سحل الصنم في بغداد...نعم للتحرير وكلا للتدمير

 

صباح محسن كاظم

sabah_1960@yahoo.com 

لاريب فأن جميع العراقيين والعراقيات في الداخل وفي المنافي سعداء جدا حينما شاهدوا كيفية سقوط صدام المريع من خلال صورة سحل الصنم في ساحة الفردوس ...فلطالما أذل شعبه بجبروته ، وطغيانه، وسياسة النار والحديد ،والحروب الخاسرة مع الجوار الاسلامي والعربي في غزوه المدمر لدولة الكويت أو حروبه على الشعب العراقي في الشمال وتدمير أكثر من أربعة آلاف قرية كردية واستخدام الاسلحة الكيمياوية في حلبجة وحملة الانفال السيئة الصيت،كذلك تدمير المدن المقدسة في النجف وكربلاء آبان الانتفاضة الشعبانية الخالدة وتجفيف الاهوار وتدمير المدن الجنوبية.

 منذ قرصن على السلطة بأزاحة البكر الذي صيره نائبا له،كما فعلها عبد السلام عارف بالشهيد الوطني عبد الكريم قاسم من قبل، ان إفتضاح وحشية النظام الذي كان يجمله الاعراب لمآرب مادية بأغداقه ثروات العراق المهدوره على مداحيه ومطبليه في الاعلام العربي ،وما كشفته كوبونات النفط (قوائم جريدة المدى)أو قوائم د- ساهر الهاشمي للمداحين الموقعين بالدم لصدام ،بالطبع هؤلاء هم الساخطون على إسقاط هبل البعث وجلاد العراق وهم وراء الحملة المسعورة في الاعلام المضلل وفتاوى الكراهية والارهاب الذي طال العراقيين ،، كان شعبنا بكل مثقفيه وعامة الناس يردد(شارون ولا صدام) نتيجة القمع الدموي الذي مارسه هذا القاتل المحترف الموغل بدماء العلماء والمفكرين والمثقفين والمعارضين لبطشه وسطوته،وحتى أقرب القتلة البعثيين له ،فقد قتل فؤاد الركابي حردان وصالح مهدي عماش وناظم كزار وعدنان حسين وعشرات الوزراء وأعضاء القيادتين القطرية والقومية حينما اعترضوا على تنحية البكر مكرها....

 ولايعرف أحد قسوة النظام ووحشيته الا من دخل أحد معتقلاته وعاش معاناة التعذيب، وكيف يعامل فيه الوحوش غلاظ القلوب من زبانية صدام من الامن والمخابرات والاستخبارات والفدائيين ..فكم من الشهداء تضرجوا بدمائهم وهم في قعر السجون المظلمة الرهيبة،وسياط القتلة، كم من عالم ومفكر ومثقف وسياسي ورجل بسيط ،بأتفه الاسباب والتقارير الحزبية دخل الادباء والاديبات الى المعتقلات المرعبة، المفكر عزيز السيد جاسم في أقبية المخابرات، القاص والروائي حميد المختار في سجن ابو غريب،والكاتبة العراقية الرائعة ميادة العسكري في سجن البلديات، وعشت تجربة السجن مرتين في الناصرية والموصل،وأسمع وجع التعذيب من الابرياء فلا تفارقني ماحييت... وقد طال انتظار زوال الرعب والنظام الفاشستي الذي جثم بمؤازرة الغرب وماكنته الحربية ،كما جاء في مذكرات عشرات البعثيين حسن العلوي وطالب شبيب والفكيكي،،كان شعبنا يصبو الى الخلاص ويأمل بان الفجر يلوح بالافق لزوال ابشع دكتاتور في تاريخ الانسانية من هولاكوو نيرون و من يزيد والحجاج والسفاح الى هتلر وبن غوريون ، لكن المعادلات الدولية وتحريض السعودية ومصر أفشلت انتفاضة الشعب في 1991 لازاحته بعد ان سيطر الثوار على اربعة عشر مدينة.. وجاء زواله عن طريق قوات التحالف لاجندتها السياسية بعد احداث 11 سبتمبر،ومشروع الشرق الاوسط الجديد،وادماج اسرائيل فيه،والقضاء على المد الاسلامي وتطويق قدرات المسلمين النووية،وضمان تدفق النفط،، لكن تلك الاجندات كلها خدمة مصلحة شعبنا بزوال أعتى وأشرس دكتاتور حكم شعبه بالقهر.. كل العراقيين-بأستثناء القتلة البعثيين- هم مع حرية شعبنا في اسقاط الصنم هذا مالمسته هذا الاسبوع في بغداد مع العديد من النخب الثقافية والفكرية وشرائح من الاطباء او المواطنين ،لكن الجميع يؤكد نحن مع التحرير وضد التدمير أخطأت أمريكا فيه بجعل العراق ساحة لمكافحة تنظيم القاعدة أو بالمواجهات اليومية مع المسلحين ،كذلك يرفض شعبنا كل الدعوات الضالة المضلة التي انطلقت بعد سقوط الصنم فهي تروع الآمنين وتحدث بلبلة في الشارع العراقي ، كثير من أجندة الموساد والمخابرات الغربية تعمل بالضد لمصالحنا بالتحرير ،فقتل العلماء والكفاءات ومحاولة اشعال الفتنة الطائفية يعمل من اجلها كل من يريد ارباك العملية الديمقراطية،ويرفض الانتخابات واقرار الدستور وافشال المشروع السياسي الذي هو بأمس الحاجة الى الاستقرار،شعبنا يريد السلام والامن والتنمية والاعمار والاستثمار وتوفير الخدمات والقضاء على البطالة لكي يفرح بشكل حقيقي في عام التحرير القادم حينما يرى تحقيق الامن والانسحاب من المدن العراقية....

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com