مما لايخفى علينا بان هوية مدينة ما تثبت باهلها، فاذا ما كانت الهيئة التدريسية والتعلمية وقوات الشرطة والجيش والاطباء والمهندسين والتجار واصحاب المحلات المختلفة للمدينة الواحدة  تنتمي الى قومية معينة بذاتها، هذا يعني هذه المدينة تنتمي وبدون شك الى تلك القومية . ولتوضيح ما ذكرته ، نرى ان ماذكرته اعلاه تتوفر في السليمانية  لذلك تعتبر السليمانية مدينة كردية ، وكذلك الحال بالنسبة لمدينة الحلة او كربلاء او الناصرية ، اذ تعتبر هذه المدن مدن عربية.

ان ماذكرناه اعلاه تطبق بحذافيرها وبصورة لاشك فيها على مدينة كركوك وأرفق طيا صورة تذكارية تثبت مصداقية ماذهبت اليه ، علما بان هذه الصورة التي تثبت تركمانية كركوك في ظل حكومة كان يرأسها السيد نوري السعيد انذاك الكردي الجنسية ، والسيد المرحوم سعيد قزاز الكردي القومية ايضا الذي كان وزيرالداخلية ، وكانت مدينة كركوك برئيس مجلس بلديتها واعضاءها جميعا من القومية التركمانية . حيث تمثل الصورة الفوتوغرافية رئيس واعضاء المجلس البلدي سنة 1952 ، من اليمين ( توفيق يحي بك – ناصح بك الصالحي – عمر اغا تارجيلي – سيد محمود سيد جهاد – يونس يك النفطجي – فخري جولاخ – شامل بك اليعقوبي ( رئيس البلدية ) شفيق عبدالله سمين – رشاد اغا عساف – حاج محمد نجيب ).

وهنا اسال الاحزاب الكردية والتي تدعي بكردية كركوك، اين الاخوة الاكراد من هذه الصورة ؟ ان هذه الصورة تؤكد عدم تواجد الاكراد في كركوك ، وكذلك بالنسبة للاخوة العرب اسأل اين موقعهم من هذه الصورة ليكون من يمثلهم في هذا المجلس ؟  هذا يعني بان التركمان كانوا يشكلون في كركوك 90% من سكانها. غير تعريب مدينة كركوك الغنية بالبترول في السبيعينيات من القرن الماضي ، والنسخة الكردية من تلك الاستراتيجية التي اتبعتها الاحزاب الكردية في ظل العراق الجديد وبمباركة من الامريكان لمساواة أو لاضعاف التعريب أوصل المدينة الى ما اوصلته اليوم .

غير ان سخرية الاقدار هي ان الخاسر الوحيد من عملية (التعريب والتكريد ) هو شعبنا التركماني المظلوم ، فالعرب الذين استقدمهم صدام حسين استلموا عشرة الاف دينار في السبعينيات، وذلك المبلغ كان في ذلك الحين مبلغا مرتفعا يمكن به بناء بيت في حين لم تسنح الفرصة للتركمان ان يبنوا بيوتهم في مدينتهم ، وخلال السنوات الثلاثين الماضية استلم هولاء من الحكومة العراقية والذين لقبتهم بالمستفيدين عشرات الالاف من الدنانير ليعبثوا بها كيفما شاؤا ، واليوم تدفع لهم المكاتب الكردية عشرين مليون دينار لكي يغادروا كركوك ليفسحوا المجال للمستفيدين الجدد من الاكراد للاستيلاء على كركوك والتنعم بخيراتها . اليست هذه سخرية الاقدار ان يأتون بعشرة الاف ويغادرون بعشرين مليون ، اي يأتون مستفيدين ويغادرون مستفيدين وشعبنا التركماني يتفرج بلاحول ولاقوة على عملية ( بيع وشراء سرقفلية كركوك)!

ان الذي يؤلمني اكثر من هذا المنظر المحزن لكركوك ، هو اصرار صانعي السياسة التركمانية في العراق بعد ذلك على استخدام جملة "عراقية كركوك". لماذا عراقية كركوك؟ هل سمعنا أحدهم يوما من الايام نطالب بالانفصال عن عراقنا الحبيب؟ انني أعتقد بوجوب التفريق بين تركمانية كركوك ضمن العراق الواحد ارضا وشعبا وعراقية كركوك . انني اتساءل لماذا لايتردد الاخوة الاكراد يوما من الايام بالادعاء أن "ادارة الشمال ادارة عراقية" بل يعلنون وبدون تردد كردية تلك المدن التابعة لادارتها! اذن لماذا نحن الوحيدين الذين نتردد في القول بأن "مدينة كركوك مدينة تركمانية" وفي جميع المحافل وبدون التمييز بين هذه المحافل سواء أكانت في البرلمان او الحكومة وفي جميع الدول العالم، خصيصا ونحن نملك الالاف المؤلفة من الوثائق والمستندات التي تثبت تركمانية كركوك.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com