|
ذكراه المنسية
مصطفى المهاجر (في ذكرى 'الصدر'الذي ما زال نازفا) لولا ارتباط نهاية قاتلك وجلادنا بذكرى شهادتك الفاجعة....هل كنا سنذكرك...؟! ولكنها الارادة الالهية التي أبت الا أن تظل حياَ رغم جحودنا ونكراننا لجميل ما صنعت لنا فكرا وتربية وجهادا وتضحية,ثم توّجتها بشهادة صارخة على الدوام في وديان قلوبنا الغارقة في دنياها..وفي دواخل نفوسنا المملؤة بالنسيان...!! هل كنتَ تستشرفُ الغيبَ, حين نبهتنا في أًخريات أيامك الحافلة بالعطاء, الى خطورة 'دنيا هارون الرشيد'اذا لاحت ملامحُ منها في مسيرة الكادحين الى ربهم كدحا...؟!! ويوم فلتَ لنا, ان 'الحوزة' تعطي علماً ولكنها لا تعطي ديناً ولا تقوى ولا تمنحُ خلقاً قويما..هل كنتَ تقرأً واقعاً كنتَ تعيشهُ؟!أم كنتَ تتنبأُ بمستقبلٍ يلوحُ لعينيّ بصيرتكَ النافذة...فتراه واضحاً جليا...؟! كلّ فجائعنا المتواصلة تهونُ الاّ فجيعتنا بك...!! كلّ الذين فقدناهم في مسيرة الأحزان والألام..يمكن تعويضهم...الاّكَ....!! فها هي آثاركَ الشاخصةُ تندبنا...وسطوركَ التي خطّها يراعكَ المتألقُ...تبكي عقمَ أفلامنا..!! وها دمكَ الذي سقى شجرةََ كرامتنا...تفجعهُ عروقنا المتيبسةُ حدَّ التصخّر الفاجع...!! وها حياتكَ الفائضةُ خِصباً ونماءً..تبحثُ عن جذوةٍ في حياتنا التي فاقها الموتُ حركةً وضجيجا..!! أيها المنفذُ الفائضً بهاءً..أتراكَ ترددُ مع جدِّكَ أمير المؤمنين...'ليتني لم أركم ولم أعرفكم '...؟! أم تُراكَ ترددُ مع المتنبي..( ما مقامي بأرضِ نخلةَ الا...... كمقام المسيحِ بين اليهودِ)...؟!!!! نعم, واللهِ...( أنتَ في أُمةٍ تداركها اللهُ....غريبٌ كصالحٍ في ثمودِ). حزينٌ أيها المنقذُ لغربةِ فبركَ..وغربةِ فكركَ وغربةِ اخلاقكَ...وغربة ذكراكَ..!!وحزينٌ لشعبكَ الذي أيتمهُ غيابكَ القاهر..وها هواليتمُ صارَ قدرهم في أوطانهم حتى بعد سفوطِ قاتلكَ وجلادهم.!! لم تُعد لهم حقوق...ولم يظللهم سقفُ أمان..ولم يربت على كتفِ أحزانهم حاكمٌ جدبدٌ يزهوبالانتساب اليك....!! ها هم يتاماك أيها المنقذُ...ما زالوا يتامى...وما زالوا غرباءَ في أوطانهم وعن أوطانهم...وليس من مواسٍ لهم..الا ذكراكَ المنسيةُ وطوفان الأحزان والألام والدموع.....!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |