|
الاسلاميون في العراق وهشاشة الولاء
د.عباس العبودي (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) أل عمران 179 مرت على ذكرى استشهاد السيد الشهيد السعيد محمد باقر الصدر 28 عاما ولم يلتفت الاسلاميين الى تقييم وضعهم تقييما حقيقيا من خلال الاسلام وليس من خلال الذات. لان الاسلاميين جميعا عليهم ان يتشرفوا باحياء ذكرى الشهيد الصدر ليس احياء خطابيا اجوف لاقيمة له ,بل تيقييما عمليا لكل مراحل عملهم وسلوكهم من خلال منطق وسلوك السيد الشهيد الصدر ,وهذا لم اجده في الكثير اسلاميينا ومع الاسف, بل وجدتهم يستخدمون السيد الشهيد الصدر عنوانا للمتجارة بالولاء لاغير وليس عنوانا للسباق على الالتزام بكل ماحمله السيد الشهيد الصدر من عناوين الولاء للاسلام وللانسانية جميعا. ولو كنا حقا وحقيقية نملك الولاء الحقيقي للاسلام وللوطن ما أ أصبح وضعنا هشا كولائنا واصبحنا كل حزب بما لديهم فرحون واصبح احدنا يقطع اوصال الاخر بمسميات الولاء الدنيوي والسباق وراء منافع الدنيا الفانية. اي اسلام هذا الذي يدعونا ان يناحر احدنا الاخر ويسقط احدنا الاخر ويحارب احدنا الاخر حتى اصبح دمنا ارخص من ثمن نعجة نشتريها من السوق؟؟؟!!!!. واي اسلام هذا حينما نخرب الوطن ومنافع الناس والاضرار بالامن العام وترويع الآمنين بكل وسائل الابتزار والتعذيب النفسي والجسدي, اي اسلام هذا ونحن احدنا يطعن اخاه بخنجر عدونا المسموم مقابل حفنة من الدولارات او طمع في دنيا فانية, اي اسلام هذا ونحن امما قددا يتفرج علينا القاصي والدنيا ويفرح لحالنا الحزين , اي اسلام هذا وكل يوم ننحر الحسين بايدينا ونعلقه على الرماح بكل فخر بسلوكنا وافعالنا. اي اسلام هذا الذي يدعونا الا التفرقة والعداوة والبغضاء والحساسية والخصومة. ما اسرعنا الى التبريرلكل افعالنا واقوالنا ونستخدم كل العناوين الاسلامية التي ترضي اهوائنا وانانيتنا ولكن غفلنا او تغافلنا ان الله علينا رقيبا وما نلفظ من قول او نعمل من عمل الا وهو الشاهد والرقيب. الهذا المصير اوصانا السيد الشهيد الصدر االذي ندعي الولاء اليه؟؟؟!! ايها الاسلامييون الحذار الحذار من حب الدنيا لانها راس كل خطيئة , ولنبتعد عن المتجارة بمن قدم كل وجوده لله ولم يفكر بذاته حتى ما انتج من فكر اراده باسم الناس ولم يكتبه باسمه, الا بعد ضغط الناس عليه كتبه باسمه من دون عناوين براقة. واليوم اصبحنا حتى لانخجل من ان نلصق عناوين بنا هي ليست لنا ولانستحقها ولا نتورع من رفضها بل القبول بها وهي ليست لنا, وابسط شئ تبدا من عناوين دكتور وحجة الاسلام واية الله مقابلاتنا الصحفية لم نمتلك الشجاعة والشفافية وان نصرح للناس نحن لسنا من اهل هذه العناوين ,بل نفتخر بتسمية الناس الينا حتى وان كانت كذبا وزورا , بل نحملها عناوين مزورة لنخدع بها انفسنا ونخدع بها الناس وهي ليست لنا. ايها الاسلامييون ان لم نراجع انفسنا مراجعة جادة ومسؤولة نرتجي بها مرضاة الله والابتعاد عن الولاء الدنيوي والصنمية لعناوين ابتدعناها , فاننا سنكون من الخاسرين في الدارين , لان الذي يرتجي رحمة الله ويدعي الولاء الى الله –فالله نعالى يامرنا ان نبتعد عن الانا والهوى ونعتصم بحبل الله ونحارب شيطان انفسنا اولا وعدونا الخارجي ثانيا بصف واحد كاننا بنيان مرصوص. (ميدانكم الاول انفسكم فإن قدرتم عليها كنتم على غيرها اقدر وان عجزتم عنها كنتم عن غيرها اعجز فجربوا معها الكفاح اولا) فإذا كنا نرتجي طمع الدنيا والسباق على كراسي الدنيا , فمن الحكمة كذلك ان نحافظ على جبهتنا الداخلية من اجل مصلحة الدنيا وتحقيق بعض المنافع للناس لكي نتمكن من ادامة كرسي الدنيا الفاني ,الذي لو دام لدام الى سليمان بن داود . ولكن ومع الاسف وما صدام الهالك عنا ببعيد غفلنا وتغافلنا أن مصيرنا سيكون كمصيرة بل سنتحمل وزرا مضاعفا لاننا نحمل عناوين مقدسة ولم نحترمها في انفسنا لهشاشة ولائنا لها ,فلو كان الولاء حقيقية ماوصلنا لحالنا المحزن ان احدنا يقطع اوصال اخيه فكريا وسياسيا ومعنويا وجسديا من اجل طمع الدنيا وخدمة لاهل الدنيا حتى اصبحنا جسورا لمتاع دنيا غيرنا. إننا ومع الاسف كاسلاميين لم نوفق في حفظ الاسلام في انفسنا وفي مجتمعنا بل جعلنا الامة مقسمة ومقطعة الاوصال بولاءات صنمية دنيوية ماأنزل الله بها من سلطان .اننا بافعالنا وسلوكنا ومواقفنا نغضب الله و نحارب رسول الله واهل بيته يوميا عشرات المرات . إننا لازلنا نعيش نشوة الصراع على غنائم احد ولم ندرك الخطر الذي يحييق بنا لاننا شغلنا انفسنا بغنائمها الفانية وتركنا الناس بحرمانهم واستضعافهم ,واذا اردنا ان نتحسس جزء من معاناتهم فسنستخدمها وسائل إعلامية رخيصة حتى يقول الناس فينا بعض المديح الدنيوي الذي لاقيمة له عند وسنكون من الاخسرين أعمالا إن لم نصحح المسار وندرك الخطر. ايها الاسلامييون لنكون شجعانا ونراجع انفسنا مراجعة جادة مخلصة ونحن نعيش الذكرى الثمنة والعشرين لاستشهاد السيد الشهيد الصدر(ص) والذكرى الخامسة لسقوط الصنم ,الذي لولا فضل الله تعالى بتسخير من هو اطغى من صدام ليهلكه وبركة دماء الشهداء الين غذوا ارض العراق بدمائهم الزكية ماحصل شئ. والله تعالى جعل هذا النصر اختبارا لنا اما ان نشكر بحفظ جبهتنا الداخلية متينة صلدة قوية على طاعة الله وتذويب كل المنافع الدنيوية والهوى والانا كما ذاب السيد الشهيد الصدر في ولائه وحبه للاسلام ولانسانيته .ومن فضل الله وحكمته ان جعل يوم شهادته (رض) هو يوم سقوط الطغيان. فلنعمل لامتنا بتضحية وايثار كما فعل السيد الشهيد الصدر ولنذوب في الاسلام فكرا وسلوكا واخلاقا واخلاصا كما ذاب السيد الشهيد الصدر ولندعوا الناس بانسنيتهم لنبني عراق الانسن ودولة الانسان في العراق من وحي منهد السيد الشهيد الصدر الذي خاطب كل الاعراقيين بانسانيتهم , خاطبهم باخلاقه ,خاطبهم وهو يعيش همومهم اليومية ومعاناتهم , خاطبهم بكل المعاني السامية ,فتواضع لله بكل معاني التواضع فرفعه الله في قلوب كل الاحرار واصبح كجده الحسين علما من اعلام الحرية الانسانية في الارض , هذا هو خطاب السيد ابشهيد الصدر الذي سطره بدمه , فلنتامله ونحاسب انفسنا من خلاله : بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وصحبه الميامين. يا شعبي العراقي العزيز.. أيها الشعب العظيم.. اني اخاطبك في هذه اللحظة العصيبة من محنتك، وحياتك الجهادية بكل فئاتك، وطوائفك بعربك، وأكرادك بسنتك، وشيعتك، لان المحنة لا تخص مذهباً دون آخر، ولا قومية دون اخرى، وكما ان المحنة هي محنة كل الشعب العراقي فيجب ان يكون الموقف الجهادي، والرد البطولي، والتلاحم النضالي هو واقع كل الشعب العراقي. واني منذ عرفت وجودي ومسؤوليتي في هذه الامة بذلت هذا الوجود من أجل الشيعي والسني على السواء، ومن أجل العربي والكردي على السواء، حيث دافعت عن الرسالة التي توحّدهم جميعاً وعن العقيدة التي تهمهم جميعا، ولم أعش بفكري وكياني الاّ للاسلام طريق الخلاص وهدف الجميع. فأنا معك يا أخي وولدي السني بقدر ما أنا معك يا أخي وولدي الشيعي، انا معكما بقدر ما انتما مع الاسلام، وبقدر ما تحملون هذا المشعل العظيم لانقاذ العراق من كابوس التسلط والاضطهاد. ان الطاغوت وأولياءه يحاولون ان يوحوا الى أبنائنا البررة من السنة ان المسألة مسألة شيعة وسنة وليفصلوا السنة عن معركتهم الحقيقية ضد العدو المشترك. وأريد أن أقولها لكم يا أبناء علي والحسين وأبناء أبي بكر وعمر ان المعركة ليست بين الشيعة والحكم السني، ان الحكم السني الذي مثّله الخلفاء الراشدون والذي كان يقوم على أساس الاسلام والعدل حمل عليّ السيف للدفاع عنه، اذ حارب جندياً في حروب الردة تحت لواء الخليفة الاول أبي بكر وكلنا نحارب تحت راية الاسلام مهما كان لونها المذهبي، ان الحكم السنّي الذي كان يحمل راية الاسلام قد أفتى علماء الشيعة قبل نصف قرن بوجوب الجهاد من أجله، وخرج الالاف من الشيعة وبذلوا دمهم رخيصاً من أجل الحفاظ على راية الاسلام ومن أجل حماية الحكم السني الذي كان يقوم على أساس الاسلام. ان الحكم الواقع ليس حكماً سنياً وان كانت الفئة المتسلطة تنتسب تاريخياً الى التسنن فان الحكم السنّي لا يعني حكم شخص ولد من ابوين سنيين بل يعني حكم أبي بكر وعمر الذي تحداه طواغيت الحكم في العراق اليوم في كل تصرفاتهم وهم ينتهكون حرمتهم للإسلام وحرمة علي وعمر معاً في كل يوم وفي كل خطوة من خطواتهم الاجرامية. ألا ترون يا أولادي وأخواني انهم أسقطوا الشعائر الدينية التي دافع عنها علي وعمر معاً؟ ألا ترون انهم ملئوا البلاد بالخمور وحقول الخنازير وكل وسائل المجون والفساد التي حاربها علي وعمر معاً؟ ألا ترون الى احتكار هؤلاء السلطة احتكاراً عشائرياً يضفون عليه طابع الحزب زوراً وبهتاناً؟ وسدّ هؤلاء ابواب التقدم امام كل جماهير الشعب سوى اولئك الذين رضوا لأنفسهم الذل والخضوع وباعوا كرامتهم وتحولوا الى عبيد أذلاء، ان هؤلاء المتسلطين قد امتهنوا حتى كرامة حزب البعث العربي الاشتراكي حيث عملوا من أجل تحويله من حزب عقائدي الى عصابة تفرض الإنضمام اليها والانتساب اليها بالقوة والإكراه. وإلاّ فأي حزب حقيقي يحترم نفسه في العالم يطلب الإنتساب اليه بالقوة؟ إنّهم أحسوا بالخوف حتى من الحزب نفسه الذي يدعون تمثيله، انهم أحسوا بالخوف منه اذا بقي حزباً حقيقياً له قواعده التي تبنيها، ولهذا أرادوا أن يدهموا قواعده بتحويله الى تجمع يقوم على اساس الإكراه والتعذيب ليفقد اي مضمون حقيقي له. يا أخواني وأبنائي من أبناء الموصل والبصرة من أبناء بغداد وكربلاء والنجف من أبناء سامراء والكاظمية.. من أبناء العمارة والكوت والسليمانية.. من أبناء العراق في كل مكان: إنّي أعاهدكم بأني لكم جميعاً ومن أجلكم جميعاً وإنّكم جميعاً هدفي في الحاضر والمستقبل، فلتتوحد كلمتكم ولتتلاحم صفوفكم تحت راية الاسلام ومن أجل انقاذ العراق من كابوس هذه الفئة المتسلطة وبناء عراق حرّ كريم تحكمه عدالة الإسلام وتسوده كرامة الإنسان ويشعر فيه المواطنون جميعاً على اختلاف قومياتهم ومذاهبهم بأنهم اخوة يساهمون جميعاً في قيادة بلدهم وبناء وطنهم وتحقيق مثلهم الإسلامية العليا المستمدة من رسالتنا الإسلامية وفجر تاريخنا العظيم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فاين نحن من خطابة ؟؟؟؟؟؟ فكرا ومنهجا وسلوكا هل من صحوة ضمير قبل فوات الاوان؟؟؟!! اللهم اشهد اني قد بلغت
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |