيين من الحقبة المظلمة السابقة التي سبقت التغيير. رغم ان التغيير الذي حصل في العراق بكل ضروفه وحيثياته السلبية والايجابية يعتبر نقلة جديدية في تاريخ العراق منذ دخول الاسلام الى العراق . أن التغيير السياسي الذي حصل في العراق له دلالاته التي يجب ان نقف عندها بحالة من التقييم الصحيح حتى لايدعي علينا المدعون انا الوضع الجديد جاء بارادة أجنبية. 1- ان الصراع في العراق مع الانظمة المفسدة بدا منذ سقوط الخلافة الاسلامية الاصيلة وتولي آل ابي سفيان السلطة بالقهر والاذلال والاغراء الى يومنا هذا. 2- أن ابناء الشعب العراقي رغم قساوة الضروف ورغم محاولات السلطات المنحرفة على طول التاريخ ان تذيبهم في خطها ماستطاعت رغم ممارستها العدوانية الشرسة واستمالة طرف من اهلها على حسب طرف آخر , فلن تتكمن من ان تنال من وحدة ابناء العراق بكل مساراتهم الفكرية والقومية والدينية . لان ثقافة العراقيين ثقافة انسانية واخلاقيتهم اخلاقية انسانية وبقيت هذه الثقافة متجذرة جيل بعد جيل بعقد اخلاقي وانساني بين الاجيال. 3- أن التغيير في العراق لم ولن يحصل مالم تكن هناك ارادة عراقية انسجمت مع مصالح القوى المستكبرة , فسخر الله تعالى هذه القوى للتخلص من هؤلاء الطغاة الذين اهلكهم الله بارادته وصبر وصمود هذا الشعب العظيم. 4- أن هذا التغيير في العراق كان نعمة من الله على هذا الشعب المستضعف الصابر الصامد المقاوم , كنعمة الله على بني اسرائيل حينما نجاهم من ظلم فرعون وجنوده وعبرهم الى الشاطئ الاخر مع موسى(ع) ليضعهم في موضع الاختبار ماذا هم عاملون بعد هذه النعمة ,ايشكرون الله على هذه النعمه ام يكفرون ؟؟؟ 5- ان هذه المرحلة كشفت لنا كل معادن رجالنا , فالذي كنا نعتبره معدنا ثمينا لايقدر بثمن واذا به امام اختبار حامض المحنة معدن قد صداته المحنة وكشفت كل عيوبه واخذ الصدا ينخر به ,فاينما تختبره لاتسمه له رنينا الا فتاة الصدا يتساقط منه . والبعض الاخر كنا نحسبهم من المعادن الرخيصة واذا بهم في هذا الاختبار من اثمن المعادن فلن تؤثر فيهم حوامض الاختبار ولن تنال منهم الدنيا بشئ . وهم جنود مجهولون لايرتجون الارحمة الله ورضوانه خدام للامة ومصالحها ومنافعها .ولم يخرجوا من هذه الدنيا الا بكفن او خرجوا مقطعي الاوصال لايعلم اجمعت كل اوصالهم ام بقي منها فوق الارض. وهناك من تبختر وسكن مساكن الظالمين ولم يدرك او تغافل ان المساكن التي سكنوها سيسكنها غيرهم ومايبقة لهم في هذه الدنيا الا موقفهم الطيب واثرهم الصالح وخدمتهم للناس بتواضعم ومعايشتهم لمحرومية الناس وكانهم هم من المحرومين. 6- أن هذه السنوات الخمس كشفت لنا هشاشة اهدافنا في انفسنا لاننا لاننا لم نكن مخاصين حقا لها وانما جعلنها جسورا لمتاعنا الدنيوي فبدلا من ان نكون يدا بيد بعد هذا الحرمان الطويل وان نكون قلبا بقلب فاصبحنا نتقرب الى الشيطان ونبتعد عن الله . نتصارع على مواقع ونلهث وراء كوميشنات وكونتراكت . ونصرخ باسم المظلوم والمستضعف والسجين والمحروم , ولم نقدمة الاى صدقة يتبعها من واذى واذلال على صفحات قنواتنا الفضائية . ولم ندرك اننا بفضل الله وبجهود وبركة هؤلاء وصلنا الى هذه المواقه على ان نكون امناء لهم واذا بنا نحن اول من سن سنة الصراع على الدنيا وتحولنا كبني اسرائيل نعبد من دون الله اوثان الدنيا. (المناصب , والكوميشنات والكونتراكت) . ولم نستحي ابدا لامن الله ولامن الناس ولازلنا نصرخ باسم هؤلاء المحرومين لنكبر كروشنا ونملا جيوبنا من المال الحرام ونفسد أخلاقنا واخلاق ابنائنا بالحرام الفاسد الذي نضع له كل الاطر الشرعية المزيفة حتى نقنع انفسنا ان عملنا هذا مشروعا. 7- خمس سنوات مرت ومشروع الموت في العراق لن يتوقف وخنجر عدونا المسموم يطعنننا في كل مكان , ولازلنا في سكرتنا . حتى تكالب علين صعاليك الامة واحفاد الطلقاء يتآمرون علينا ويقتلوننا في كل يوم عشرات المرات ,وينزفون من دمائنا ونحن لازلنا نتصارع ويقتل احدنا الاخر على متاع الدنيا , بدلا من ان نبني ونعمر اصبحنا نخرب بيوتنا ومنافعنا العامة بايدينا طمعا في حفنة من متاع الدنيا الفانية. 8- نحن ندعي الولاء لله ورسوله واهل بيته ونحن بعيدين كل البعد عنهم بسلوكنا ,لان اول قواعد الولاء هو حفظ وحدة الصف, ومنع سفك الدماء والاعتصام بحبل الله وعدم التفرق ,لان في التفرق غضب لله وفرح للشيطان. ونحن ممتثلون بامر الشيطان وليس بامر الله. ومن ناحية اخرة لو كنا اننا ندعي اننا من اهل الدنيا وحريصين على مواقع الدنيا, فاهل الدنيا يحققون منافع الناس لكي يحافظ الناس على كرسي صاحب الدنيا , اما نحن تركنا الناس في معاناتها والمها وحيرتها حرمانها ,فبدل من هؤلاء الناس تنشغل في بناء الوطن اصبحت تصبح مشغولة بهمها وذاتها وحاجتها وامنها ولاتعلم اتحصل على قوتها وهل ترجع سالمة الى اهلها ؟؟ 9- اقول لكل هؤلاء الذين يدعون الدفاع عن الوطن ومحاربة المحتل, حارب شيطان نفسك الذي يسوققك الى الهلاك بطمعك وحب الدنيا وسيطرة انانيتك وهواك وضع يدك بيد اخيك الانسان العراقي الشريف دون النظر الى لونه او عقيدته او طائفته او دينه وقل له تعالى اخي لنبني العراق ونقوي رابطتنا الوطنية ونحمل بأيدينا القلم للعلم والمعرفة والمكنسة لتطهير قلبونا من كل شوائب الغل والحقد والانانية والهوى والانا ونعبد بجهدنا واخلاصنا طريق الخير بالمحبة والاخوة الانسانية. ليكون العراق شمعة خير لكل اهل الارض.فلايكون بعد هذا اليوم محتل ولايكون بعد هذا اليوم ارهاب . إما ان نكون سلعة بيد الاجنبي نخون ظمائرنا ووطنا ونكون سلاح بيد اعدائنا لتخريب بلدنا بعناوين متعددة فلانرتجي يوم ما ان نكون في مصاف الدول المتقدمة بل سنكون أضعف نموذجا لاسؤاالدول المتخلفة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وسنكون عرضة للنهب والاحتلال في كل زمان –حيثما تكونوا يولى عليكم. 10- ان تجربة السنوات الخمس العجاف التي مرت على العراق تحتم علينا جميعا ان نقييمها تقييما عقلانيا ونقومها من كل انحراف ونضع اصبعنا على كل جرح ونشير الى كل خطأ وانحراف اقترن مع التغيير الجديد. من اجل تجاوزه وتصحيحه لاننا مقبلون على انتخابات والامة اصبحت اكثر وعيا واكثر ادراكا وقد صقلتها المحن فستقول قولتها فينا في صناديق الاقتراع , وبعد ذلك لاتقبل الامة استغفال عقولها وعاطفتها وولائها لمرجعيتها ,بل ستقبل كل من يحاكي معاناتها ويعيشها واقعا ميدانيا لاينظر اليها من بروج عاجية او قرى محصنة ونقذف بكلامنا على اسماعهم من دون مخاطبة مسامع قلبوهم لاننا لم لانعيش محنتهم ولم نعاني بمعاناتهم , فكيف نعيش معاناتهم وادويتنا وعلاجنا يكون يكون في اكثر مراكز العالم الطبية شهرة, وكيف نعيش ظلمة بيوتهم والكهرباء لم ينقطع عنا لحظة. وكيف نعيش الم جوعهم والموائد تتسابق علينا بانواعها واجملها واشهاها , وكيف نفكر هل هناك سقف ياويهم ونحن نسكن القصور الفخمة ,وكيف نعيش حاجاتهم ومعاناتهم وخدامنا وحشمنا حولنا يستجيبون لاشارة اصبعنا . واذا اردنا مخاطبتهم نسليهم بكلمات الصبر والتحمل ونذكرهم بحياة الانبياء والمرسلين والائمة الاطهار (ع)من خلال بروج عاجية وحينما نتحدث لهم نتحدث عن حياة المعصومين بواقع السماء وليس بواقع الارض. لاننا ان تحدثنا عن المعصومين بواقع الارض ستنكشف عوراتنا وسيسقطنا الناس من أعيينهم لاننا نخالف حياتة وسلوكم ومنهجم واخلاقم , فنبقى نحلق بالمعصومين وكانهم ليسوا بشرا مثلنا وعاشوا لله في كل جوانب حياتهم وتحرروا من صفاتهم الدنيوية طمعا في مرضاة الله .بل نسعى دائما عبر أحاديثنا وقنواتنا الاعلامية نعيشهم حالة عالية لايمكن مساسها ولكن الواقع الحقيقي لهم يخالف مانتحدث للناس عنهم فهم ليسوا احذروا اللمس والتقرب منهم بل هم ضمير الامة بكل امالها والامها . فمن يدعي الولاء لعلي فليعيش عليا منهجا وسلوكا كما عاش عليا مع امته.الذي يخشى ان يكون انسانا محروما في اليمن او في حضرموت وليس جواره فقط من لاطمع له في الرغيف يواسي الانسان من دون النظر الى دينه ومذهبه وولائه , لان الانسان مكرم .وكانوا عليهم السلام يكدحون ويزرعون ويعملون ويعيشون بعرقهم وجهدهم وتعبهم ومعاناتهم ,لايعيشون على قوة المحروم ومعاناة المستضعفين . فمن يريد امته فليكن لامته خادما كما كان رسول الله واهل بيته لامتهم كانوا يعيشون عمالا في خدمة امتهم في النهار ورهبانا في الليل يحملون اكياس المساعدات للفقراء والمحرومين لمنعهم من الاذلال والسؤال من تكبر اومنةعليهم .وكانوا يوصلون من قطعهم ويحافظوا على كرامة السائل حتى يقولوا له اكتبوا سؤالكم على الارض وارحلوا حتى لايرون ذل سؤالهم على جوههم حفظا لكرامتهم وانسانيتهم . كانوا يعملون كالطبيب لقضاء حوائج الناس ,طبيب دوار بطبه يحسن مراهمه. 11- إن هذه التجريبة الديمقراطية التي نعيشها اليوم في العراق رغم كل الملاحظات التي عليها تبقة تجربة فريدة في المنطقة وتبقة وليدا يخافه من لا اساس شعبي له ,جاء بلغة السيف والقتل ,لابد ان نصونها ونحميها بعملنا الصحيح لامتنا والاخلاص لهذه الامة التي قدت انهر من الدماء من اجل انجاح هذه التجربة الفريدة في المنطقة ,وان اعداء العراق سوف لن يقفوا مكتوفي الايدي اتجاه هذه التجربة رغم ضعفها ,بل سيضعون العصى بعد العصى في عجلتها لمنع سيرها وخصوصا حينما يجدون من ضعاف النفوس ومرضى القلوب من يبيع شرفه وكرامته وضميره لهم بمتاع دنيا فانية ن يبيعون ضمائرهم ودينهم ووطنهم لاعدائهم مقابل حفنة من تراب لدنيا الفاني ويؤطرون حركتهم باطر وطنية دينية وطائفية وغيرها ليكون يدا لاعداء العراق في داخل العراق ويعطلوا الحركة بعناوين متعددة دينية وغير دينية ويكونوا يدا اعداء العراق في مسك العصة في عجلة الحركة الديمقراطية والبناء. 12- على الاخوة المتصدين لادارة الدولة ان يفكروا بعراقيتهم ويفكروا بانسانيتهم لا ان يفكروا بحزبيتهم وطائفيتهم وقوميتهم فهم للعراق جميعا وهم حملة امانة لبناء دولة الانسان في العراق لادولة دينية او مذهبية او قومية وهذا يحتم عليم ان يستثمروا كل الطاقات العراقية المخلصة في كل مكان من الارض ودعوتها باخلاص لبناء العرق زتقديم كل السبل الممكنة التي تسهل بناء جسر الترابط بين العراقيين وفي كل مكان . فالعراق لكل العراقيين ولايمكن تهميش او عزل اي مجومعة بشرية مخلصة من المساهمة والمشاركة في العراق الجديد . فليكن منهجنا لبناء دولة الانسان في العراق الجديد هو محاربو الهوى والانا فينا ولنربي انفسنا على مبدا ان المنصب لايدوم وان المنصب تلكيف لاتشريف ومن لم يؤدي مسؤولية منصبه بامانة ,فهو خائن لوطنه ودينه وشرفه . بعد هذه السنوات العجاف لنسعى يدا بيد وقلبا بقلب ان نبني العراق الجديد . ولانتصارع على مغانم احد فان العدو سيطعننا جميعا بخنجره المسموم . ولو لاقدر الله ان ان تقصيرنا وانانيتا وهوانا يغلب علينا ولاندرك خطورة الموقف ,فاننا سنكون في صفحات التاريخ السوداء ولن يكون نصيب بعد في بناء العراق ,هل سندرك الخطر الذي حولنا جييدا ونحافظ على جبهتنا الداخلية باخلاص وتضحية وايثار والابتعاد عن حب الدنيا واللهث وراء غنائم احد وترك العدو يخطط للوثوب علينا في اي لحظة سانحة. لانغتر باكثريتنا لاننا قطعنا اوصالنا قطعا وقدعرف عدونا اين ثغراتنا . والعاقل من يدرك الامر قبل فوات الاوان اللهم احفظ العراق والعراقيين من كل سوء والحمد لله رب العالمين
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |