|
رحم الله السيد النوري، وليرحم الله كل من يسقط على أرض العراق، سواء برصاصة غدر موجهة أم طائشة، ولأغصان الزيتون والمصاحف من نوع كاتيوشا حديث آخر، فهي الآن توزع بالمجان على المناطق السكنية، ربما حاول أفراد جيش البعثي تطبيق توجيه السيد القائد بتوزيعها على أفراد الشرطة والجيش لتشمل المواطنين الأبرياء، وفي هذه اللحظة التي أكتب فيها أسمع عشرات الإنفجارات جراء سقوط الأغصان والمصاحف. إغتيل بعد ظهر اليوم السيد رياض النوري أحد قياديي التيار ومن المقربين لمقتدى الصدر، لاأريد هنا أن أكون محللاً سياسياً وأدخل في حيثيات الموضوع ومن وراء هذا الحادث الجبان الذي لايقل شأناً عن الجرائم الخسيسة التي ترتكبها العصابات الخارجة على القانون والعصابات البعثية المقنعة التي تتخذ من الرموز الدينية ستاراً لها، ماأثار حفيظتي هي ردود الفعل من قبل قيادات التيار الصدري وبالأخص قائد هذا التيار، الذي طالب الحكومة بإجراء تحقيق عادل والقبض على الجناة وتقديمهم إلى القضاء، أي عدل تتحدث عنه سماحة السيد؟، أي قضاء الذي تريده أن يقتص من الجناة؟، القضاء الذي إستهدف من قبل عصاباتكم المنتشرة في أغلب شوارع العراق، ثم لماذا لم يقوم سماحتكم بالمطالبة بمحاسبة الشواذ الذين عاثوا بالارض الفساد، قتلوا رجال الأمن الذين تطلبون وقفتهم معكم بمحنكم وتنسون محن العراقيين، أنا لاأستهين بروح الشهيد النوري، ولكن هل هو هذا العدل برأيكم؟، تقتلون الآلاف ولم تهتز مشاعركم تجاههم وتجاه عوائلهم وتطالبون القصاص لمن يقتل شخصاً واحداً، عجبي على رجال تتكلم بالدين ولم تفقه عنه شيئاً، ولم تطبقه أو تعمل به إلا كما تشاء وترى. أتمنى عليكم العودة إلى الطريق الصواب ومعاملة الكل كما شرع لنا الدين الحنيف وأخلاقه الحميدة وترك الكيل بالمكيالين وإنصرفوا لأعمال تترحم عليكم بها الناس وليس على العكس تقوم بشتمكم وشتم آباءكم، وإحفظوا حقوق الناس التي أمر بها رب العباد، وحرّموا دماء إخوتكم في الدين وفي الله.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |