على ماذا احتوت حقيبة المالكي العائد من البصرة؟
د. حامد العطية
hsatiyyah@hotmail.com
العراق على عكس كل البلاد رأسه في الجنوب، وقمة رأسه البصرة، ينبع منها نهران عظيمان، التمر والنفط، لولاهما لجاع أهل العراق، فيها تتلاقى مياه العراق وأفئدة العراقيين، هي أحلى وأعذب المدن، تختزن في أرجاءها معظم أفراح العراقيين، لأن حصتها من شهور عسلهم هي الأكبر، البصرة الفيحاء بالخيرات، وسع عطاءها العراقيين أجمعين، وزاد ليشبع أهل نجد والخليج، فهل أحد منهم ينكر جميل البصرة؟
بحثوا في حقيبة المالكي عن عطايا البصرة فلم يجدوا فيها سوى ما يلي:
- خطاب تأييد من الرئيس الأمريكي جورج بوش يشجعه فيه على المضي في قتال أهل البصرة.
- توصية من نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني إلى ملك السعودية يتمنى فيه منح المالكي وأعوانه اللجوء السياسي في حال هزيمتهم واضطرارهم لمغادرة العراق، ويقترح إسكان المالكي في المنزل الذي خصصته السعودية للطاغية الأوغندي عيدي أمين سابقاً.
- خطاب من رئيس الوزراء البريطاني يعد المالكي بتزكيته أمام ملكة بريطانيا لتمن عليه بلقب "فارس الإمبراطورية" تثميناً لقيادته معركة "صولة الفرسان".
- خرزات سحرية للوقاية من الاغتيال كان الطاغية صدام يقتنى مثلها.
- مرآة كبيرة تمرن المالكي أمامها على إلقاء الخطابات والتصريحات النارية وحركات اليد والأصابع الدالة على القوة والتصميم.
- وعاء نحاسي يعرف بـ"طاسة الخلاص" في جنوب العراق و"طاسة الرعب" في بلدان عربية أخرى، يتميز الإناء بالتعويذات المحفورة عليه، ويعتقد بعض الناس بفوائد الإناء في شفاء المصابين بالخوف المرضي والرعب الشديد، ويؤكدون بأن هذه الفائدة العلاجية تتحقق باستعمال الإناء في اغتسال المريض.
- كتابان عنوان الأول: "فن القيادة للمبتدئين"، والثاني: "كيف تكسب الأصدقاء خلال عشرة أيام"، لا تبدوا عليهما أثار القراءة أو التصفح.
- مجموعة كبيرة من العلب المعدنية المغلفة بالمخمل، والتي تحتوي على مداليات ونياشين عسكرية، كان المالكي ينوي توزيعها على ضباط قواته بعد تحقيقهم الانتصارات على أهالي البصرة.
ذهب المالكي، وبقيت البصرة، عامرة بأهلها الكرام، وكرام العراقيين يمتلكهم حب البصرة، أما اللئام فيأكلون من عطاء البصرة، ويتمردون عليها، لكن اللئام زائلون، والبصرة الأبية باقية إلى ما شاء الله.
العودة الى الصفحة الرئيسية
في بنت الرافدينفي الويب