أحمد الجلبي وفجر الحرية

 

قاسم الكوفي/ كاتب عراقي مقيم في سويسرا

q.qufi@hotmail.com

لا يمكن ان نتحدث عن الذكرى السنوية  الخامسة للحرب التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية، ضد الدكتاتور صدام حسين، لتحرير الإنسان العراقي عام 2003م، دون ان نذكر الزعيم العراقي الدكتور أحمد الجلبي.

 لابد لنا ونحن نعيش الحقيقة الحلم (سقوط الصنم)، ان نقف إجلالا وإكراما لقوافل الشهداء العراقيين الذين تسابقوا للفوز بالشهادة في سبيل خلاص العراق، من الكابوس الذي جثم على صدره خمسة وثلاثين عام، لا بد لنا ان نسعى بجد الى تخليد هؤلاء الأفذاذ، ممن أذيبت أجسادهم الطاهرة في أحواض ماء النار (التيزاب)، ومن استشهد منهم في المقابر الجماعية، والأنفال، وحلبجة وفي الاهوار، ومن فاضت أرواحهم الزكية في معتقلات وأقبية النظام البائد، يتقدمهم باقر الصدر الشهيد، أتمنى ان يتم  تخليدهم في المناهج الدراسية للعراق الجديد.
ان ابن العراق البار أحمد الجلبي،( أبو هاشم )، العراقي الحر، المؤمن بعظمة شعبه، الذي حلم بحياة كريمة له،( الجلبي)، الذي ما زال يثير بطلعته البهية حنق أيتام صدام وأرامله، استطاع بمفرده، ان يشكل لوبي عراقي وطني، مؤثر في الدوائر السياسية الأمريكية ومؤسساتها الفاعلة،الأمر الذي عجزت عن تحقيقه الحكومات العربية مجتمعة، بما تملكه من إمكانيات مختلفة على مدار السنين، فقد سخرت (الحكومات) ـ ومازالت ـ ماكينتها الإعلامية وإغراءاتها المالية الهائلة، لتشويه سمعته، والقضاء عليه.

 ورغم كل ذلك فقد تمكن الدكتور الجلبي، ان يحصل من المشرع الأمريكي على قانون تحرير العراق  في عهد الرئيس كلنتون عام 1998.

 ان أحمد عبد الهادي الجلبي الذي  ولد في  بغداد عام  1944م، وبيده ملعقة من ذهب، سخّر وقته ونفسه وما يملك من مال وعلاقات، لخدمة شعبه الذي أحبه، وعرض نفسه لمحاولات  التسقيط ، والتشهير، والتصفية الجسدية في أكثر من مكان .

في الذكرى السنوية الخامسة لسقوط الصنم في ساحة الفردوس، ونهاية قصة القائد الضروة، الذي هرب ولم  يكاون ( يقاوم ) الأمريكان، (أميركا ) التي استعد لقدومها صدام بقصيدة شعرا مسروقة، فتحول من (ابو عدي) الى ابو الكمل ( القمل ).

فقد حقق الانسان العراقي وحكومته المنتخبة الدائمة، في العراق الفدرالي الديمقراطي الجديد من مكتسبات منها، التداول السلمي للسلطة، وصدور أكثر من مائة وخمسين صحيفة، (بعدما كانت تصدر خمسة صحف يشرف، عليها عدي صدام)، والانتعاش الاقتصادي ودخل الفرد العالي، وكتابة دستور عراقي دائم، وبرلمان حر، وابتعاد شبح الحرب الأهلية ،التي خطط لها الصداميون والتكفيريون، ونجاح خطة فرض القانون وتفعيل موضوعة المصالحة الوطنية، ومحاكمة صدام وأعوانه في محاكمات عادلة وعلنية حرم الدكتاتور منها أبناء الشعب له الكثير.

 ويبقى امام الشعب العراقي العظيم، وحكومته الوطنية بزعامة الرئيس نوري المالكي، الكثير من العمل..،الجاد المخلص، رغم محاولة الصداميين و التكفيريين قتل الحلم العراقي، الى جانب الميليشيات.

فقد يمر وقت طويل حتى يدرك الجميع من أولاد (الملحة)، عظمة ما قدم الجلبي

 (أبو هاشم) ، لبزوغ فجر الحرية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com