|
لانه كان كاتبا حرا . ولانه كان صادقا. اخترقت رصاصات الغدر صدره الكاتب المهندس الشاب الشهيد نبيل الكرخي. معرفتي بالشهيد قديمة وصداقتي به كبيرة اخر مرة التقيته فيها صدفة في دائرة البطاقة الشخصية في الباب الشرقي تبادلنا اطراف الحديث. وعرفت منه انه ما يزال يعمل في دائرته كمهندس التي عمل بها منذ سنين عدة. كان اتفاقنا ان نتواصل لكن يد الغدر لم تتح له ان يكمل مشواره فاردته صريعا والشهيد طيب الذكر كان احد الكتاب الذين عرفتهم مواقع الانترنيت والصحافة العراقية اهتم منذ بداياته بالبحث في اصول الديانة الاسلامية ومقارنتها بالابحاث المسيحية وكان يبحث دائما على اخر البحوث والمقالات وقد ذكر الكثير منها في موقعه الخاص لم يكن ليجادل بدون علم او دراية . بل كان ممن يمتلك ناصية البحث وكانت له مساجلات فكرية مع الباحث النجار في رد الافكار الالحادية اهتم كثيرا في الدفاع عن الاسلام والحوزة العلمية. ودخل في نقاشات حادة ومهمة جدا مع السيد حسن شبر في كتابة الرد الكريم على السيد الحكيم فقد كان كاتب الشهيد الغالي نبيل يعكس درجة علمه الواعي وادراكه لتاريخ العراق المعاصر حتى وانت تتصفح كتابه لتجد فيه الروح السمحة والتفاني والاخلاق الرفيعة في رده على شبهات السيد حسن شبر. كما انه لم ينس في كتاباته ان يهتم بالعدو الاول للاسلام القومية وخصص لها كتاباته فهو يقول (لم يكن نظام الطاغية المقبور يسمح بحرية التعبير عن المشاعر والفكر الإنساني تجاه مختلف القضايا الحيوية، ومن ابرز محرماته الخوض في المسألة القومية وحقيقة الشعور القومي للعرب وجدوى القومية العربية، وذلك لأن الفكر الانهزامي لنظام الطاغية المقبور لم يكن يصمد أمام حقائـق التاريـخ أولاً ولم يكن يصمد أمام الفكر الإسلامي ثانياً . وعبثا حاول النظام المقبور إقناع الجماهير بعدم التعارض بين القومية العربية وبين الإسلام، وعبثاً حاول زرع فكرة (العروبة البديلة عن الإسلام) في الضمير العراقي الإسلامي، لأننا نجزم وبوضوح شديد بان الضمير العراقي الإسلامي لم يكن يستشعر مفهوم (العروبة) ولم يكن يرضى ان تكون (العروبة) بديلا عن الإسلام ولا في منزلة أعلى منه أو مساوية له، فالارتباط الديني والأخلاقي بين الإنسان العراقي وبين الإسلام كان حاجزا حقيقيا منع من اكتساب (العروبة) شرعية مزيفة . نعم نحن عرب ونعتز بعشائرنا في جنوب العراق وغربه وفراته الأوسط وشماله ولكن انتمائنا واعتزازنا بأصولنا العربية لا يعني أن يدفعنا لجعل تلك الأصول العربية (العروبة) بديلا عن الإسلام أو جعل (العروبة) في موقف الند من الإسلام، لان للإسلام الفضل الأول في إعطاء عروبتنا مكانتها اللائقة ولولا الإسلام لما كانت للعروبة قيمة تذكر .) ويقول في مقال اخر له عن الفكر القومي (آلمني كثيراً مقال بعنوان (الإسلام والقومية العربية) بقلم الأخ حميد عوّاد العتابي في صحيفة الدعوة الناطقة بأسم حزب الدعوة الإسلامية – تنظيم العراق، العدد المرقم 72 بتاريخ 21 نيسان 2004م، إذ إنَ كاتب ذلك المقال فيما يبدو لا يدرك حقيقة الخطر القومي وحقيقة إستخدام المفهوم القومي من أجل محاربة النهضة الإسلامية، والخطر القومي يشمل خطر جميع القوميات وليس القومية العربية فحسب، إذ إنَّ تفضيل الأكراد للإنتماء القومي على الإنتماء الإسلامي هو مشكلة وخطر يجب تداركه من قبل المسلمين، وكذلك الحال لبقية القوميات التركية والفارسية والهندية والصينية وغيرها، فليس المقصود هو إضعاف الكيان العربي أو محاربة اللغة العربية، بل المقصود هو العودة للإنتماء الصحيح الذي أعطى للعرب قيمتهم الحضارية وهو الإنتماء إلى الإسلام، ولا يمكن أن ينكر فضل الإسلام في إعطاء العرب دورهم الريادي بين الأمم بأسمه وأسم الدعوة إليه. نحن لا نجهل إنَّ الموروث العربي التاريخي والحضاري والتراثي لم يحتوِ على مفردة (القومية العربية) بل إنَّ هذا المصطلح تم إيجاده في القرن التاسع عشر الميلادي على يد بطرس البستاني وغيره من دعاة القومية العربية، وبدعم خفي من أعداء الدولة العثمانية المسلمة بهدف تفتيتها من خلال إيجاد ثورات وفتن داخلية تنهكها، ثم كانت خيانة الشريف الحسين بن علي للدولة العثمانية وللإسلام بأن تحالف مع الإنكليز وأدخلهم بلاد العرب تحت وهم قومي ووهم أكبر هو تأسيس دولة عربية مستندة لركيزة قومية، ولأن الخيانة لا تنتج سوى الفشل فقد فشل مخططه المشبوه، وبقيت الدعوة القومية سلاح بيد أعداء الإسلام يغذوه ويستعملوه أنّى شاؤوا لمحاربة النهضة الإسلامية وحركات التحرر الدينية) وكان له رائ خاص به بزعيم الثورة العراقية المغفور عبد الكريم قاسم حينها رد الاستاذ حامد الحمداني في مقالة نشرها على صفحات الانترنيت كانت بداياتها كالاتي (تناول السيد نبيل الكرخي في مقال منشور في العديد من المواقع على الانترنيت المحاولة الانقلابية الفاشلة للعقيد الشواف في الموصل ضد القيادة الوطنية لثورة الرابع عشر من تموز،وما رافقها من أحداث،في محاولة لتزوير التاريخ، وتسفيه ثورة 14 تموز المجيدة والطعن بقائدها الشهيد عبد الكريم قاسم، وتشويه الحقائق حول تلك الأحداث، التي عايشتها بكل دقائقها،لا ابتغي في عرضي هذا سوى الحقيقة التي أرجو أن يطلع عليها الجميع) كما تناول الشهيد طيب الذكر الانساب وعلاقاتها بالعشائر العراقية في عدة مقالات . فلماذا تمت تصفية الشهيد المفكر المهندس نبيل الكرخي وهو في كل ما كتب كان مدافعا عن الاسلام واهله . لماذا تمت تصفية الكاتب نبيل الكرخي في ظل اجواء كما يدعون الخلاص والتحرر فلبئس ما صنعوا ولبئس ما كانوا يفعلون فنم خالدا ايها الصديق الغالي.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |