محسن ظافرغريب

algharib@kabelfoon.nl

 المؤرخ Frits Stern البالغ من العمر 82 عاما، ولد سنة 1926م من أسرة موسوية يهودية ألمانية الأصل، في مدينة"فروكلاف" عندما كانت تسمى "بريسلاو"، اعتنقت المسيحية Converts to christianity ، يصف نفسه ليبرالي صهيوني علماني أميركي، انتقد(العداء المرضي للشيوعية) في الولايات المتحدة الأميركية، وبهذا المعنى جاء كتاب "دفاعا عن الرأسمالية العالمية" ل "يوهان نوربيرغ" ترجمة "نور قباعة" صدر عن الأهلية للنشر والتوزيع بيروت 2007م، يصف فيه الرأسمالية على أنها نظام أزلي حتى نهاية وذروة التاريخ، تلك الحرية الليبرالية للفرد، ليتنبأ عالم الإجتماع الأميركي Walter Goldfrank سنة 1987م: بعد 80-140 سنة هولوكوست نووي يحقق الإشتراكية، رغم رفض Stern التام للإتحاد السوفيتي، وكثيرا ما وجه انتقادات للإدارات الأميركية المتعاقبة. Stern أحد أكبر المؤرخين المعاصرين والمطلعين على التاريخ الأوروبي، خصوصا تاريخ ألمانيا منذ نشأة أول جمهورية ألمانية وحتى "جمهورية برلين"الحالية، والتاريخ سجل دون نهاية History is an argument without end(المؤرخ بيتر جيل): . سنة 1937م - و Stern في سن 12 من عمره - هاجرت به أسرته هربا من النازية إلى الولايات المتحدة ولسان الحال قال:".. وحيثما ذكر إسم الله في وطن/ عددت أرجاءه من لب أوطاني"، دون أن يلجأ للتنكر للأصل، ولا نحتاج لمثل كتاب البحاثة الشيعي الشهير"عادل رؤوف"(عراق بلا قيادة- قراءة في أزمة القيادة الإسلامية الشيعية في العراق الحديث/ص 624)، وثيقة تظهر السيد عمار عبدالعزيز محسن مهدي حسن الطباطبائي/ الحكيم، يحمل جنسية الجارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، المرقمة 3-371-936598. كان Stern وقد درس التاريخ في جامعة كولومبيا العريقة التي تخرج منها العديد من المؤرخين الكبار، اشتهر بباكورته الذي يروي(قصة عصر بيسمارك)، كتابه "الذهب والحديد". لم يعلق Stern على مرحلة حكم المستشار الألماني " غيرهارد شرودر" و لا على(تجربة"الإئتلاف" الكبير)، لكنه يرى، شأنه شأن Pierre Goubert، تتعاطى التاريخ: بيئة حاضنة للحرية، وشأن الفيلسوف"إسحاق برلين"، أن "الحرية لا تعني فقط غياب التعذيب"، لكن لخلق الشروط الإجتماعية التي يمكن فيها تحقق الحرية. كان يرى أن(حرب كوريا) سنة 1953م كانت ضرورة، ببد أنه ينتقد(حرب فيتنام)!، كما أنه صرح بأن سياسة"بوش" تفزعه أسوة بالمغني الأميركي المعارض للحرب"بيلي جويل" الذي يستوحي رسائل الجنود الأميركيين عند جسر الملك فيصل الأول في الفلوجة في أغنيته "أعياد الميلاد في الفلوجة"، وفي الفيلمين الأميركيين حول إحتلال العراق (في وادي إيلاه IN THE VALLEY OF ELAH وروقب Redacted)، وتعرض Stern خاصة للهجمة الشرسة التي تعرض لها الرئيس الأميركي السابق"بيل كلينتون" بعد فضيحة"مونيكا لوينسكي"، كلنتن وزير خارجيته السيدة الموسوية المحاضرة في جامعة"جورج تاون" مادلين أوليبرايت في كتاب خطابها المترجم للعربية، الموجه للرئيس الأميركي المقبل، تدعو لإتصالات سرية مع إيران وترفض ضربها عسكريا، وتقول؛" بوش شكك العالم بديمقراطيته وبدد أسهم أميركا حتى الإقتصادية المتوفرة من ولايتي كلنتن. عدونا ليس الإسلام ولا فروعه، والإرهاب ليس صنو الإسلام، وأن عدونا ذاته عدو الإسلام أيضا"، ورأى Stern أن هذا الهجوم قادم من اتجاه محدد داخل الولايات المتحدة، هو الإتجاه الذي ساهم في وصول "بوش الإبن" إلى سدة حكم البيت الأبيض. ويقول أنه مذاك منكب على دراسة السياسة الأميركية، لأنه وجد أن الأوضاع في الولايات المتحدة في ظل إدارة "بوش" أصبحت أكثر خطورة منها في ألمانيا، ويقول بهذا الإتجاه:"يستعمل الرئيس(بوش الإبن) مصطلح الحرية شعارا. إنه يعد العالم بالحرية في الوقت الذي يجهز عليها في وطنه. إنها لعبة أورويلية في العراق(الذي يسعى لحياة دستورية ولبرلمان من غرفتين، أسوة بألمانيا التي عانت الدكتاتورية والحرب وكان إختيار دستورها كما في العراق، في ظل الإحتلال(إتفاقيات واشنطن 8 نيسان 1949م)، وبرلمان ألمانيا الإتحادية، مجلسان؛ ممثلو الشعب/بوندستاغ وممثلو الأقاليم المنتخبين/لاندر- بوندسراغ) وأعتقد بأنه لا يدرك هذا التناقض الكبير. يستعمل "بوش" سبل غير إنسانية للحد من الحرية في العراق وأفغانستان، مثل التعذيب"!. في أميركا آنذاك، خلافا للسيد الجلبي: الرجل الذي دفع أميركا الى الحرب(THE MAN WHO PUSHED AMERICA TO WAR (by:ARAM RUSTON بشهادة السفير الأميركي"بول بريمر" في كتابه الشهير عن عامه في العراق. ورأى Stern:" إني أظن أن أعمال التعذيب تتم التغطية عليها من أعلى حتى وإن الحكومة كذبت ذلك "!. كتابه الأخير"خمس جمهوريات ألمانية وحياة واحدة": يقول عبر رسائل شخصية، إنه سيرة ذاتية للجمع بين الذاكرة والتاريخ ولكل مؤرخ(يجب أن يكون كاتبا أيضا). يبدأ Stwrn بقصة شخصية، تحمل عنوان "العودة 1979" يروي فيها عودته وأسرته إلى مسقط رأسه(فروكلاف) قبل أن ينتقل ملاحظا بالحديث عن جرائم النازية وعن قرن من زمن التاريخ الألماني مؤكدا إعجابه بمستشارين ألمانيين مثل"هلموت شميدث"، والمستشار الألماني الذي سبقه"ويلي براندت"الذي توجه الى المنفى الإسكندنافي ليحصل على الجنسية النرويجية، عندما كان رمز المقاومة الألمانية سجين الغستابو اللاهوتي البروتستانتي الألماني"مارتن نيمولر"، وقد فشل في 20 تموز 1944م الشهيد الكونت "كلاوس شينك فونستوفنبرغ"، في قتل "هتلر" بقنبلة حقيبة يد وضعها ليغادر غرفة الإجتماع معتذرا بإجراء مكالمة هاتفية، ليلتحق برفاق السلاح، لتنفيذ الإنقلاب من العاصمة برلين!.
يرى Stwrn في كتابه أن الولايات المتحدة كانت أيضا تعيش نوعا من معاداة السامية، لكن لا يمكن مقارنة ذلك بما كان يسود الرايخ الثالث!.
وأحد الأمثلة على ذلك، كتاب"أنظار اليهود تلاحقكم"(بالألمانية Juden Sehen dichan) للدكتور Johan von Leers، في 95 صفحة، طبع في برلين 1930م، طرح في مزاد علني أواخر آذار الماضي في لندن، ويحتوي أسماء ناشطين في: الصيرفة، الصحافة، الأكاديمية كالعلامة لبرت آينشتاين، وفي الفن كاليهودي المزيف، صاحب فيلم"الدكتاتور العظيم"(1940م)"تشارلي شابلن" الذي لم ينف صراحة أصله اليهودي!.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com