|
حملة أغصان الزيتون : من المضحك المبكي أن يفاجئك مشهد على الشاشة لعساكر من ذوي البدلات المرقطة وهم ينحنون لرجل بعمامة بيضاء أمام إحدى الحسينيات المبثوثة على طول وسط وجنوب العراق وبيد كل منهم عودا قصيرا من أغصان الزيتون وقد طرح سلاحه أرضا دلالة على الاستسلام , يمرر الشيخ الشاب المصحف فوق رؤوسهم ويتمتم بعبارات ونصائح بالعودة الى الرشد وبلغة ركيكة يتلو آيات أو أحاديث أو أقوال مأثورة تعزز ما يريد إيصاله الى التائبين من الجنود مع التهليل والتكبير من قبل بعض الملثمين المحيطين بالرجل المعمم , ويدخل الحشد الى الحسينية مستكملا الفرحة بالنصر المؤزر على العدو !!
صولة الفرسان : من ضمن البركات التي هلت علينا و القدم السعد لأحبابنا الأمريكان تأثر قياداتنا الحكيمة الرصينة بهم في وضع مسميات للصراعات الحزبية والشخصية وتستخدم أحيان كثيرة أسماء الحيوانات الكاسرة المخادعة والزواحف الخبيثة القاتلة كأسماء للمعارك التي تخاض مثل الذئب والعقرب والثعلب . لاأدري لماذا أطلق على هذه الحملة هذه المرة اسم صولة الفرسان , فمن هم الفرسان الذين صالوا ؟ وضد من صولتهم وجولتهم ؟ ولماذا هذا الاسم الذي يشي بالأسلوب الصدامي في استعراض القوة من خلال اختيار أسماء رنانة وعناوين وشعارات جوفاء ليس لها أرضية كأم المعارك التي تحولت الى أم المصائب والهزائم ؟ أهي حقا ضد الرؤوس التي تعبث بأمن المواطنين تروعهم وتعتدي على حرياتهم وتسرق قوتهم ؟ أم هي حرب المصالح والصراعات الحزبية والشخصية للاستحواذ والهيمنة والسيطرة وفرض النفوذ. حسب تصريحات السادة المسؤولين ومنهم الناطق الرسمي باسم السيد رئيس الوزراء منذ بدء الحملة وقبل أن يوجه المالكي اتهاماته الصريحة لجيش المهدي إذ صرح الدباغ بأن الحملة لم تكن موجهة ضد التيار الصدري وإنما ضد الخارجين على القانون وتعريف الخارج على القانون فضفاض وواسع يدخل تحته الكثيرون من المرتشين والقتلة والمفسدين والمتاجرين بالممنوعات والسراق وهذا لايقتصر على مدينة البصرة بل هو عام وشامل من زاخو ولحد الكويت فلماذا يختار السد نوري المالكي البصرة ويذهب اليها !!!!. ولماذا لم يبادر ومنذ فترة طويلة بإنقاذ مدنا عراقية أخرى كديالى والموصل فيشرف بشكل مباشر على تطهيرها إذا كان الأمر كذلك وكان دولة الرئيس لاينام على الضيم !!
الشارع العراقي :بين تصريحات قادة التيار الصدري وزعيمهم رجل الدين الشاب كما يحلو لبعض وسائل الأعلام أن تسميه الذي يدعو للاعتصام أو للتظاهر وبكلمة منه يوقف القتال ويخفي مظاهر التسلح وهو داعية الحب والسلام والدليل أغصان الزيتون التي تم قصها بأمر منه ( والتي ستترك تأثيرها على إنتاج الزيتون بلا شك) وبين صولات الفرسان وجولاتهم يتأرجح الشارع العراقي فرؤساء العشائر مرة مع هؤلاء وأخرى مع أولئك ,ولم يستطع الشارع أن يصل الى السبب الحقيقي لحمّية السيد المالكي التي نزلت عليه فجأة فتوجه الى البصرة ليقود العمليات باعتباره القائد العام للقوات المسلحة فيتذكر بأن في البصرة نساء تقتل وعلماء يغتالون, وعلى حين غرة علم بأمر تهريب النفط فقدم الى البصرة بفرسانه الشجعان وبيده العصا , ليوقف الحيتان من امتصاص النفط ويأمر ببدء عملية الأعمار وأول مافعله دولته أمر بأن يعمل الشباب الذين ساندوه في حملته, ففتح لهم أبواب الجيش والشرطة( المهنة الوحيدة المتبقية في عراق مابعد التغيير )وسيصبح في عهده بإذن الله البلد الأول من حيث جيشه وشرطته ورجال أمنه ومخابراته . تستمر المهاترات والقتل والتدمير ويسقط الأبرياء ويمتد الحريق ليشمل مدنا عراقية وأحياء فقيرة ليضاف الى الرقم الخيالي الذي وصل إليه عدد القتلى في العراق منذ خمس سنوات والبالغ مليون من ضحايا العنف والإرهاب والقصف العشوائي للأمريكان , وتشكل لجان ويتجلى بوضوح انتهازية البعض من جماعة (ياحكة شدي العركة )في أن يمتدح بالقسطاس الزعيمين المالكي والصدر ويشيد بوطنيتهما !! ويتكشف للشارع المخدوع شفافية الحكومة والتيار الصدري على حد سواء . وتتخفى في الظل أطرا ف جوهرية في الصراع ولها مليشيات تضاهي جيش المهدي في إثارة الرعب والفزع بين العراقيين متسترة بواجهات مدنية . وفي نهاية المطاف تلجأ الأطراف المتناحرة الى الاستخارة في هل أن مليشيا المهدي حرام أم حلال والى حين يستخير المؤمنون!! (بتسكين الخاء وكسر الياء ) دماء نراق وبيوت تدك على ساكنيها وسيل للاجئين لاينقطع. في النهاية عزيزي القارئ ستعيد الأحداث نفسها وستكون النهاية سعيدة بين صولة الفرسان وأغصان الزيتون فالصدر حسب مايقال مختف وسيرسل من منتجعه في قم المندوبين ليفض النزاع وستعود المياه الى مجاريها أما الشهداء الذين لم ينتموا الى أية مليشيا ولم يهتموا يوما بزيد أو عبيد ألقاهم حتفهم محض صدفة في طريق المتصارعين فلهم الرحمة ولذويهم الصبر والسلوان.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |