لمست الطفلة العمياء يده لتتحرى بأصابعها ملامح وجه الرجل الذي جلس بجانبها وسألت والدها إذ ما كان هذا الشخص سميناً أم نحيلاً أو أنه طويل أم قصير. حاولت الطفلة أن تحصل على معلومات بخصوص هذا الشخص الذي لا تستطيع أن تراه والذي يريد أن يضع نهاية لعالمها المظلم. وأشار الملازم "مايكل كيندرك" بأن هدفه بأن تحول هذه الطفلة صورة والدها الذهنية إلى حقيقة تشاهدها. أبدى والد الطفلة السيد "طه" بأن "نور" التي تسكن مدينة البوعيثة تبلغ من العمر خمس سنين حيث ولدت فقيدة البصر بسبب سوء نمو قرنية عينيها.تجري هذه العاهة الوراثية بين أفراد العائلة حيث يعاني عمها السيد "مصطفى" من نفس المشكلة والتي يمكن تصحيحها جراحياً بالرغم من أنها وراثية. يعمل الملازم "كيندرك" مع الأطباء لمساعدة "نور" وعائلتها. قال السيد "طه" " سأحاول مساعدتها لكي ترى إخوتها وبقية أفراد العائلة ولكي تتمكن من ربط الأصوات مع وجه كل فرد منهم فإن ذلك سيصبح نعمة كبرى". تعتزم "مؤسسة أبحاث أمراض العين" في الولايات المتحدة ترتيب عملية لهذه الطفلة. أخذ الجنود " نور" وعمها مصطفى إلى مستشفى قوات التحالف في بغداد لكي تبدأ الفحوص الطبية لكليهما مما اتضح بأن "نور" لديه الفرصة الأفضل من عمها في استرداد بصرها. وتابع الملازم حديثه " نحن على استعداد تام ولكننا في انتظار أوامر الجراح في مدينة "لوس أنجليس". وقال بأنه الآن يحاول أن يجد طبيباً عراقياً لمصاحبة "نور" في رحلتها إلى ولاية "كاليفورنيا" لأن هذا الطبيب عليه متابعة علاجها بعد عودتها إلى العراق. ستصبح نعمة البصر هديةً مناسبةً لطفلة وصفها والدها بأنها كريمة. وقال والدها " تختلف نور عن غيرها من الأطفال لأنها تشاركهم في كل شيء تحصل عليه". إن هذه السمة الشخصية فتحت قلوب الجنود الأمريكيين لها. وختم الملازم " كيندرك" قوله " إننا نهتم بالناس هنا ونتعاطف معهم لنكسب قلوبهم وعقولهم مما يؤدي لسهولة عملنا". وأشار والد الطفلة بأنها متعلقة بالملازم "كيندرك" حيث قال " تحب نور الجلوس بالقرب منه وتسألني كثيراً عنه وتحب سماع قصص عنه لأنها تفعل هكذا معه فقط". وأشار الملازم بأنه أب لطفلين صغيرين ويعلم أهمية الحياة العائلية. وقال السيد "طه" بالرغم من أن نور لا ترى ما يفعله الجنود من أجلها ولكنها تشعر بطيبتهم تجاهها. وختم بقوله " يبدأ الحب في العقل لا في العيون".