|
نهب وإختلاس منظم في كركوك ... مأساة خمس سنوات عجاف من سياسة التكريد
قيس علي البياتي/ واشنطن كركوك لم تعد اليوم كما كانت اغتصبها تجار السياسة وتجار العشائر الكردية المتعصبة ، وتجار فرق الموت.. والتكفيريون كركوك تركناها، جميعاً، لأنياب الذئاب الجائعة ولسكاكين الأميّين والقتلة.. ينهشون لحمها الطري.. فلم يبق ساتر لعورتها.. بانَ كلّ شيء.. ووقف أهلها أمامها مذهولين.. غير مصدقين.. أصابتهم الرجفة.. فلم يعد يقوى أحد منهم على الكلام كركوك اليوم، تئنّ تحت نعال سطوة المسؤولين والجلاوزة الأكراد... الذين يمتلكون من السلاح والذخيرة أكثر مما تمتلكها الدولة والحكومة العراقية كركوك.. الشوكة التي أدمت الكثيرين لسنوات طويلة .. فتمنى المتطرفين الأكراد أن تغرق في البحر بفرض واقع يتنافر كليّاً مع طبيعة التاريخ والجغرافيا كركوك أصبحت كالنّاقة الجرباء على أعتاب التلاشي ، التي يحاول الكثيرون الأبتعاد عنها ألم تكن كركوك المدينة الأمنة ألم تكن أزقّتها بيوتاً للكرم ولنصرة المظلوم.. ألم يكن أهلها يحتضنون الغرباء.. يشعرونهم بالدفء، وبعلاقات إنسانية قلّ مثيلها.. فماذا تغيّر؟ اليوم وبعد مرور خمس سنوات على سقوط النظام البائد مليئات بالخراب والدمار والتهميش والتهجير والقتل وسفك الدماء يمر أبناء وأهالي مدينة كركوك بمرحلة حرجة ومتناقضة من حياتهم، فبين خطورة الوضع الأمني يشتكي الناس من الأمن المفقود والغلاء الفاحش والوضع المعيشي المتردي ومن القتل والتهميش والظلم ومن تعطل ومشكلة الأنقطاع المتكرر للكهرباء تؤرقها وأغلبية السكان. حيث تفاقمت مشكلة الأنقطاع في المدينة بشكل ملحوظ ... ممى أدى الى أرتفاع سعر الأمبير القادم من المولدات الى 10 الاف دينار وهذا يعني تفاقما أقتصاديا أكبر للعوائل في هذه المرحلة من الناحية المعيشية . هناك ضعف لخدمات الكهرباء بسبب الحمل الزائد والذي سببه جلب وقدوم مئات الألاف من الأكراد من الشمال العراقي بهدف تغيير ديموغرافيتها حيث تترتب عليه تعطل أغلبية الخدمات الاخرى، فالمياه لا يمكن ضخها للمساكن، وبأمكان المرء مشاهدة طوابير الناس في الحدائق العامة والمتنزهات وخاصة متنزة التأميم التي قُطِعت وحرقت أشجارها من قبل المتجاوزين الساكنين فيها من الأكراد الوافدين الغرباء.. فبات بالأمكان مشاهدة الناس وهم يتزاحمون على أنابيب الماء والبئر الجوفيه وإن توفرت فهي شحيحة وقليلة ويصعب الأعتماد عليها. كذلك هناك أزمات متكررة تظهر فجأة وتشغل الناس، لعل أبرزها مشكلة البنزين والمشتقات النفطية ، التي نتجت عن سرقة المسؤولين الأكراد للبنزين وتهريبها الى دول الجوار عن طريق مهربين محترفين ومتمرسين وكذلك ببيع المشتقات النفطية الى المهربين الأكراد وتجار السوق السوداء يوميا.. وتحولت الشوارع والساحات الى بؤرة الفساد والمهربين والمتجاوزين الأكراد على أراضي الدولة وبمباركة المحافظ ورئيس مجلس المحافظة الكردي ورئيس البلدية الذين يقسمون الأموال المخصصة لميزانية المحافظة فيما بينهم وبالترافق مع الفساد والإفساد، عُطّل أي مظهر سويّ من مظاهر الحياة الاجتماعية وأغتيلت المواطنة ، فكرة ومفهوماً وممارسة. أما عن الأزدحام والتدافع على محطات البنزين فهي ولدت أزمة حقيقية حيث ينتظر المرء غالبا في طوابير البنزين على احدى المحطات وعادة ما ينتهي النهار، ويرجع دون أن يصله دور للمحطة. . سوق البنزين تحولت الى سوق سوداء، ففي داخل وخارج حدود مدينة كركوك يقف الكثيرون من الأكراد على جوانب الطرقات ليبيعوا كالونات البنزين المسروق والمغشوش بشكل غير قانوني، بعضها يكون مغشوشا، ويتم خلطه بمواد أخرى، ولكن يضطر الناس للشراء كحل للأزمة الخانقة!! أما مشكلة النفط والغاز فيتم توزيع قنينة غاز واحدة لكل عائلة شهريا وحسب رواية مدير المشتقات النفطيه في كركوك الكردي بأن حكومة بغداد قررت قطع توزيع قناني الغاز عن العوائلد وعند قيام أي شخص بجولة في المدينة يتفاجئ من المنظر الرهيب والغير الحضاري ، فبين ليلة وضحاها شيدت آلاف البيوت الغير القانونية وتحولت كركوك الى مدينة التجاوزات على أراضي الدولة من قبل الأكراد الوافدين الجدد على المدينة وبأعداد تفوق عشرات الألوف غرسوا في كل ثنايا المدينة وفي كل منطقة وشكلوا طوقا سكنيا على مداخل وأطراف المدينة غيرت معالم المدينة .. وتحولت معسكر الفيلق الخامس الى مدينة تكبر مدينة كركوك إن لم نكن مبالغين... حتى الملعب الأولمبي أكتضت بالغرباء الذين يتكاثرون تكاثرا سراطنيا بين فترة وأخرى والمدينة لاتحتمل المزيد بسبب الحمل حيث الأنقطاع المستمر للتيار الكهربائي بسبب الحمل الهائل وكذلك إنقطاع المياه عن الناس .. كركوك تحولت الى مرمى نفايات كبير جداً، ومهمل لدرجة يعجز اللسان عن وصفها وإن المنطقة تحولت إلى أرض خصبة لأنتشار الأوبئة نتيجة الأهمال لقد أُفقر الناس على نحو ساحق وأستبيحت كركوك، وقُيّض للعالم المصدوم رؤية وجه الديموقراطية التي تروم أميركا تصديرها إلى شعوب الشرق بلا رتوش وإحتطبت غيلة وغدراً خيرة العقول التركمانية أو أُجبرت على الهروب خارج الوطن. وأصبح الموت المجّاني والتهجير يأتي الناس من حيث لا يحتسبون بعدما أزدات الهوة بين الناس بعد النبرة الأثنية والقومية العنصرية المقيتة للحزبين الكرديين أما المدارس، فهي الأخرى لم يسلم من النهب والإهمال الشديد في صيانتها وضبط الطلبة فيها والأموال التي تُخصص لها تختفي في محافظة كركوك وتدخل جعبة رئيس مجلس المحافظة الكردي رزكار علي حمه جان . وكذلك المدعو رفعت عبد الله المسؤول في مكتب الإتحاد الوطني الكوردستاني في كركوك والمدعو نجاة حسن مسؤول مكتب حزب اللاديمقراطي الكوردستاني في كركوك ومحمد كمال عضو مجلس محافظة كركوك وجلال جوهر مسؤول مكتب الأتحاد اللاوطني الكردستاني . والمحافظ عبدالرحمن مصطفى الملقب بالركن لأستحواذه الغير القانوني والشرعي لنفسه ولأقاربه ومعارفه على ممتلكات الدولة وعلى أهم أراضي المحافظه وخاصة في المواقع المتميزة والركن أي التي تقع على الشوارع فقلما يجد المرء في كركوك ممتلكا حكوميا وأراضي لم تتعرض للنهب مرات على أيدي أزلام الحزبين والمتطفلين معهم والبيشمركه الكرديه وغيرها من قطعان النهب والسلب إن المشكلة الكبرى آتية من كون القيادات الكردية لاتستطيع ترك عادتها وأعتباراتها القديمة من النهب والسرقة بأرادتهم وأختيارهم فهذه العادات والأعتبارات مغروزة في أعماق عقلهم الباطن ونراهم يندفعون نحو المال فلا يبالون أن يسرقون أو يحتكرون أو يرتشون أو يغصبون ويستسيغون كل وسيلة في هذا السبيل سادتي .. أن مشكلة كركوك ليست وليدة اليوم، ولكنها تراكم سياسة التكريد ومنذ أكثر من خمس سنوات بعدما جائت سلطة (التكريد والتهميش بقوة السلاح بعد السقوط لتزيد المشكلة تعقيداً ومأساةً نحن واثقون بأن كركوك لن تنهض اليوم من كبوتها، إلاّ إذا ثار شرفاؤها المقهورين.. وتجمعت عصيّها المتفرقة فأصبحت حزمة واحدة كركوك.. لن تُستَر عورتها المفضوحة اليوم.. إلاّ بنبيٍّ كـ"موسى"، يرمي عصاه لتلقف كل أفاعي الدجالين والمجرمين واللصوص وأصحاب المناصب وعشاق الكرسي الحقير كركوك.. لن تغرق في البحر أو الوحل الكردي كما يتمنون بحاجة الى الأغتسال بالأيادي الشريفة والطاهرة ، لتخلصها من الدّنَس، وكل زناة السياسة بجهود الشرفاء من العراقيين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |