|
ستة أيام في الميزان .. ورسالة رغم خشونتها أكاد أشك أنها قد وصلت .. رسالة ستة ايام وإمتحان من خارج المنهج .. ومسكين العراق وشعبه
د. محمد الموسوي/ الامين العام للجبهة الوطنية العراقية رسالة قصيرة ... أكان ما كان في حرب الأيام الستة العراقية كل الرسالة أم أنها مقدمة النهاية .. أم كانت تلك بدايتها؟ رسالة إلى كل من يخرج عن الخطوط المرسومة أو يخالف الرغبات أو يصبح له رأي في عهده الجديد لم يحظى بمباركة او رضى .. رسالة قد سبق أن أوصلوها للكثير قبل عام 2003 وفي هذه السنوات أيضا وسقط ضحيتها قائدا تكفل بحمل لواء المسيرة عند الكتبة فتناسوا ما مضى من جهود وتضحيات ونثروا كيانه المادي في بقعة مقدسة كمن ينثر الرمل في الهواء .. وهنا لا أقصد كتبة الهيكل بل أقصد كتبة الرسالة القصيرة أنفسهم.. إنهم لا إيمان ولا صديق لهم .. إنها صحبة السلاطين والولاء لهم.. على عكس من كان وليهم الله ورسوله.. وليس من خرج عن ولاية الله ورسوله وآل بيته الطيبين الطاهرين .. رسالة كتبوها بالنار والدم مستفيدين من قواعد البيانات المتوفرة لديهم على خلفية الصراعات القديمة ..صراعات قديمة ..قديمة .. بقيت في العراق وتغذت واستفحلت في طهران ونقلت إلى العراق وتعاظمت فيه.. نقلت إلى العراق بأشكال جديدة سادها القبول التكتيكي المؤدي إلى الإستسلام.. رسالة كتبت.. بنارهم وحطبهم ودم العراقيين الطاهر ليوصلوا شقها الآخر صوت وصورة إلى كل من يقف أمام مشاريعهم بدءا من الدول العربية وخاصة الخليجية وأميركا وحلفائها بعد فشلهم الذريع أمام المجتمع الدولي وبعد قرارات مجلس الأمن المتتالية كالصواعق وبعد فشل رئيس الكتبة سيادة الرئيس محمود أحمدي نجاد في زيارته للوقوف على بيدر حصاده في العراق ويحمله عائدا به إلى طهران ليقولوا له عاد السيد الرئيس سالما غانما ... ولكن عندما يجد سيادته أن البيدر ليس في يد الحراس وفي يد من سيخنقهم بعد شهر اقل أو أكثر بقليل ضمن مهلة الستون يوما الممنوحة لهم ويصيروا خوش ناس حبابين عاقلين مطيعين أو مطرقة المجتمع الدولي وسندان الشعب الإيراني الذي لو أنفجر سيكون أعظم من قنبلتهم النووية التي سيلوح أول ما يلوح بها للعرب أولا ..للدول العربية أولا فلا جزر ولا شط العرب ولا سيادة ولا بطيخ ولا ما هو أدنى من ذلك.. المهم كانت خيبة أمل الوالي المعظم و صاحب السيادة السيد الرئيس محمود أحمدي نجاد عندما وجد أن البيدر خارج سيطرة الحراس وعاد ببعض الهدايا من التصريحات التي لم تعمر طويلا بعد ولادتها وكان من المفترض والمنتظر أن تعمر لكنها لم تعمر وهذا ما أقام الدنيا وأقعدها وانهال الإعلام الإمبراطوري الإيراني رجما بالحكومة العراقية وسيادة رئيس الجمهورية العراقية .. خيبة الأمل تلك كانت الدافع لكتابة تلك الرسالة القصيرة جدا التي أصابت العراق بالشلل التام إدارة وشعبا ولا يزال الشلل قائما في بعض المناطق......... أنظروا كيف يكتب نظام إيران الخبير بإحترام مبادىء حسن الجوار رسائله .. على التناقضات القديمة والصراعات الجديدة وخصوصا بعد جماعته من البدريين وطغيانهم على الجميع وخصوصا الصدريين وعلى رد فعل الصدريين الجاهز للقيام على البدريين بمجرد شرارة بسيطه .. ورغم أن قيام الصدريين البسيط هذا على البدريين سيضر بهم ولكنهم لن يموتوا والمهم إيصال الرسالة ولابد للرسالة من ضحايا .. صدريين .بدريين .. أمريكان ..من عامة الناس المهم أوصلوا بنصها المتكرر بعدة أشكال (نحن هنا وموجودون وبقوة ودورنا أساسي وليس إحتياط وعلى المجتمع الدولي أن يسمعنا وعلى العراقيين أن يسمعونا ويطيعون واعين مدركين وإلا وإلا ... ... ...) وجاءت خطبة صلاة الجمعة الإستعراضية في طهران لأية الله جنتي أحد رموز النظام الإيراني والذي لا شأن لخطبته بالوضع في العراق إلا أن العراق كان جزءا مهما من خطابه السياسي وليس خطبة الجمعة ليرسل من خلال خطابه رسالة إلى الحكومة العراقية قائلا ما معناه (السيد المالكي إنسان جيد ويستمع الرجل لما يقال إليه) وقبلها بأيام لم نسمع اي تعليق إيراني على هذه المأساة التي راح ضحيتها مئات من الجرحى ومئات أخرى من القتلى.. وصلت الرسالة وتم الإرسال وكان ما كتبت لأجله الرساله وهو المطلوب. ماذا لو طالت الرسالة أو كانت رسالة طويلة .. أكان بمقدور تلك القوات المسلحة (الحكومية) حسم تلك المعركة لصالحها دون أسناد جزئي من القوات الأمريكية في تلك الأيام الستة.. ماذا لو إستمرت لمدة اشهر بدون القوات الأمريكية ... أتبقى لتلك القوات الحكومية بنية تحتية ... وماذا البريطانيون بمدينة البصرة بعد الفراغ الهائل والرهيب الذي تركوه لتعبئه إيران على الفور ... هذا هو فراغ السلطة أيها (المحترفون) هذا هو فراغ القيادة ... وهذا هو نظام طهران الذي يتكىء عليه الكثير وخصوصا من داخل الحكومة وها هم يرون بعينهم لقد أسقطت إيران هيبتهم وهيبة حكومتهم وتحدت أميركا في ستة أيام؟؟؟؟؟؟ والعاقل يفهم ويعتبر ولن يردع نظام سوى عودة الحكومة العراقية عن الإنحناء لها... ويستحق العراق وأهله من هذه أن تثور في وجه إيران وجرائمها في العراق على الأقل أولا.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |