|
في أعقاب الحملة العسكرية والأمنية الواسعة التي شهدتها مدينة البصرة في الأيام الماضية أميط اللثام عن العديد من الأمور التي ظلت مستترة في ظل الأنفلات الأمني والأستهتار الذي مارسته جماعات ظلت تدعي أنها من التيار الصدري أو منظمة ثأر الله أو منظمة بدر فضلا عن تقسيم النفوذ السياسي والأداري وفق خطة شيطانية غدت بموجبها الدوائر الحكومية في البصرة من ممتلكات هذه الجماعة أو تلك، فيما ظل النفط يتدفق الى الخارج بفعل المهربين المجرمين المحترفين وبدعم واضح من مسؤولين كبار في المحافظة فقدوا وخز الضمير والخشية من الله تعالى! كما أنكشفت أيضا محطات فضائية ظلت لفترات سابقة تحاول الأختباء والتستر وراء شعارات ظاهرها الألتزام المهني والأستقلالية وباطنها الخبث والأثارة المؤذية التي وصلت حد التسبب بأراقة دماء المئات من الناس الأبرياء (الشرقية والجزيرة والعربية ...). اليوم تنفس المواطنون البصريون المظلومون الصعداء وبدأوا يبتسمون بأرتياح بعد أزاحة الستار الثقيل الذي جثم عليهم منذ زمن الحكم البعثي المقيت المندثر وفي أعقاب السقوط المريع في عام 2003. وأذا كانت الحكومة قد حققت أنجازا مشهودا ودحرت المجرمين وكشفت الأقنعة التي تبرقعوا بها للفترة القاسية الماضية فأن المطلوب من أهالي البصرة في المرحلة الراهنة والمستقبلية التعاون المثمر والأيجابي مع القوات الأمنية من خلال الأخبار عن أية تحركات مشبوهة وتقديم اي عون تطلبه تلك القوات من أجل أكمال أهدافها المرسومة. وفي أعقاب الصفحة الأولى الناجحة جدا من (صولة الفرسان) يتعين على الحكومة المركزية أن تعمل بكل همة لأنعاش الأقتصاد المنهار في المحافظة وأيجاد فرص عمل للآلاف من الشباب الجامعيين وغيرهم الذين همشوا في الفترة الماضية وظلموا من مجلس المحافظة ودوائرها. ولابد ايضا من زرع الأطمئنان في نفوس الناس من خلال مواصلة حملة نزع اسلحة المسلحين وفرض النظام الصارم في الشارع مثلما عهدناه هذه الأيام المشرقة وأعادة هيبة موظف الدولة بعد أن عاث الكثير من منتسبي الأحزاب (الدينية!!) الفساد في الدوائر وأهانوها. ولابد من تقديم المجرمين والفاسدين ، وكثير منهم معروفون للناس ، الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل. البصرة تنتظر الكثير والبشائر بدأت تلوح في الأفق. ويظل التحدي الوحيد هو أدامة زخم العزيمة التي جاءت بها القوات الأمنية فحققت الكثير في أيام معدودات، اما المجرمون القتلة ومن وراءهم العصابات التي أتخذت ستار الأحزاب ملاذا لها، ومن وراءها الدول المجرمة المجاورة للبصرة وبعض الدول الأخرى المعروفة، فألى جهنم وساءت مصيرا!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |