حين يتكلم الحق يخرس الباطل

 

عبد الكريم عبد الله/ كاتب وصحفي عراقي

abdollah1950@gmail.com

الرسالة الاخيرة لزعيم منظمة مجاهدي خلق الايرانية، العمود الفقري الصلب  للمعارضة الايرانية، كشفت وبتشخيص دقيق وتحليل استراتيجي وتفصيلي تقريبا، اوضاع النظام الايراني الراهنة  داخليا، وتطور تلك الاوضاع باتجاه نقطة  التغيير النوعي اثر التراكمات الكمية  لمعاناة الشعب الايراني، ونقطة  التغيير النوعي تلك، هي الحسم النهائي لوجود نظام الملالي ونظرية ولاية الفقيه الحاكمة،  ومشروع ما يسمى بـ(ام القرى) بامتداداته في المنطقة العربية بخاصة والعالم بشكل اعم، وما يهمنا في هذه الرسالة نحن العراقيين، هو تاكيد الزعيم رجوي على موضوعة العراق باعتبارها نقطة الانتكاس او الامتداد بعمر النظام الايراني على وفق نتائج تغلغله في الجسد العراقي سلبا وايجابا، وهي حقيقة لايمكن ان تجادل على ضوء الحقائق التي افرزتها متحركات الساحة العراقية، فالنظام الايراني، يحاول طرد اميركا من العراق، ليس لانه يخشى ان تمتد يدها فتعصر قلبه وتقلبه من على كراسي الحكم، كما فعلت مع سواه من قبل، لان الامر في هذه القضية له تداعياته المختلفة، وانما ايضا وبالدرجة الاولى لانه يريد ان يحل محلها، فقد كتبت كما يذكر الزعيم رجوي  صحيفة كيهان المحسوبة على خامنئي في عددها الصادر يوم 7 اذار من العام الماضي تقول (ان هناك الآلاف من المتخصصين الايرانيين يساهمون في اعادة اعمار العراق!! مما سيولد سوقا  بكرا لايران  يدر لها ما لايقل عن 100مليار دولار  لفترة عشر سنوات، فماذا تبقى للاميركان في العراق؟؟ هل يستطيعون في المستقبل استعادة ما انفقوه فيه ولو بنسبة  5% خلال مدة عشرين او ثلاثين سنة؟؟) وكيهان في ما تقوله محقة، ولكن المتخصصين الذين تتحدث عنهم لم ياتوا لاعمار العراق، وانما هم اللصوص الذين ارسلهم النظام لسرقة ثروات العراق وهدم بناه التحتية  وتخريب اقتصاده  باللصوصية والسرقة  والتهريب وتوسيع حلقات مافيات الفساد المالي والاداري والسياسي والاخلاقي، والتفنن في تدريبها، وخبراء الاجرام  المتخصصين في التفخيخ  والتفجير والخطف والاغتيالات  وبناء الميليشيات والخلايا والزمر المسلحة، التي تبقى التهديد  للاول لقيام كيان عراقي  يتعهد مشروعه الوطني  في الاستقلال والحرية والسيادة الكاملة والاعمار الحقيقي والديمقراطية واحترام حقوق الانسان ،  وهذا هو سر سعي النظام  الايراني لجعل الساحة العراقية  ساحة مواجهة مع المعارضة الايرانية  المتمثلة  بعناصر منظمة مجاهدي خلق  المتواجدين في مدينة اشرف والذين يتمتعون بحماية دولية  بحكم مركزهم القانوني على وفق معاهدة جنيف الرابعة وتعديلاتها في لاهاي ،  والذين يمثل مجرد وجودهم  تهديدا ونسفا لكل مشاريع النظام الايراني  في المزيد من التوغل في الجسد العراقي ، لذلك نجد شرفاء العراق يلتفون حول  هذه المدينة كرمز .. لجدار الصد العالي  للاجتياح الايراني ، وما كان صوت الزعيم الايراني رجوي  وهو يرتفع  مؤشرا هذه الحقائق الا صوت الحق  الذي لايملك الباطل  امامه الا ان يخرس.  

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com