معادلة الوجود والعدم في نظرية ولاية الفقيه

 

عبد الكريم عبد الله/ كاتب وصحفي عراقي

abdollah1950@gmail.com

تقوم نظرية ولاية الفقيه على دكتاتورية الفقيه المطلقة، وهي سمة النظام الايراني الحقيقية، الذي يعتنق هذه النظرية سلوكا عمليا وفكريا، ولن تخدع احدا المظاهر الزائفة لديمقراطية صورية يمارسها النظام ذرا للرماد في العيون، وهي حتى في مظهرها الزائف هذا يعدها (الفقيه الولي) منة منه ليس الا، على الشعب الذي يشبه مجاميع من القاصرين، ولي امرهم الحاكم بامره، ظل الله في الارض، او الاله الارضي، الفقيه، والا فاين مباديء نظرية ولاية الفقيه التي تمنحه السلطة على دقائق الكون وليس على حياة الناس وحسب، وعلى ان يصادر حرياتهم العامة والخاصة بكلمة منه، فله ان يطلق الزوجة من زوجها متى شاء ودون ابداء الاسباب او استحصال موافقة الطرفين تحت ذريعة مصلحة الامة بل وحتى الغاء العبادات تحت الذريعة ذاتها!! اين هذا من الديمقراطية؟؟ التي يعد اول ركائزها احترام حقوق الانسان وحرياته الشخصية، لكن وجود وممارسة ولاية الفقيه يعتمد على هذه الحقيقة، وانعدامها، اي ان ممارسة الديمقراطية الحقيقية، يعني النقيض التام لاسس ولاية الفقيه، وبالتالي (عدمها) وهذا المنطق في الحقيقة هو جوهر رسالة الزعيم الايراني رجوي الاخيرة الى الشعوب الايرانية والعراقيين والعالم بمناسبة العام الايراني الجديد، وهو يستعرض واقع النظام والحال الايراني عامة ومسار الاحداث فيه، وبالتالي واقع الانتخابات والمسرحية المتعلقة بها التي لعبها النظام الايراني مؤخرا، هذا جانب، اما الجانب الآخر في معادلة الوجود والعدم في هذه النظرية الذي اوردته رسالة رجوي، فهو الانكماش والتمدد، والتمدد هو الاساس الذي تقوم عليه نظرية ولاية الفقيه، ووجودها، وهو يعني هنا الخروج من (شرنقة المحلية) على حد تعبير ادبيات النظام، الى فضاءات الاقليم والعالم!! اي الهيمنة الاقليمية والعالمية، وهذا هو السر في محاولاته التي بات عمرها من عمر النظام في سعيه لاحتواء العراق ومن ثم تجسيره للعبور الى المنطقة العربية، والعدم، هو الفشل في تجسيد هذا المشروع على الارض واقعا، وهو ما اصطلح على تسميته بمشروع (ام القرى) باستعارة اسم المدينة النبوية، تزييفا وتزويرا لواقع الحال الايراني، كمركز هيمنة امبراطورية ايرانية ملتحفة بالاسلام، وان ادنى تراجع او انكماش فيه هو في الحقيقة بدء مسيرة النظام الى الخلف ومن ثم الى الهاوية والعدم، ولهذا فهو يقفز دائما الى الامام في الفراغ، وفي تحد مستمر مع ان هذا القفز يجره رغما عنه الى الانكماش على ذاته، كما اوضحت رسالة رجوي، وكما هو الواقع فقد بات النظام لايحتمل (همسة) احتجاج واحدة، على سياساته وبخاصة فيما يتعلق بالمشروع النووي الذي يشكل هو الاخر ركيزة اخرى من ركائز معادلة الوجود والعدم لنظرية ولاية الفقيه وبالتالي وجود وعدم النظام الايراني الحاكم في طهران، والمقاومة الايرانية كما اثبتت الوقائع توجه للنظام ضرباتها في الصميم وفي القلب منه، في الركائزالاساسية لمعادلة الوجود والعدم لاعدامه فعلا على الارض، في الداخل بتحشيد القوى الشعبية والجماهير حول برنامجها الديمقراطي التحرري لاسقاطه، وفي الخارج بفضحه وكشف حقيقته واحباط مشاريعه التمددية التوسعية والتصدي لها بقوة، وفي المجال النووي بكشف احتيالاته وخفايا نواياه، ومن هنا تكتسب رسالة رجوي الاخيرة، اهميتها التاريخية ليس للشعوب الايرانية وحدها، وانما للعراقيين بشكل خاص وللعالم بشكل عام، وهي ترسم المشهدعامة بتفاصيله الدقيقة، وتؤشر المنعطف المصيري الذي تمر به عموم ايران والمازق القاتل الحرج الذي يواجهه النظام الايراني ونظريته الاستبدادية اليوم.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com