الاحتلال الأمريكي  للعراق في عامه السادس

 

أوميد كوبرولو

turkmensani@yahoo.com 

في مثل هذا اليوم التاسع من نيسان/ أبريل عام 2003 سقط النظام الدكتاتوري الصدامي في العراق وذلك بسقوط تمثال طاغية بغداد في قلب مدينة دار السلام وعلى يد أبناءه الغيارى عشاق الحرية والسلام، ومنذ ذلك اليوم المشئوم في تاريخ العراق الجديد بدأ أشرس احتلال للعراق الدولة العضوة في منظمة الأمم المتحدة ومن قبل أمريكا الدولة التي تظن نفسها سيدة الجميع وتزعم بأنها تسعى لتحقيق الحرية والديمقراطية والسلام في العالم. فاليوم تمر على العراقيين الذكرى السادسة لاحتلال بلادهم من قبل قوات الاحتلال الأمريكي وهم ينعمون بالحرية والديمقراطية والسلام والأمان بكل معانيها ولكن على الطريقة البوشاوية الرعناء.

فلم تكن الخسائر البشرية الهائلة التي لحقت بالعراقيين نتيجة العمليات الإرهابية والإجرامية الغير إنسانية التي فاقت على مئات الآلاف من القتلى والجرحى الأبرياء، والظروف المأساوية التي يعيشها أكثر من مليونين عراقي فيما بينهم الأطفال الرضع وكبار السن من النساء والرجال   وهم يتجرعون مرارة الجوع والعطش والمرض والموت اليومي والذين تركوا بلادهم وما يملكونه فيها بسبب فقدان الأمن على حياتهم وأموالهم ولجئوا إلى دول الجوار لكي ينطلقوا منها إلى بلدان العالم التي تشهد المزيد من الاستقرار والطمأنينة، وإخلال قوانين المنظمة العالمية للدفاع ومراقبة حقوق الإنسان بآلاف المرات من قبل تلك القوات المحتلة لم تكن إلا الأدلة الدامغة الواضحة والأكيدة إلى كم درجة كانت الاحتلال الأمريكي تجري لصالح العراقيين وتحقيق الحياة الحرة الكريمة لهم ولعوائلهم.

فكلنا نعلم جيدا بأن الرئيس الأمريكي جورج بوش أقنع حلفاءه وأصدقاءه  وغيرهم من الرؤساء في العالم في حربه على العراق بسببين وكانت أول هاذين السببين الإنسانيين كما أزعم بوش الأرعن هو الإطاحة بإمبراطورية صدام حسين ونجدة العراقيين من ظلم وعدوان دامت ثلاثة عقود من الزمن. أما السبب الثاني فكان القضاء على السلاح النووي الذي يملكه العراق.

نعم تمكن الأمريكان في القضاء على النظام العراقي وبدون خسائر جسيمة في صفوف قواتهم. وتمكنوا من نجدة العراقيين من الطغاة الأشرار وظلمهم الطويل. وأخذوا بحق العراقيين في القبض على الرئيس العراقي ورموز نظامه وإعدام أكثرهم بما فيهم الرئيس نفسه وقتل نجليه عدي وقصي، ولكن الظلم والعدوان والإهانات وآثار التعذيب والعبودية التي ألحقه قواتهم الباغية وميليشيات بعض الجماعات العميلة لهم للعراقيين المظلومين خلال تلكم السنوات الخمسة الماضية فاقت بعشرات المرات على الظلم والإهانات والجرائم اللا إنسانية التي شهدوه طيلة 35 عام على يد النظام الدكتاتوري الصدامي في العراق. أما السلاح النووي الذي لم يعثر عليه لحد الآن فلم تكن إلا الشهادة  والبرهان القاطع على الدجل والكذب الأمريكي وانتهازيتهم وعدم تفكيرهم إلا في مصلحة بلادهم وفي كونهم أعداء الإسلام والإنسانية.

ولكن الذي يضحك المرء هو عندما يقوم أحد المسئولين الحثالى الأمريكان في الرئاسة أو البنتاغون الأمريكي ويصرح بأنهم ينوون إلى سحب القوات الأمريكية من العراق فيلحقه أحد عملاءهم في الحكومة العراقية ويصرح بأنه ليس مع الانسحاب الأمريكي لأنه سيفتح أبواب الجهنم على العراقيين ليعيشوا المزيد من الفوضى والاضطرابات ويفقد الملايين أرواحهم في المجازر الدموية والجرائم الوحشية التي ستشهده البلاد وحتما سيغزو الإيرانيون والأتراك العراق ويقاسمانه. نعم من حقهم يصرحوا هكذا لأنهم باتوا مكشوفين للعراقيين جميعا بخيانتهم وعمالتهم للأمريكان . فأنهم يعرفون جيدا بأنه لا حياة لهم في العراق بعد انسحاب الأمريكان منها وضمان بقاءهم متسلطين على رقاب العراقيين وسرقة خيراته هو تأييدهم الكامل للبقاء الأمريكي في العراق وإقناع الشعب العراقي بأي ثمن كان ببقاء تلك القوات في البلاد.

اليوم والعراقيون يستقبلون عاما جديدا من الاحتلال لبلادهم  وشوارعهم ملطخة بدماء الأبرياء من أبناءهم الذين يذهبون ضحايا الانفجارات والمصادمات بين الميليشيات المسلحة والقوات الأمنية العراقية، لم تكن ارتفاع الأصوات الغاضبة التي تطالب بإنهاء الاحتلال وعودة الجنود الأمريكان إلى بلادهم وازدياد العمليات البطولية التي ينفذها صناديد المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال الأمريكي والإنكليزي للعراق إلا بوادر الويلات والنهاية الدموية التي تنتظر  أفراد القوات المحتلة وعناصر عملائهم الأشرار في مستنقع الموت العراقي. أملنا الوحيد هو انصياع الإدارة الأمريكية إلى سحب قواتها من العراق فورا وبدون تأخير لنجدة العراقيين  والقوات الأمريكية من الكابوس الدموي ومنح العراقيين فرصة تقرير مصيرهم بأنفسهم ومن دون التدخلات الخارجية، وألا فالاحتلال سيكبدهم وعملاءهم المجرمين خسائر جسيمة وحتى أكثر من العراقيين أنفسهم. لأن العراقيين وأبناء العالم كلهم يعلمون حقيقة واحدة ألا وهي خروج المحتلين وعملاءهم من العراق في نهاية المطاف وألا فسيجعل أبطال المقاومة العراقية مستنقع العراق مقبرة للمحتلين وعملاءهم الخونة الأنذال. فالرجال المناضلين والأبطال الذين يتسابقون بكل عزيمة وإيمان وتضحية من أجل الوصول إلى شمس الحرية لا بد أن يحرروا العراق من ظلامه وعبوديته ماداموا على الحق والله ناصرهم.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com