هلال آل فخرالدين

hilal.fakhreddin@gmail

لقد تناولت تقارير الباحثين والمحللين المتخصصين بالشأن العراقي عموما تداعيات مسارالعملية السياسية وما يلفها من تقاطعات خطيرة وعلى مستوى الكتلتة الواحدة في اطار سياسة(المليشيات)وبعد خمسة سنوات من الصراعات المريرة ودومات التناحر والتقهقر المريع الذي يلف كافة المشهد العراقي مما لايمكن التنبيء وما ستنجلي عنه الغبرة وبالخصوص اشارت التقارير الفرنسية والبريطانية والامريكية انه اصبح من الواضح ان أحداث البصرة غيّرت حقائق سياسية وعسكرية في العراق وإن كانت مسألة نصب فخّ سياسية وعسكرية لتيارات الصدر أمر ليس بمستبعد لتحجيمة وتقليم اظافره ويعزوا بعض المحلليين الى ان التيار مرشحا لاكتساح الساحة في الانتخابات القادمة لتبنيه لامال الجياع وهمومهم لكن رغم شراسة الهجمة عليه الاانه فوت الفرصة ولم يخسر وبقى متماسكا واشد صلابتا واكثرانصارا. حيث تبقى حقيقة أن العراق وعموم شعبه هم الخاسر الأكبر فقد كشفت الاحداث المأساوية لدامية وما سوف تكون تداعياتها تصدعا خطير في الائتلاف ومحور ارتباكا وتناقض في المواقف مما ينذر بالتفتيت والاطاحة بالحكومة مع حذر شديد وهشاشة في المجال الامني ..بالاضافة الى الموقف العربي السلبي حيال الحكومة والمطالب لها بتسريع عملية المصالحة وعدم تعرضه للهجمات المسلحة التي تقوم بها التنظيمات العراقية كما هو واضح من بيان دمشق .وسط تراجع المشروع الامريكي في المنطقة من خلال فشل العملية السياسية في العراق التي كان مرشح لها ان تكون البادرة المشجعة والمستقطبة للاصلاح المنوى تعميمه على دول المنطقة ومن جهة اخرى ما تثيره الحصيلة اليومية للجثث الابرياء والارقام المرعبة لاعداد الضحايا وجثث للقتلى التي تجاوزت المليون واكثر من اربعة ملايين مهجر ومايقارب تسعة ملايين يعيشون تحت خط الفقر وبشكل ماساوي وارتفاع عدد الارمل ولايتام الى كثر من ستة ملايين الى ارتفاع مستويات التظخم وفقدان فرص العمل للكفاءات وانعدام الخدمات والامن واستشراء للفساد في كافة المرافق ومن اعلى الهرم الى اسفله ...والتي يصفها صناع القرار بانها نجاحات مهولة وانتصارات مذهلة ويرددها الاعلام محابات و..وهذا مما تسبب في انكفاء للتنظيمات الحزبية ومؤسسات المجتمع المدني العربية منه للانعكاس السلبي لكل تلك لمجريات الكارثية ما يحدث في العراق –وهو الرقم الصعب سواء في تعقيداته الاثنية والطائفية ام على مستوى الصراعات الاقليمية والدولية  -وكذلك ماتنتهجه الحكومة من سياسات التبعية والعصا الغليظة حيال المواطن وتداعياتها وفتقاد ها البرنامج السياسي المحدد ولافتقارللنضج السياسي وضمور الحس الوطني لتصرفات المسئولين.المتساوقت مع المصالح الفئوية الانية والايحاات السيادية وان تقاطعت مع المقدرات الوطنية التي لم تسفرالا عن فوضى ودمار شامل وبالخصوص في وقت تشتد الحاجة فيه للحكمة وقراة مابعد الحدث

واخيرا اجتمع المجلس السياسي للامن الوطني واصدر قرارا بتحريم المشاركة في العملية السياسية للتشكيلات مالم تحل مليشياتها قبل موعد الانتخابات ...فهذا القرار من الناحية الشرعية والقانونية والممارسة الديمقراطية صحيح 100%...وهذا ماكان يتلهف له لكل ابناء العراق الغيارى منذ امد طويل  .

فذا كان اتخاذ مثل هذا القرار ضروريا لهذه الدرجة لدفع العملية السياسية سلميا وبشكل سليم وبالمحافظة على شفافيتها وكونها خطوة مهمة وخطيرة تتساوق مع المفهوم الديمقراطي الصحيح فلماذا استفاق مجلس الامن الوطني الان من سباته العميق هذا بالذات مصرا على تنفيذه في المستقبل.؟.اليس هذه مهزلة تضاف الى مسلسل المهازل الاخرى .؟ ولكن يبقى هذا القرار هزيلا وفارغ المحتوى وحبرا على ورق وشكلي ومالم يرقى الى تعميم تطبيقة على كافةالميليشيا بشكل جذري وحقيقى وحاسم... فمثلا فهل سيشمل تطبيقه على مليشيات (البيشمركه) في الشمال ..... و المليشيات المقنعة .. و مليشيات الصحوات ..وكذلك المليشيات الامنية الخارجية العاملة في الوطن المفدى والتي تعيث الفسد وتبث الرعب وتنشرالارهاب ؟ حتى غدا النظام العراقى (مليشيات) برداء سياسي

لذلك نامل ان لايعدوا كون القرار بالونا يستهدف فئة دون اخرى وحالة من الدجل والنفاق السياسي المستشري على حساب الوطن والمواطن وكلمة حق يراد بها باطل .....ومن الكيل بمكياليين ..

وهنا سؤال خطير وهو ما نصيب صحة شرعية وقانونية وسلامة العملية السياسية السابقة وصناديق الاقتراع والانتخابات التي جرت تحت ضلال حراب المليشيات وافرزت هذه الجوقات وما شرعية قراراتها.؟ولماذا لاتكون الجدية في اصل العملية السياسية المتعثرت والمثيرة للجدل مما يؤشر على غياب فرصة لنجاح ما اخفقت فيه سابقا لغيلب الحس الوطني 

حيث كان كل امال الشعب العراقي المظلوم ومعه كل الشعوب المضطهدة  في ان يجددوا وبكل لهفة في كل عام احتفالهم الكبير بسقوط الدكتاتورية ونظام الرعب والتخلف والى الابد وتحقيق المباديء السامية للديمقراطية والتحرروالسيادة والاستقلال الوطني وشعبه يرفل بالحياة الكريمة

واخذ العراق لدوره الطبيعي وسابق عصره في ريادة حمل مشعل الرسالة والحضارة ورفع لواء العلم والتقدموقيم السلام والمحبة للعالم .واخيرا شخص الرئيس الطالباني:الوطنية بخلع الاغطية والعمائم .!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com