الحالة الفرعونية لدى الانسان – الحلقة العشرون

 

محمود الربيعي

mahmoudahmead802@hotmail.com

الحالة الفرعونية لدى أجهزة الإعلام

(الفضائيات والصحف والمواقع الالكترونية) 

نوع الثقافة التي تتبناها الفضائية

 الثقافة أنواع.. ثقافة سلم وثقافة عنف، ثقافة تتسم بالعقلانية والاعتدال وثقافة تتسم بالجهل والموروثات الخاطئة والفاسدة، ثقافة أصيلة نابعة من المصادر النقية تمر بمسيرة الرسل والأنبياء والأوصياء وثقافة تمر بالجبابرة والطغاة.

والثقافة لها جذور عميقة في البعد الإنساني والحضاري تفهم الغير بسهولة وتتفهم الناس،  ويفهمها الغير بسهولة وشفافية.. والثقافة الحقة تستند على المبادئ والقيم التي تعارفت عليها الأديان والشعوب المؤمنة بالحرية والعدالة والأمن ويقودها رجال مؤمنون ونساء مؤمنات يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

والمال عصب الحياة وبدونه يفتقد القادة حرية الحركة للتعبير عن أرائهم في الغالب خصوصا في المجتمعات الحديثة التي تمتلك الإمكانيات والوسائل الفنية الضخمة لعرض بضاعتها الإعلامية.

فالمال إذا توفر للأيادي الأمينة الراعية والمثقفة والرائدة تمكنت إن تثير الطاقات الخلاقة التي تمتلك الحس المبدع وتحقيق الأهداف الراقية لنشر الثقافة الحقة ورفع مستوى عقلية المواطن.. وأمكن لهذه القيادة إن تخطط بعقلية علمية تحقق أماني المواطن وتخلق عقلية متكاملة عنده لاتقتصر على ثقافة أحادية ضيقة وجهلة لايعرفون معنى الثقافة ولاالاعلام.

الفضائيات الأجنبية ودورها في إثارة الرأي العام

كل له أجندته الخاصة فالدولة لها أجندتها الوطنية، والخصوم لهم أجندتهم الوطنية، وتجار السياسة والمال لهم أجندتهم الخاصة، وأهل العقائد والأديان والمذاهب والمشارب المختلفة لهم أجندتهم أيضا، وحتى الأفراد من أصحاب الرغبات وأهل الشهرة لهم أيضا أجندة.

وقوة الفضائية تتوقف على قوة الدولة التي تحتضن الفضائية والإمكانيات التي توفرها لها وقوة الفريق الذي يديرها وكوادرها الفنية المتخصصة في عالم يحترم الاختصاصات.

فالدول العظمى مثلا لها إمكانيات وخبرات ومعلومات عالية وراقية تستطيع أن تصل إلى هدفها المحدد بسهولة سواء كان هذا الهدف سياسي وديني وأخلاقي وسواء كان الهدف اقتصادي واجتماعي وفني وغير ذلك.

والفضائيات الأجنبية يمكن أن تجند المرأة والرجل،  والكبير والصغير على حد سواء وحتى الطفل بل وحتى النبات والحيوان من اجل أن تغزومسامع السامعين وأبصار الناظرين.

الفضائيات القومية ودورها التخريبي

المشكل إن بعض القوميات سواء الكبيرة منها والصغيرة ترى نفسها إنها الأعلى وإنها فوق الكل وإنها المتميزة التي تستصغر غيرها من القوميات وتحمل الكراهية لغيرها وتشن الحملات الفرعونية تجاه تلك القوميات لأجل أن تستعبدها وتستأصلها، وتجند كل الإمكانيات الفنية والعسكرية والإعلامية والاقتصادية لمحاربة القوميات المجاورة والقوميات التي تعيش تحت ظلها كقوميات صغيرة.

إن هذه التوجهات هي خلاف مااريد لها من التعايش السلمي والحياة المشتركة والتفاهم والتقارب والامتزاج الاجتماعي بحيث يحترم بعضها البعض الآخر.

ولونظرنا الى العنصر والقومية نظرة فاحصة لوجدنا أنها لاتختلف في الكثير من مقوماتها عن باقي القوميات الأخرى ولاتفترق مع غيرها الا من حيث اللغة التي تعتبر وسيلة للكلام والتعبير وليس للغة غير أن تعطي الفرصة للتفاهم على الأمور التي يشترك البشر في اغلبها كالمعتقد والقيم والمبادئ العامة التي لاتختلف الشرائع السماوية ولا القوانين الداعية لحفظ حقوق الإنسان عليها كالعدل والأمن والسعادة وتحقيق الفرص الطيبة للناس لأجل لان يعيشوا بخير كالحصول على الحدود الأدنى للحياة الحرة الكريمة من المسكن والمأكل والملبس والتعليم إلى غير ذلك مما يحتاجه الإنسان في حياته كالزواج مثلا وتكوين أسرة داخل المجتمع تعزز من تلاحمه وتقوي بنيته وتشد من أزر الدولة والوطن. 

الفضائيات المدعية بالوطنية! ودورها التخريبي

للأسف أصبحت الوطنية هذه الأيام مشاريع سياسية تخدم مصالح فئات معينة وأفراد وأحزاب ومنظمات لاهم لها سوى السلطة وجمع المال والتحكم في رقاب الناس وجلب المصالح لهم ولاتباعهم وهي صفة تميز بين القرن الماضي والقرن الحالي، بالاضافة الى استفحال الحالة الجبروتية والطاغوتية عبر العصور رغم النهايات المأساوية لهؤلاء الظالمين، عدا ان الظالمين في كل عصر لاياخذون العبرة ممن سبقهم بسبب غرورهم الأعمى.

وان طغيان الأفراد والجماعات جعلهم يستأثرون ويتوسلون بوسائل الإعلام لإشاعة ثقافتهم الفاسدة وإفساد الذوق العام على حساب شعوبهم المقهورة والمظلومة، فهم عبيد الشيطان ورغبة السلطان، لايفهمون سوى لغة السباب والشتم والقتل والعدوان.

حاجة الناس إلى إعلام هادف يتبنى المشروع التربوي والتنموي

يحتاج الناس عادة إلى ثقافة محترمة تضمن احترام المشاعر وتهتم بالخبر الصادق والهادف لبناء مجتمع سليم متوازن متآخي يحترم الحقوق ويشجع على أداء الواجب يحقق أهداف الدولة من اجل بناء مجتمع سعيد تسوده العدالة والمحبة والأمن والسعادة.

 والإعلام اليوم أصبح الوسيلة الأكثر تأثيرا في عقلية المواطن من خلال مايطرحه من ثقافة وفكر على صفحات الجرائد والمواقع الالكترونية والمجلات وعن طريق الفضائيات..   واضرب مثلا حيا على الإعلام المفتوح الذي يسود الساحة الإقليمية والدولية حيث أصبح الإعلام وسيلة للدعوة إلى العنف وتحريف الحقائق وتحقيق أغراض عنصرية وطائفية وتنفيذ أجندة دولية عالمية كبيرة.

إن المواطن الذي يحترم نفسه ويحترم وطنه وكذلك الحزب وأنظمة الدول الإقليمية والدولية اذا كانت تحترم إرادة الشعوب وحريتها فإنها تختار المشروع الذي يتبنى بناء دولة وحكومة يختارها الشعب وتحفظ سيادتها وتحافظ على ثروات شعوبها وأوطانها وتنمي القابليات وتشجع الإنتاج وتوزع الثروة بشكل عادل هذه وغيرها تخلق رغبة في تبني اعلام هادف نظيف منتح مبدع يتجاوز حدود الذات الضيقة إلى الذات العامة الواسعة وهي ذات الشعب الواسعة وذات الوطن الواسع.

الصحف والمجلات ودورها في عملية البناء والهدم

كانت الصحف والمجلات ولاتزال ذات تأثير قوي نافذ في عقلية المواطن بحيث تحركه بالاتجاه الذي يطرحه الكاتب وكلما كان الكاتب مثقفا ثقافة جيدة كان تأثير جيدا في عقلية القارئ وكلما كان الكاتب فاقدا للشروط الأدبية والثقافية كان مفسدا ومضلا وهكذا فالسياسة والتربية والاجتماع ومواضيع الحياة المختلفة كلها تتأثر سلبا وايجابيا بما يطرحه الكاتب من فكر وثقافة.

المواقع الالكترونية ودورها في التوعية والتثقيف

ولان التقنية الحديثة تفرض نفسها عن طريق توفير الأجهزة المختلفة كالآلة الحاسبة (الكمبيوتر)  ونظام الشبكة المسمى بالانترنيت أصبحت الصحف الالكترونية بالكم الذي يؤثر بشكل سلبي على تفكير وذوق المواطن، فلا توجد ثقافة موجهة متزنة ومتوازنة ورشيدة عاقلة.

إن الموقع الالكتروني ينجح إذا كان المشرف والمشرفين أكفاء ومثقفون ثقافة نظيفة ومتزنة تحترم المشاعر وتعمل من اجل ترسيخ المفاهيم الإنسانية والقيم النبيلة، وأما إذا كان الموقع بأيدي جهلة لاهم لهم سوى إشباع رغباتهم في السباب والشتائم والتخريب وإثارة النعرات الطائفية والعنصرية وإشاعة ثقافة العنف وإفساد الذوق التربوي العام.

الأسس التي تستند عليها الفضائية والوسيلة الإعلامية الهدامة

أولا: ارتباطها بجهات أجنبية لها أجندة ومصالح في ذلك البلد.

ثانيا: خدمتها لجهات سياسية فاسدة ومرتشية ومستغلة.

ثالثا: خدمتها لطائفة وعرق معين بدوافع غير مشروعة تؤثر على حقوق الصالح العام.

رابعا: أن تكون بيد مجموعة جاهلة لاتدرك الواقع ولاترى المستقبل ببصيرة همها تسويق بضاعتها ولا تدقق في مسار الرحلة الإنسانية المرتبطة بمصالح شعبها.

خامسا: أن تكون بيد جماعة وأفراد همهم الشهرة وجمع الأموال وإقامة علاقات تجني من ورائها مصالح وتسيطر عليها نزعة الأنا حتى في اختيار مواضيعها وموظفيها وروادها من اجل أن تشبع رغباتها وتلقي بظلالها السيئة على الحياة العامة.

سادسا: سيطرة الروح الفردية في مسار الآلة الإعلامية  سواء في التلفزيون والإذاعة والصحيفة والموقع الالكتروني بحيث تفرض الإدارة نوعا من الهيمنة على الرأي الجماهيري وتكبت الحريات وترتكب الحماقات تجاه الأفراد والجماعات.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com