مقبرة الدكتاتوريات

 

عبد الكريم عبد الله/ كاتب وصحفي عراقي

abdollah1950@gmail.com

في الصراع  المصيري الدائر بين جبهتي الشعوب الايرانية وطلائعها المنظمة  تحت قيادة منظمة مجاهدي خلق الايرنية من جهة، والنظام  الفاشي الرجعي المتخلف من جهة اخرى، برزت عدة مؤشرات التقطها زعيم منظمة مجاهدي خلق  في رسالته لاخيرة الى الشعوب الايرانية بمناسبة العام الايراني الجديد، وقد لخصها في  ثلاث متحركات استراتيجية فاعلة، تعد الان داينموهات التغيير العام القادم في الساحة الايرانية – الاول – نضوج الظروف الموضوعية والمادية للتغيير الديمقراطي اجتماعيا، والتي تمثلت  بالغليان الشعبي وموجة الاحتجاجات العارمة على سياسات النظام التي شملت كل شرائح الشعوب الايرانية.

ثانيا– يؤشر رجوي ثانيا، الانكماش على الذات الذي لجأ اليه النظام الايراني بعد ان لم يعد قادرا على احتمال واستيعاب  خط آخر الى جانبه  ولو مظهريا كما كان الامر ايام خاتمي، يحمل لافتة (الاصلاح) او ما يقرب منها تسمية، ولهذا استبعد مئات المرشحين الذين يمكن الاشتباه، مجرد الاشتباه، بانهم يمثلون فكرة  قد تعترض او تحاول تعديل المسار العام ولو قيد شعرة ومظهريا فحسب، وهذه الحالة يعدها رجوي بحق، مظهرا من مظاهر الاتجاه نحو منحدر الانهيار والسقوط النهائي المتسارع.

وثالثا – الهستيريا التي تملكت النظام الايراني  في تعامله مع  المعارضة الايرانية، فهو يرى فيها العدو اللدود الذي يهدد في كل لحظة وجوده، باعتبارها البديل الديمقراطي المرشح داخليا وخارجيا، محليا ودوليا، لاحداث التغيير المنشود في ايران، واقامة الكيان الحضاري الايراني القائم على الديمقراطية واحترام الحريات العامة والفردية وحقوق الانسان التي تتناقض كليا مع اهداف وسلوكيات نظرية ولاية الفقيه المطلقة.

وقد تجلت تلك الحقائق ومؤشراتها التي ذكرها الزعيم الايراني رجوي، في المقاطعة الواسعة التي شهدتها (كوميديا الانتخابات الايرانية) المسرحية المعدة سلفا لانفراد ما يسمى بخط الامام بالحكم ونزع الاقنعة التي كان يرتديها او يتمظهر بها، كما فعل بقناع (الاصلاحيين) وخاتمي، الذي احترقت ورقته محليا وعالميا بعد ان تم كشف زيف ادعاءاته، على اعتباره الوجه آخر للتومان الايراني، الذي نعرف ويعرف العالم ان معدنه الان هو القسر والقمع والتطرف والغاء الآخر  على وفق مفاهيم نظرية ولاية الفقيه المطلقة، والملاحظ في هذه الرسالة  التي وجهها الزعيم الايراني بمناسبة  العام الايراني  الجديد، انها قامت اصلا على  معطيات المتحركات الواقعية على الساحة الايرانية خلال العام المنصرم، ولم تكن مجرد امنيات او شعرات يرفعها زعيم المقاومة الايرانية لهدهدة حلم الشعوب الايرانية بالتحرر والانعتاق، ولذلك فهو يحدد بدقة اتجاه مركبة النظام  الايراني فاقدة  الكوابح نحو مصيرها المحتوم .. مقبرة الدكتاتوريات. 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com